703
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

غِطاءَها وفَتَحَ بابا مِنها ، فَخَرَجَ مِنها لَهَبٌ ساطِعٌ فِي السَّماءِ وفارَت ، فَارتَعَدتُ حَتّى ظَنَنتُ لَيَتَناوَلُني مِمّا رَأَيتُ ، فَقُلتُ لَهُ : يا جَبرَئيلُ ، قُل لَهُ فَليَرُدَّ عَلَيها غِطاءَها ، فَأَمَرَها ، فَقالَ لَها : اِرجِعي ، فَرَجَعَت إلى مَكانِهَا الَّذي خَرَجَت مِنهُ . ۱

۱۹۲۲. الإمام الباقر عليه ‏السلام : إنَّ رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله حَيثُ اُسرِيَ بِهِ إلَى السَّماءِ لَم يَمُرَّ بِخَلقٍ مِن خَلقِ اللّه‏ِ إلّا رَأى مِنهُ ما يُحِبُّ مِنَ البِشرِ وَاللُّطفِ وَالسُّرورِ بِهِ ، حَتّى مَرَّ بِخَلقٍ مِن خَلقِ اللّه‏ِ ، فَلَم يَلتَفِت إلَيهِ ولَم يَقُل لَهُ شَيئا ، فَوَجَدَهُ قاطِبا عابِسا ، فَقالَ : يا جَبرَئيلُ ! ما مَرَرتُ بِخَلقٍ مِن خَلقِ اللّه‏ِ إلّا رَأَيتُ البِشرَ وَاللُّطفَ وَالسُّرورَ مِنهُ إلّا هذا ، فَمَن هذا؟ قالَ : هذا مالِكٌ خازِنُ النّارِ ، وهكَذا خَلَقَهُ رَبُّهُ ، قالَ : فَإِنّي اُحِبُّ أن تَطلُبَ إلَيهِ أن يُرِيَنِي النّارَ ، فَقالَ لَهُ جَبرَئيلُ : إنَّ هذا مُحَمَّدا رَسولُ اللّه‏ِ ، وقَد سَأَلَني أن أطلُبَ إلَيكَ أن تُرِيَهُ النّارَ ، قالَ : فَأَخَرجَ لَهُ عُنُقا مِنها فَرَآها ، فَمَا افتَرَّ ۲ ضاحِكا حَتّى قَبَضَهُ اللّه‏ُ عز و جل . ۳

۱۹۲۳. سنن الترمذي عن جابر بن عبد اللّه‏ : قالَ ناسٌ مِنَ اليَهودِ لِأُناسٍ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : هَل يَعلَمُ نَبِيُّكُم كَم عَدَدُ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ؟ قالوا : لا نَدري حَتّى نَسألَ نَبِيَّنا ... فَلَمّا جاؤوا قالوا : يا أبَا القاسِمِ ، كَم عَدَدُ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ ؟ قالَ : هكَذا ، وهكَذا ـ في مَرَّةٍ عَشَرَةٌ ، وفي مَرَّةٍ تِسعٌ ـ . ۴

۱۹۲۴. البعث والنشور عن البراء بن عازب : إنَّ رَهطا مِنَ اليَهودِ سَأَلوا رَجُلاً مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله عَن خَزَنَةِ جَهَنَّمَ ، قالَ : اللّه‏ُ ورَسولُهُ أعلَمُ ، فَجاءَ الرَّجُلُ فَأَخبَرَ النَّبِيَّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ،

1.. تفسير القمّي : ج ۲ ص ۴ ، بحارالأنوار : ج ۱۸ ص ۳۲۰ ح ۳۴ .

2.. افْتَرَّ فلان ضاحكا : أي أبدى أسنانه (الصحاح : ج ۲ ص ۷۸۰ «فرر») .

3.. الأمالي للصدوق : ص ۶۹۶ ح ۹۵۲ عن زرارة ، الزهد للحسين بن سعيد : ص ۹۹ ح ۲۷۱ ، تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۷۷ ح ۸ ، قصص الأنبياء للراوندي : ص ۳۲۵ ح ۴۳۳ كلّها عن ابن بكير عن الإمام الصادق عليه ‏السلام نحوه ، روضة الواعظين : ص ۵۵۷ ، بحارالأنوار : ج ۸ ص ۲۸۴ ح ۹ .

