765
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

۲۰۸۱. تفسير الطّبريّ عن ابن عبّاس ـ في قَولِهِ تَعالى : «سَيَحلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُم إِذَا انقَلَبتُم إِلَيهِم لِتُعرِضُوا عَنهُم فَأَعرِضُوا عَنهُم إِنَّهُم رِجسٌ وَ مَأوَاهُم جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ » ۱ ـ: وَ ذلِكَ أَنَّ رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله قيلَ لَهُ : أَلا تَغزو بَني الأَصفَرِ ، لَعَلَّكَ أَن تُصيبَ بِنتَ عَظيمِ الرّومِ فَإِنَّهُم حِسانٌ !
فَقالَ رَجُلانِ : قَد عَلِمتَ يا رَسولَ اللّه‏ِ أَنَّ النِّساءَ فِتنَةٌ فَلا تَفتِنّا بِهِنَّ ، فَائذَن لَنا ، فَأَذِنَ لَهُما . فَلَمَّا اِنطَلَقا قالَ أَحَدُهُما : إِن هُوَ إِلّا شَحمَةٌ لِأَوَّلِ آكِلٍ !
فَسارَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله وَلَم يَنزِل عَلَيهِ في ذلِكَ شَيءٌ ، فَلَمّا كانَ بِبَعضِ الطَّريقِ نَزَلَ عَلَيهِ وَهُوَ عَلى بَعضِ المِياهِ : «لَو كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَـكِن بَعُدَت عَلَيهِمُ الشُّقَّةُ » ۲ ، وَنَزَلَ عَلَيهِ : «عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم » ، وَنَزَلَ عَلَيهِ : «لَا يَستَئذِنكَ الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الأَْخِرِ » ، وَنَزَلَ عَلَيهِ : «إِنَّهُم رِجسٌ وَ مَأوَاهُم جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ » . ۳

۱۳ / ۱۳

عَبدُ اللّه‏ِ بنُ اُبَيٍّ ۴

۲۰۸۲. تفسير القمّي ـ في قَولِهِ تَعالى : «استَغفِر لَهُم أَو لَا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغفِرَ اللَّهُ لَهُم» ـ : قالَ عَلِيُّ بنُ إِبراهيمَ : إِنَّها نَزَلَت لَمّا رَجَعَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله إِلَى المَدينَةِ وَمَرِضَ عَبدُ اللّه‏ِ بنُ أُبَيٍّ ، وَكانَ ابنُهُ عَبدُ اللّه‏ِ بنُ عَبدِ اللّه‏ِ مُؤمِناً ، فَجاءَ إِلى

1.. التوبة : ۹۵ .

2.. التوبة : ۴۲ .

3.. تفسير الطبري : ج ۷ الجزء ۱۱ ص ۲ ، الدّر المنثور : ج ۴ ص ۲۱۰ .

4.عبد اللّه‏ بن اُبيّ بن سلول : أبوه اُبيّ بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عمرو بن الخزرج ، وسلول اُمّه ، وهي سلول بنت الحارث الخزاعية ، وبها يعرف . كان من أشراف الخزرج ، وهو في رأس المنافقين القائل : «لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذل» (راجع : إمتاع الأسماع : ج ۱ ص ۲۱۷ و ج ۱۴ ص ۳۴۳ و ۳۴۴ ، سبل الهدى والرشاد : ج ۱۲ ص ۷۳) .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
764

النّاسَ بِالجِهازِ ، وأَخبَرَهُم اَنَّهُ يُريدُ الرّومَ . فَتَجَهَّزَ النّاسُ عَلى ما في أَنفُسِهِم مِنَ الكُرهِ لِذلِكَ الوَجهِ لِما فيهِ ، مَعَ ما عَظَّموا مِن ذِكرِ الرّومِ وَغَزوِهِم .
فَقالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ذاتَ يَومٍ وَهُوَ في جِهازِهِ ذلِكَ لِلجَدِّ بنِ قَيسٍ أَخي بَني سَلَمَةَ : هَل لَكَ يا جَدُّ العامَ في جِلادِ بَني الأَصفَرِ ؟ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه‏ِ ، أَوَ تَأذَنُ لي وَلا تَفتِنّي ، فَوَ اللّه‏ِ لَقَد عَرَفَ قَومي ما رَجُلٌ أَشَدَّ عَجَبا بِالنِّساءِ مِنّي ، وَإِنّي أَخشى إِن رَأَيتُ نِساءَ بَنِي الأَصفَرِ أَلّا أَصبِرَ عَنهُنَّ . فَأَعرَضَ عَنهُ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله وَقالَ : قَد أَذِنتُ لَكَ .
فَفِي الجَدِّ بنِ قَيسٍ نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : «وَمِنهُم مَّن يَقُولُ ائذَن لِّى وَلَا تَفتِنِّى ... » الآيَةَ . أَي إِن كانَ إِنَّما يَخشى الفِتنَةَ مِن نِساءِ بَني الأَصفَرِ ـ وَلَيسَ ذلِكَ بِهِ ـ فَما سَقَطَ فيهِ مِنَ الفِتنَةِ بِتَخَلُّفِهِ عَن رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله وَالرَّغبَةِ بِنَفسِهِ عَن نَفسِهِ أَعظَمُ ، وإِنَّ جَهَنَّمَ لَمِن وَرائِهِ .
وَقالَ قائِلٌ مِنَ المُنافِقينَ لِبَعضٍ : لا تَنفِرُوا فِي الحَرِّ ؛ زَهادَةً فِي الجِهادِ، وَشَكّا في الحَقِّ ، وَإِرجافا ۱ بِالرَّسولِ . فَأَنزَلَ اللّه‏ُ ـ تَبارَكَ وَتَعالى ـ فيهِم : «وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِى الحَرِّ قُل‏نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّو كَانُوا يَفقَهُونَ» إِلى قَولِهِ «جَزَاءَ بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ » . ۲
ثُمَّ إِنَّ رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله جَدَّ في سَفَرِهِ ، فَأَمَرَ النّاسَ بِالجِهازِ وَالاِنكِماشِ ، وَحَضَّ أَهلَ الغِنى عَلَى النَّفَقَةِ وَالحَملانِ في سَبيلِ اللّه‏ِ وَرَغَّبَهُم في ذلِكَ ، فَحَمَلَ رِجالٌ مِن أَهلِ الغِنى فَاحتَسَبوا . ۳

1.. أرجَفَ القَومُ : إذا خاضوا في الأخبار السيِّئَةِ والفِتن (لسان العرب : ج ۹ ص ۱۱۳ «رجف») .

2.. التوبة : ۸۱ و ۸۲ .

3.. تاريخ الطّبري : ج ۳ ص ۱۰۱ ، السّيرة النبويّة لابن هشام : ج ۴ ص ۱۵۹ ، تاريخ الإسلام للذّهبي : ج ۲ ص ۶۲۷ ، تاريخ دمشق : ج ۲ ص ۳۲ ، البداية والنّهاية : ج ۵ ص ۳ كلّها نحوه .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10168
صفحه از 904
پرینت  ارسال به