171
التّصحيفُ في متن الحديث

النَّعيقُ: دعاء الراعي الشاء. ونَعيقُ الغراب ونُعاقِه ونَغيقُه ونُغاقُه: مثل نَهيق الحمار ونُهاقِه، وشَحيجِ البغل وشُحاجِه، وصَهيلِ وصُهال الخيل وزَحير وزُحار. واستعار بعضهم النَّعيقَ في الأرانب . ۱
وقال الطريحي: «النعيق: صوت الغراب، ومنه الغراب الناعق» . ۲
وأمّا الراغية ففي لسان العرب:
الرُّغاءُ: صَوتُ ذواتِ الخُفِّ. وما له ثاغيَة ولا راغيةَ: أي ما له شاة ولا ناقةٌ، وقد تقدّم في ثَغا، وكذلك قولهم: أتيته فما أثغى ولا أرغى؛ أي لم يعط شاةً ولا ناقةً كما يقال: ما أخشى ولا أجلَّ . ۳
وبه يتّضح أنّ أحد الكنايات السائدة في كلام العرب قولهم: «ما له ثاغيَة ولا راغيةَ»؛ أي ما له مال، وعند مراجعة الحديث في المصادر الأُخرى نجده في بحار الأنوار نقلاً عن الكافي كالتالي:

۲۳۱. ۲) في الروضة: عَليُّ بنُ مُحَمَّدٍ، عَن عَليِّ بنِ عَبّاسٍ، عَنِ الحَسَن بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ، عَن عَليِّ بنِ أَبي حَمزَةَ، عَن أَبي بَصيرٍ، عَن أَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام ، قالَ: قُلتُ له: « كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ * فَقَالُواْ أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّـآ إِذًا لَّفِى ضَلَـلٍ وَ سُعُرٍ * أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ » ... فَلَم يَبقَ لَهُم ثاغيَةٌ وَلا رَاغيَةٌ وَلا شَيءٌ إِلّا أَهلَكَهُ اللّه‏ُ، فَأَصبَحوا في ديارِهِم وَمضاجِعِهِم مَوتى أَجمَعينَ . ۴

وهو منسجم تمام الانسجام مع الاستعمال الوارد في اللغة كما سبق نقله. علماً أنّ الموجود في الطبعة المحقّقة في دار الحديث لكتاب الكافي هو كالموجود في

1.لسان العرب: ج ۱۰ ص ۳۵۶ «نعق»

2.مجمع البحرين: ج ۳ ص ۱۸۰۳ «نعق».

3.لسان العرب: ج ۱۴ ص ۳۲۹ «رغا».

4.بحار الأنوار: ج ۱۱ ص ۳۸۸ ح ۱۴.


التّصحيفُ في متن الحديث
170

مثار لاحتمال التصحيف في نصّ الحديث، وبمراجعة الأحاديث الأُخرى الواردة في تشبيه الدنيا نجد التشبيه المذكور فيها كالتالي:

۲۲۹. ۲) في المصنّف لابن أَبي شيبة الكوفي: مُعاويَةُ بنُ هِشامٍ، عَن سُفيانَ، عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ، عَن أَبي مَليحٍ قالَ: قالَ عُمَُر: ما الدُّنيا في الآخِرَةِ إِلّا كَنَفجَةِ أَرنَبٍ . ۱

وقد أوضح ابن الأثير معنى النفجة قائلاً:
وفي حديثٍ آخر أنّه ذكر فتنتين فقال: ما الأُولى عِندَ الآخِرَةِ إِلّا كَنَفجَةِ أَرنَبٍ؛ أَي كوثبته من مجثمه، يريد تقليل مدّتها . ۲
وبه يتّفق التشبيه الوارد في الحديث محل الكلام مع الاستعمال اللغوي، ويصير معناه واضحاً لا غبار عليه.

النموذج الثاني:

۲۳۰. ۱) في الكافي: عَليُّ بنُ مُحَمَّدٍ، عَن عَليِّ بنِ العَبّاسِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ، عَن عَليِّ بنِ أَبي حَمزَةَ، عَن أَبي بَصيرٍ، عَن أَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام ، قالَ: قُلتُ لَهُ: « كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ * فَقَالُواْ أَبَشَرًا مِّنَّا وَ حِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّـا إِذًا لَّفِى ضَلَـلٍ وَ سُعُرٍ * أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ » ۳ ، قالَ: هَذا كانَ بِما كَذَّبوا بِهِ صالِحاً... فَلَم يَبقَ لَهُم ناعِقَةٌ وَلا راغيَةٌ وَلا شَيءٌ إِلّا أَهلَكَهُ اللّه‏ُ، فَأَصبَحوا في ديارِهِم وَمَضاجِعِهِم مَوتى أَجمَعينَ... . ۴

وعند مراجعة اللغة لا نجد معنىً مناسباً لقوله: «لَم يَبقَ لَهُم ناعِقَةٌ وَلا راغيَةٌ»، فكتب ابن منظور في بيان معنى الناعقة قائلاً:

1.المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي: ج ۸ ص ۱۵۲ ح ۳۴، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل: ج ۴، شرح ص ۲۴۵.

2.النهاية في غريب الحديث: ج ۵ ص ۸۸ «نفج».

3.القمر: الآيات ۲۳ ـ ۲۵.

4.الكافي: ج ۸ ص ۱۸۷ ح ۲۱۴.

  • نام منبع :
    التّصحيفُ في متن الحديث
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4447
صفحه از 277
پرینت  ارسال به