655
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

تُحرِقُ قُلوبَنا وقَد عَقَدَت عَلى أن لا إلهَ إلّا أنتَ؟! أم كَيفَ تُحرِقُ وُجوهَنا وقَد عَفَّرناها لَكَ فِي التُّرابِ؟! أم كَيفَ تُحرِقُ أيدِيَنا وقَد رَفَعناها بِالدُّعاءِ إلَيكَ؟!
فَيَقولُ اللّه‏ُ جَلَّ جَلالُهُ : عِبادي ! ساءَت أعمالُكُم في دارِ الدُّنيا ، فَجَزاؤُكُم نارُ جَهَنَّمَ .
فَيَقولونَ : يا رَبَّنا ! عَفوُكَ أعظَمُ أم خَطيئَتُنا؟
فَيَقولُ عز و جل : بَل عَفوي .
فَيَقولونَ : رَحمَتُكَ أوسَعُ أم ذُنوبُنا؟
فَيَقولُ عز و جل : بَل رَحمَتي .
فَيَقولونَ : إقرارُنا بِتَوحيدِكَ أعظَمُ أم ذُنوبُنا؟
فَيَقولُ عز و جل : بَل إقرارُكُم بِتَوحيدي أعظَمُ .
فَيَقولونَ : يا رَبَّنا ! فَليَسِعنا عَفوُكَ ورَحمَتُكَ الَّتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ .
فَيَقولُ اللّه‏ُ جَلَّ جَلالُهُ : مَلائِكَتي! وعِزَّتي وجَلالي ، ما خَلَقتُ خَلقا أحَبَّ إلَيَّ مِنَ المُقِرّينَ لي بِتَوحيدي ، وأن لا إلهَ غَيري ، وحَقٌّ عَلَيَّ أن لا اُصلِيَ بِالنّارِ أهلَ تَوحيدي ، أدخِلوا عِبادِيَ الجَنَّةَ . ۱

۱۷۲۲. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : لَن يُوافِيَ عَبدٌ يَومَ القِيامَةِ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّه‏ُ» يَبتَغي بِها وَجهَ اللّه‏ِ ، إلّا حَرَّمَ اللّه‏ُ عَلَيهِ النّارَ . ۲

1.التوحيد : ص ۲۹ ح ۳۱ ، الأمالي للصدوق : ص ۳۷۲ ح ۴۶۹ ، روضة الواعظين : ص ۵۱ ، بحارالأنوار : ج ۳ ص ۱ ح ۱ .

2.صحيح البخارى : ج ۵ ص ۲۳۶۰ ح ۶۰۵۹ ، السنن الكبرى للنسائي : ج ۶ ص ۲۷۳ ح ۱۰۹۴۷ ، مسند ابن حنبل : ج ۹ ص ۲۰۰ ح ۲۳۸۳۱ ، المصنف لعبد الرزاق : ج ۱ ص ۵۰۳ ح ۱۹۲۹ كلّها عن عتبان بن مالك ، كنزالعمّال : ج ۱ ص ۴۶ ح ۱۱۹ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
654

۱۷۱۹. صحيح البخارى عن أنس : إنَّ النَّبِيَّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ومَعاذٌ رَديفُهُ ۱ عَلَى الرَّحلِ ، قالَ : يا مَعاذَ بنَ جَبَلٍ ! قالَ : لَبَّيكَ يا رَسولَ اللّه‏ِ وسَعدَيكَ ، قالَ : يا مَعاذُ ! قالَ : لَبَّيكَ يا رَسولَ اللّه‏ِ وسَعدَيكَ ـ ثَلاثا ـ قالَ : ما مِن أحَدٍ شَهِدَ أن لا إلهَ إلَا اللّه‏ُ وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّه‏ِ صِدقا مِن قَلبِهِ ، إلّا حَرَّمَهُ اللّه‏ُ عَلَى النّارِ . ۲

۱۷۲۰. سنن ابن ماجة عن ابن عمر : كُنّا مَعَ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله في بَعضِ غَزَواتِهِ ، فَمَرَّ بِقَومٍ ، فَقالَ : مَنِ القَومُ؟ فَقالوا : نَحنُ المُسلِمونَ ، وَامرَأَةٌ تُحصِبُ ۳ تَنّورَها ، ومَعَهَا ابنٌ لَها ، فَإِذَا ارتَفَعَ وَهَجُ التَّنّورِ تَنَحَّت بِهِ ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله فَقالَت : أنتَ رَسولُ اللّه‏ِ؟ قالَ : نَعَم ، قالَت : بِأَبي أنتَ وأُمّي ! ألَيسَ اللّه‏ُ بِأَرحَمَ الرّاحِمينَ ؟ قالَ : بَلى ، قالَت : أوَلَيسَ اللّه‏ُ بِأَرحَمَ بِعِبادِهِ مِنَ الاُمِّ بِوَلَدِها ؟ قالَ : بَلى ، قالَت : فَإِنَّ الاُمَّ لا تُلقي وَلَدَها فِي النّارِ!
فَأَكَبَّ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله يَبكي ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إلَيها فَقالَ : إنَّ اللّه‏َ لا يُعَذِّبُ مِن عِبادِهِ إلَا المارِدَ المُتَمَرِّدَ ، الَّذي يَتَمَرَّدُ عَلَى اللّه‏ِ وأبى أن يَقولَ : لا إلهَ إلَا اللّه‏ُ . ۴

۱۷۲۱. التوحيد عن ابن عبّاس : قالَ رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ بَشيرا! لا يُعَذِّبُ اللّه‏ُ بِالنّارِ مُوَحِّدا أبَدا ، وإنَّ أهلَ التَّوحيدِ لَيَشفَعونَ فَيُشَفَّعونَ .
ثُمَّ قالَ عليه ‏السلام : إنَّهُ إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ أمَرَ اللّه‏ُ تَبارَكَ وتَعالى بِقَومٍ ساءَت أعمالُهُم في دارِ الدُّنيا إلَى النّارِ ، فَيَقولونَ : يا رَبَّنا ، كَيفَ تُدخِلُنَا النّارَ وقَد كُنّا نُوَحِّدُكَ في دارِ الدُّنيا ؟! وكَيفَ تُحرِقُ بِالنّارِ ألسِنَتَنا وقَد نَطَقَت بِتَوحيدِكَ في دارِ الدُّنيا؟! وكَيفَ

1.رَدِفتُه : إذا ركبت خلفه (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۶۹۲ «ردف») .

2.صحيح البخاري : ج ۱ ص ۶۰ ح ۱۲۸ ، صحيح مسلم : ج ۱ ص ۶۱ ح ۵۳ ، شعب الإيمان : ج ۱ ص ۱۴۶ ح ۱۲۶ وليس فيهما «صدقا من قلبه» ، كنزالعمّال : ج ۱ ص ۴۷ ح ۱۲۵ .

3.الحَصَبُ : الحَطَبُ عامّة ، وهي لغة أهل اليمن (تاج العروس : ج ۱ ص ۴۲۶ «حصب») .

4.سنن ابن ماجة : ج ۲ ص ۱۴۳۶ ح ۴۲۹۷ ، الفردوس : ج ۱ ص ۱۶۷ ح ۶۱۸ وفيه ذيله من «إنّ اللّه‏ لا يعذّب ...» ، كنزالعمّال : ج ۱ ص ۶۸ ح ۲۶۱ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11216
صفحه از 904
پرینت  ارسال به