595
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

ثُمَّ خَرَجَ فَعَسكَرَ بِالنُّخَيلَةِ ، وأقامَ بِهِ عَشَرَةَ أيّامٍ ، فَلَم يَلحَق بِهِ مِنهُم إلّا عَدَدٌ يَسيرٌ . فَانصَرَفَ عليه ‏السلام إلَى الكوفَةِ ، وقامَ خَطيبا ، فَحَمِدَ اللّه‏َ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
يا عَجَبًا مِن قَومٍ لا حَياءَ لَهُم ولا دينٌ ، مِن غَدرَةٍ بَعدَ غَدرَةٍ ! أما وَاللّه‏ِ لَو وَجَدتُ أعواناً لَقُمتَ ، بِهذَا الأَمرِ أيَّ قِيامٍ ، ونَهَضتُ بِهِ أيَّ نُهوضٍ . وايمُ ، اللّه‏ِ ! لا رَأَيتُم فَرَجا ولا عَدلاً أبَدا مَعَ ابنِ آكِلَةِ الأَكبادِ وبَني أُمَيَّةَ ، ولَيَسومُنَّكُم سوءَ العَذابِ حَتّى تَتَمَنَّوا أن يَلِيَكُم عَبدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ ، فَأُفٍّ لَكُم ، وبُعداً ، وتَرَحا ، يا عَبيدَ الدُّنيا ومَوالِيَ الحُطامِ .
ثُمَّ نَزَلَ وهُوَ يَقولُ : «وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ مَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ» ۱ . فَاتَّبَعَهُ مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه ‏السلام عَدَدٌ يَسيرٌ ؛ إشفاقاً عَلَيهِ وحَقنًا لِدَمِهِ . ۲

۱۰ / ۲۱

مُحارَبَةُ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السّلام

۱۵۰۵. الإمام عليّ عليه ‏السلام عن النبيّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : أنَّه تَلا هذِهِ الآيَةَ : «أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» ۳ ، قيلَ : يا رَسولَ اللّه‏ِ ، مَن أصحابُ النّارِ ؟ قالَ : مَن قاتَلَ عَلِيّا بَعدي ، أولئِكَ هُم أصحابُ النّارِ مَعَ الكُفّارِ ، فَقَد كَفَروا بِالحَقِّ لَمّا جاءَهُم . ألا وإنَّ عَلِيّا مِنّي ، فَمَن حارَبَهُ فَقَد حارَبَني وأسخَطَ رَبّي .
ثُمَّ دَعا عَلِيا عليه ‏السلام فَقالَ : يا عَلِيُّ ، حَربُكَ حَربي ، وسِلمُكَ سِلمي ، وأنتَ العَلَمُ فيما بَيني وبَينَ أُمَّتي بَعدي . ۴

1.مريم : ۴۸ .

2.إثبات الوصية : ص ۱۶۸ .

3.البقرة : ۲۷۵ .

4.الأمالي للطوسي : ص ۳۶۴ ح ۷۶۳ عن عليّ بن عليّ بن رزين عن الإمام الرضا عليه ‏السلام عن آبائه عليهم ‏السلام عن النزال بن سبرة ، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۲۰۳ ح ۳ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
594

۱۵۰۳. الجمل عن الحارث بن سريع : لَمّا ظَهَرَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه ‏السلام عَلى أهلِ البَصرَةِ وقَسَمَ ما حَواهُ العَسكَرُ ، قامَ فيهِم خَطيبا ، فَحَمِدَ اللّه‏َ وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلى رَسولِهِ وقالَ :
أيُّهَا النّاسُ! إنَّ اللّه‏َ عز و جل ذو رَحمَةٍ واسِعَةٍ ومَغفِرَةٍ دائِمَةٍ لِأَهلِ طاعَتِهِ ، وقَضى أنَّ نَقِمَتَهُ وعِقابَهُ عَلى أهلِ مَعصِيَتِهِ .
يا أهلَ البَصرَةِ! يا أهلَ المُؤتَفِكَةِ ! ويا جُندَ المَرأَةِ ، وأتباعَ البَهيمَةِ! رَغا فَأَجَبتُم ، وعُقِرَ فَانهَزَمتُم ، أحلامُكُم دِقاقٌ ، وعَهدُكُم شِقاقٌ ، ودينُكُم نِفاقٌ ، وأنتُم فَسَقَةٌ مُرّاقٌ .
يا أهلَ البَصرَةِ! أنتُم شَرُّ خَلقِ اللّه‏ِ ، أرضُكُم قَريبَةٌ مِنَ الماءِ ، بَعيدَةٌ مِنَ السَّماءِ . خَفَّت عُقولُكُم ، وسَفِهَت أحلامُكُم . شَهَرتُم سُيوفَكُم ، وسَفَكتُم دِماءَكُم ، وخالَفتُم إمامَكُم . فَأَنتُم اُكلَةُ الآكِلِ ، وفَريسَةُ الظّافِرِ ، فَالنّارُ لَكُم مُدَّخَرٌ ، وَالعارُ لَكُم مَفخَرٌ .
يا أهلَ البَصرَةِ! نَكَثتُم بَيعَتي ، وظاهَرتُم عَلَيَّ ذَوي عَداوَتي ، فَما ظَنُّكُم يا أهلَ البَصرَةِ الآنَ ؟! ۱

۱۵۰۴. إثبات الوصية ـ مِن ذِكرِ خُطبَةِ الإِمامِ الحَسَنِ عليه ‏السلام بَعدَ أن وَجَّهَ رَجُلاً مِن كِندَةَ في أربَعَة آلافٍ لِحَربِ مُعاوِيَةَ ، فَغَدَرَ وَالتَحَقَ بِمُعاوِيَةَ ، ثُمَّ أرسَلَ رَجُلاً مِن مُرادٍ في أربَعَةِ آلافٍ أيضا ، فَفَعَلَ فَعلَةَ الأوَّلِ ـ : فَقامَ أبو مُحَمَّدٍ عليه ‏السلام خَطيبا ، فَحَمِدَ اللّه‏ُ وأثنى عَلَيهِ ، وقالَ : قَد عَرَفتُكُم أنَّكُم لا تَفونَ بِعَهدٍ ، ولا تُستَأمَنونَ إلى عَقدٍ ، وقَد غَدَرَ المُرادِيُّ الَّذي أختَرتُموهُ ، وقَبلَهُ ما اختَرتُمُ الكِندِيَّ .
فَقامَ اُناسٌ فَقالوا : إن كانَ الرَّجُلانِ غَدَرا فَنَحنُ نَنصَحُ ولا نَغدِرُ .
فَقالَ لَهُم : كَلّا ، وإنّي أُعَذِّرُ بَيني وبَينَكُم مَعَ عِلمي بِسوءِ ما تُبطِنونَ وتَنطَوونَ عَلَيهِ ، ومَوعِدُكُم عَسكَري بِالنُّخَيلَةِ .

1.الجمل : ص ۴۰۷ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10744
صفحه از 904
پرینت  ارسال به