4.. سنن الترمذي : ج ۵ ص ۴۲۹ ح ۳۳۲۷ ، تفسير القرطبي : ج ۱۹ ص ۷۹ ، التخويف من النار : ص ۱۶۰ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
702

الحديث

۱۹۲۱. تفسير القمّي عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليه ‏السلام عن رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ـ في حَديثِ المِعراجِ ـ : سَمِعتُ صَوتا أفزَعَني ، فَقالَ جَبرَئيلُ : أتَسمَعُ يا مُحَمَّدُ؟ قُلتُ : نَعَم ، قالَ : هذِهِ صَخرَةٌ قَذَفتُها عَن شَفيرِ جَهَنَّمَ مُنذُ سَبعينَ عاما فَهذا حينَ استَقَرَّت . قالوا : فَما ضَحِكَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله حَتّى قُبِضَ .
قالَ : فَصَعِدَ جَبرَئيلُ وصَعِدتُ مَعَهُ إلى سَماءِ الدُّنيا وعَلَيها مَلَكٌ يُقالُ لَهُ : إسماعيلُ ، وهُوَ صاحِبُ الخَطفَةِ الَّتي قالَ اللّه‏ُ عز و جل : «إِلَا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ» وتَحتَهُ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ ، تَحتَ كُلِّ مَلَكٍ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ ، فَقالَ : يا جَبرَئيلُ ، مَن هذا مَعَكَ؟ فَقالَ : مُحَمَّدٌ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، قالَ : أَوَقَد بُعِثَ ؟ قالَ : نَعَم ، فَفَتَحَ البابَ فَسَلَّمتُ عَلَيهِ وسَلَّمَ عَلَيَّ ، وَاستَغفَرتُ لَهُ وَاستَغفَرَ لي ، وقالَ : مَرحَبا بِالأَخِ النّاصِحِ وَالنَّبِيِّ الصّالِحِ ، وتَلَقَّتنِي المَلائِكَةُ حَتّى دَخَلتُ سَماءَ الدُّنيا ، فَما لَقِيَني مَلَكٌ إلّا كانَ ضاحِكا مُستَبشِرا ، حَتّى لَقِيَني مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ لَم أرَ أعظَمَ خَلقا مِنهُ ، كَريهُ المَنظَرِ ظاهِرُ الغَضَبِ ، فَقالَ لي مِثلَ ما قالوا مِنَ الدُّعاءِ إلّا أنَّهُ لَم يَضحَك ، ولَم أرَ فيهِ مِنَ الاِستِبشارِ وما رَأَيتُ مِمَّن ضَحِكَ مِنَ المَلائِكَةِ ، فَقُلتُ : مَن هذا يا جَبرَئيلُ ، فَإِنّي قَد فَزِعتُ ؟ فَقالَ : يَجوزُ أن تَفزَعَ مِنهُ ، وكُلُّنا نَفزَعُ مِنهُ ، هذا مالِكٌ خازِنُ النّارِ ، لَم يَضحَك قَطُّ ، ولَم يَزَل مُنذُ وَلّاهُ اللّه‏ُ جَهَنَّمَ يَزدادُ كُلَّ يَومٍ غَضَبا وغَيظا عَلى أعداءِ اللّه‏ِ وأهلِ مَعصِيَتِهِ ، فَيَنتَقِمُ اللّه‏ُ بِهِ مِنهُم ، ولَو ضَحِكَ إلى أحَدٍ قَبلَكَ أو كانَ ضاحِكا لِأَحَدٍ بَعدَكَ لَضَحِكَ إلَيكَ ، ولكِنَّهُ لا يَضحَكُ . فَسَلَّمتُ عَلَيهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ وبَشَّرَني بِالجَنَّةِ ، فَقُلتُ لِجَبرَئيلِ ـ وجَبرَئيلُ بِالمَكانِ الَّذي وَصَفَهُ اللّه‏َ «مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ» ۱ ـ : ألا تَأمُرُهُ أن يُرِيَنِي النّارَ؟ فَقالَ لَهُ جَبرَئيلُ : يا مالِكُ ! أرِ مُحَمَّدا النّارَ ، فَكَشَفَ عَنها

1.التكوير : ۲۱ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11010
صفحه از 904
پرینت  ارسال به