51
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

الخلد التي وعد اللّه‏ بها الصالحين . ۱ كما ورد التصريح في بعض الروايات بأنّ الجنّة في السماء . ۲
وعلى هذا الأساس، فإنّ البعض يرى بشكل مطلق أنّ الجنّة في السماء، إلّا أنّهم لم يحدّدوا هذه السماء ، ۳ ولكن البعض يرى أنّ الجنّة في السماء الرابعة ، ۴ فيما ذهب البعض إلى أنّها في السماء السادسة ، ۵ ورأى البعض أنّ الجنّة في السماء السابعة . ۶

۲ . استغناء الجنّة عن المكان

ترى طائفة من الفلاسفة أن لا وجود أساسا لجنّة ونار منفصلتين عن الإنسان، بل إنّ الجنّة مصدرها الملكات الفاضلة، وأمّا النار فهي وليدة الملكات الرذيلة، وبناء على ذلك فإنّ الجنّة لا هي بالمادية ولا هي منفصلة عن الإنسان، ولذلك فإنّها لاتحتاج إلى مكان مادّي مستقلّ .
يقول صدر المتألّهين في الحكمة المتعالية في هذا المجال :
واعلم أنّ لكلّ نفس من نفوس السعداء في عالم الآخرة مملكة عظيمة الفسحة، وعالما أعظم وأوسع ممّا في السماوات والأرضين، وهي ليست خارجة عن ذاته

1.راجع : الميزان في تفسير القرآن : ج ۸ ص ۱۱۵ و ج ۱۸ ص ۳۷۵، الأقسام في القرآن الكريم : ص ۴۲، تفسير البغوي : ج ۱ .

2.راجع : ص ۴۶ ح ۳۵ و ۳۷ و ۳۸ .

3.راجع : تفسير مجاهد : ج ۲ ص ۶۱۸ ، شرح مسلم للنووي : ج ۲ ص ۲۲۳ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۰ ص ۱۲۰، الميزان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۱۳۹ و ج ۸ ص ۱۱۵ ، شرح اُصول الكافي، المولى صالح المازندراني : ج ۸ ص ۱۲۴ و ج ۱۱ ص ۳۶۵، التبيان في تفسير القرآن : ج ۴ ص ۴۳۸ ، تفسير البغوي : ج ۱ ص ۳۵۱ .

4.راجع : فيض القدير : ج ۳ ص ۴۷۶ ، التبيان في تفسير القرآن : ج ۹ ص ۳۸۵ ، زاد المسير : ج ۵ ص ۱۶۸ .

5.راجع : فيض القدير : ج ۳ ص ۴۷۸ .

6.راجع : فيض القدير : ج ۳ ص ۴۷۶، بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۲۵۷ ، التخويف من النار : ص ۶۷ ، زاد المسير : ج ۵ ص ۱۶۸ ، تفسير الفخر الرازي : ج ۱۹ ص ۲۳۵ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
50

مثالي، في حديقة من حدائق الجنّة، وأرواح المجرمين معذّبة ۱ في حفرة من حفر النار، تدلّ بوضوح على أنّ عالم البرزخ والجنّة والنار البرزخيّتين، في باطن العالم المادّي، علما أنّ هذه الجنّة والنار مؤقّتتان إلى يوم القيامة .

ثلاثة آراء حول مكان الجنّة

وأمّا فيما يتعلّق بمكان جنّة الخلد التي تمثّل المقام الأبدي للصالحين، فإنّ هناك ثلاثة آراء :

۱ . السماء

يرى البعض أنّ جنّة الخلد في السماء؛ ذلك لأنّ القرآن يقول في روايته لمعراج النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله :
«وَ لَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى» . ۲
وهذا الكلام يعني أنّ «جنّة المأوى» التي هي جنّة الخلد ۳ نفسها، تقع إلى جوار «سدرة المنتهى» التي تمثّل أعلى نقطة في السماء .
كما نقرأ في آية اُخرى : «وَ فِى السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ» . ۴
وهنا أيضا يرى الكثير من المفسّرين أنّ المراد من «وَ مَا تُوعَدُونَ» : هو جنّة

1.راجع : ص ۲۶ (الفصل الأوّل : معاني الجنّة في القرآن / جنّة البرزخ) .

2.النجم : ۱۳ ـ ۱۵ .

3.ممّا يجدر ذكره أنّ البعض فسّر هذه الجنّة بجنّة البرزخ أو جنّة آدم، ولكنّنا إذا أخذنا بنظر الاعتبار الآية ۱۹ من سورة السجدة : «أَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلَا بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ» والآية ۴۱ من سورة النازعات : «فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى» فإنّ هاتين الآيتين تشيران على ما يبدو إلى جنّة الخلد ، وقد أخذ الكثير من كبار المفسّرين بهذا الرأي (راجع : مجمع البيان : ج ۹ ص ۲۶۵، الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۴ ص ۲۷۵) .

4.الذاريات : ۲۲ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10200
صفحه از 904
پرینت  ارسال به