699
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

فَيَأخُذُها ، فَإِذا أخَذَها لَم يَدَعوها في يَدِهِ طَرفَةَ عَينٍ حَتّى يَجعَلوها في تِلكَ المُسوحِ ، ويَخرُجُ مِنها كَأَنتَنِ ريحِ جيفَةٍ وُجِدَت عَلى وَجهِ الأَرضِ ، فَيَصعَدونَ بِها ، فَلا يَمُرّونَ بِها عَلى مَلَاً مِنَ المَلائِكَةِ إلّا قالوا : ما هذَا الرّوحُ الخَبيثُ؟ فَيَقولونَ : فُلانُ بنُ فلانٍ ، بِأَقبَحِ أسمائِهِ الَّتي كانَ يُسَمّى بِها فِي الدُّنيا ، حَتّى يُنتَهى بِهِ إلَى السَّماءِ الدُّنيا فيُستَفتَحُ لَهُ فلا يُفتَحُ لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : «لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَ بُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ» ۱ فَيَقولُ اللّه‏ُ عز و جل : اُكتُبوا كِتابَهُ في سِجّينٍ فِي الأَرضِ السُّفلى ، فَتُطرَحُ روحُهُ طَرحا ، ثُمَّ قَرَأَ : «وَ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ الرِّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ» ۲ ، فَتُعادُ روحُهُ في جَسَدِهِ ويَأتيهِ مَلَكانِ ، فَيُجلِسانِهِ فَيَقولانِ لَهُ : مَن رَبُّكَ؟ فَيَقولُ : هاه هاه ، لا أدري ! فَيَقولانِ لَهُ : ما دينُكَ؟ فَيَقولُ : هاه هاه ، لا أدري ! فَيَقولانِ لَهُ : ما هذَا الرَّجُلُ الَّذي بُعِثَ فيكُم؟ فَيَقولُ : هاه هاه ، لا أدري ! فَيُنادي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ : أن كَذَبَ ، فَافرُشوا لَهُ مِنَ النّارِ وَافتَحوا لَهُ بابا إلَى النَّارِ ، فَيَأتيهِ مِن حَرِّها وسُمومِها ، ويَضيقُ عَلَيهِ قَبرُهُ حَتّى تَختَلِفَ فيهِ أضلاعُهُ ، ويَأتيهِ رَجُلٌ قَبيحُ الوَجهِ قَبيحُ الثِّيابِ مُنتِنُ الرّيحِ ، فَيَقولُ : أبشِر بِالَّذي يَسوءُكَ ، هذا يَومُكَ الَّذي كُنتَ توعَدُ ، فَيَقولُ : مَن أنتَ ؟ فَوَجهُكَ الوَجهُ يَجيءُ بِالشَّرِّ؟ فَيَقولُ : أنَا عَمَلُكَ الخَبيثُ ، فَيَقولُ : رَبِّ ! لا تُقِمِ السّاعَةَ . ۳

۱۹۱۵. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ! لَقَد خُلِقَت زَبانِيَةُ ۴ جَهَنَّمَ قَبلَ أن تُخلَقَ جَهَنَّمُ بِأَلفِ

1.. الأعراف : ۴۰ .

2.. الحجّ : ۳۱ .

3.. مسند ابن حنبل : ج ۶ ص ۴۱۴ ح ۱۸۵۵۹ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۱ ص ۹۴ ح ۱۰۷ نحوه ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۳ ص ۲۵۶ ح ۱ ، شعب الإيمان : ج ۱ ص ۳۵۷ ح ۳۹۵ ، الزهد لابن المبارك : ص ۴۳۲ ح ۱۲۱۹ ، الزهد لهنّاد : ج ۱ ص ۲۰۶ ح ۳۳۹ ، كنزالعمّال : ج ۱۵ ص ۶۸۹ ح ۴۲۴۹۵ .

4.. الزَّبَانِيَة : الملائكة الموكّلون بالنار ، هم الغلاظ الشداد (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۶۵ «زبن») .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
698

«يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتُ وَ بَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَ تَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَـئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَ تَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ» . ۱

الحديث

۱۹۱۲. صحيح البخاري عن أنس : إنَّ رَجُلاً قالَ : يا نَبِيَّ اللّه‏ِ ، كَيفَ يُحشَرُ الكافِرُ عَلى وَجهِهِ يَومَ القِيامَةِ؟
قال صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : ألَيسَ الَّذي أمشاهُ عَلَى الرِّجلَينِ فِي الدُّنيا قادِرا عَلى أن يُمشِيَهُ عَلى وَجهِهِ يَومَ القِيامَةِ؟! ۲

۱۹۱۳. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : الكافِرُ إذا خَرَجَ مِن قَبرِهِ صُوِّرَ لَهُ عَمَلُهُ في صورَةٍ سَيِّئَةٍ وبِشارَةٍ سَيِّئَةٍ ، فَيَقولُ : ما أنتَ؟ فَوَاللّه‏ِ إنّي لَأَراكَ امرَأَ سَوءٍ ، فَيَقولُ : أنَا عَمَلُكَ ، فَيَنطَلِقُ بِهِ حَتّى يُدخِلَهُ النّارُ . ۳

۱۹۱۴. مسند ابن حنبل عن البراء بن عازب : قالَ [رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ] : إنَّ العَبدَ الكافِرَ إذا كانَ فِي انقِطاعٍ مِنَ الدُّنيا وإقبالٍ مِنَ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إلَيهِ مِنَ السَّماءِ مَلائِكَةٌ سودُ الوُجوهِ مَعَهُمُ المُسُوحُ ۴ ، فَيَجلِسونَ مِنهُ مَدَّ البَصَرِ ، ثُمَّ يَجيءُ مَلَكُ المَوتِ حَتّى يَجلِسَ عِندَ رأسِهِ ، فَيَقولُ : أيَّتُهَا النَّفسُ الخَبيثَةُ اخرُجي إلى سَخَطٍ مِنَ اللّه‏ِ وغَضَبٍ .
قالَ : فَتَفَرَّقُ في جَسَدِهِ ، فَيَنتَزِعُها كَما يُنتَزَعُ السَّفّودُ ۵ مِنَ الصُّوفِ المَبلولِ ،

1.. إبراهيم : ۴۸ ـ ۵۰ .

2.. صحيح البخاري : ج ۴ ص ۱۷۸۴ ح ۴۴۸۲ ، صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۱۶۱ ح ۵۴ ، مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۴۵۶ ح ۱۳۳۹۱ وفيه «في النار» بدل «يوم القيامة» ، المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۴۳۷ ح ۳۵۱۷ و ۳۵۱۸ ، كنزالعمّال : ج ۱۴ ص ۶۶۶ ح ۳۹۷۹۸ .

3.. تفسير الطبري : ج ۷ الجزء ۱۱ ص ۸۸ عن قتادة ، كنزالعمّال : ج ۱۴ ص ۳۶۶ ح ۳۸۹۶۳ .

4.. المِسْح : الكساء من الشَّعَر ، والجمع القليل : أمساح ، والكثير : مُسُوح (لسان العرب : ج ۲ ص ۵۹۶ «مسح») .

5.. السَّفُّود والسُّفُّود : حديدة ذات شُعَب مُعقّفة معروف يُشوى به اللحم (لسان العرب : ج ۳ ص ۲۱۸ «سفد») .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10671
صفحه از 904
پرینت  ارسال به