من بعض الروايات.
ونحن نقرأ في حديث رواه الراوندي في «الخرائج» حول أصحاب الحسين عليه السلام في عاشوراء حينما أعلنوا ولاءهم الكامل له عليه السلام وامتنعوا عن ترك ساحة كربلاء ونقض البيعة: دعا لهم بالخير وكشف عن أبصارهم ، فرأوا ما حباهم اللّه من نعيم الجنان وعَرّفهم منازلهم فيها ۱ . ۲
وممّا ينبغي ذكره هو أنّ هناك رواية عن الإمام عليّ عليه السلام تؤيّد هذا الرأي، إلّا أنّ الإمام عليه السلام في هذه الرواية يعتبر الدنيا في قلب الآخرة والآخرة محيطة بالدنيا، وذلك حين سأله الجاثليق عن الجنّة ، أ في الدنيا هي أم في الآخرة؟ فأجابه عليه السلام قائلاً :
الدنيا في الآخرة ، والآخرة محيطة بالدنيا . ۳
وبناءً على ذلك، فعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع وواضح يحدّد بشكل دقيق مكان جنّة الخلد، ولكن يبدو أنّ الرأي الثالث أقرب إلى الواقع .
واستنادا إلى ذلك، فإنّ جنّة البرزخ هي جزء صغير من جنّة الخلد ، وهي موضوعة تحت تصرّف الصالحين، إلّا أنّهما ستنتقلان بعد القيامة إلى المكان الأصلي والدائمي ، وكذلك الحال بالنسبة الى نار البرزخ .
والجدير بالذكر هو أنّ هذا المعنى ينسجم تماما مع روايات الثواب والعقاب في البرزخ .
1.الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۸۴۷ ح ۶۲ ، مقتل الحسين للمقرّم : ص ۲۶۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۹۸ ح ۳ .
2.پيام قرآن (بالفارسيّة) : ج ۶ ص ۳۴۱ ـ ۳۴۳ .
3.مرّ الحديث بتمامه في عنوان مكان الجنّة فراجع : ص ۴۷ ح ۳۹ .