ثُمَّ استَيقِن بِالإِجابَةِ . ۱
فهذا الحديث واحد ، ولكن وقع التصحيف في المصادر الأصلية له، ممّا صار سبباً لتعدّد نسخه، ثمّ انتقل اختلاف النسخ إلى الكافي وما تلاه من المصادر، فنجده مروياً بشكلين وبسندين كلاهما ينتهي إلى سيف بن عميرة، في أحدهما: «بِظَهرِ قَلبٍ قاسٍ» وفي الآخر «بِظَهرِ قَلبٍ ساهٍ».
كما روي نظير هذا النصّ عن النبي صلى الله عليه و آله ، فمن ذلك:
۲۰۹. في مستدرك الوسائل نقلاً عن القُطب الراوَندي في الدعوات: قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه و آله : ادعوا اللّهَ وَأَنتُم موقِنونَ بِالإجابَةِ، وَاعلَموا أَنَّ اللّهَ لا يَستَجيبُ دُعاءً مِن قَلبٍ لاهٍ . ۲
۲۱۰. وفي بحار الأنوار: وَرَأَينا في كِتابِ الأَدعَيةِ المَرويَةِ مِنَ الحَضرَةِ النَّبوَيِّةِ لِلسَمعانيِّ بِإِسنادِهِ المُتَّصِل عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله أَنَّهُ قالَ: ادعوا اللّهَ وَأَنتُم موقِنونَ بِالإِجابَةِ، وَاعلَموا أَنَّ اللّهَ لا يَستَجيبُ دُعاءً مِن قَلبٍ غافِلٍ لاهٍ . ۳
وهو مؤيد للنسخة التي ورد فيها: «بِظَهرِ قَلبٍ ساهٍ».
د ـ أخلاق المعصوم وسيرته
الذي يلاحظ المجتمع الذي نعيش فيه أو المجتمعات الأُخرى يجد أنّ جملة من الآداب تحكم أفراده، فلا يستطيع الفرد فعل ما شاء وإن كان سائغاً بلحاظ ديني وقانوني؛ فمثلاً يسوغ للرجل شرعاً تقبيل زوجته وأُمّه وأُخته، إلّا أنّ العرف لا يستسيغ تقبيل الزوجة أمام الآخرين، وهكذا. وبما أنّ الهدف من بعثة نبيّنا الأعظم هي إتمام مكارم الأخلاق كما ورد في بعض الروايات، فلا يعقل أن يأتي بأفعال لا