493
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

مَكثُهُ ، يَسيرٌ بَقاؤُهُ ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ ، فَكَيفَ احتِمالي لِبَلاءِ الآخِرَةِ وجَليلِ وُقوعِ المَكارِهِ فيها ! وهُوَ بَلاءٌ تَطولُ مُدَّتُهُ ، وَيَدومُ مَقامُهُ ، ولا يُخَفَّفُ عَن أهلِهِ ؛ لِأَنَّهُ لا يَكونُ إلّا عَن غَضَبِكَ وَانتِقامِكَ وَسَخَطِكَ . ۱

۱۲۳۵. الإمام زين العابدين عليه ‏السلام ـ فِي الدُّعاءِ ـ أَسأَلُكَ اللّهُمَّ بِالمَخزونِ مِن أسمائِكَ ، وبِما وارَتهُ الحُجُبُ مِن بَهائِكَ ، إلّا رَحِمتَ هذِهِ النَّفسَ الجَزوعَةَ ، وهذِهِ الرُّمَّةَ الهَلوعَةَ ، الَّتي لا تَستَطيعُ حَرَّ شَمسِكَ ، فَكَيفَ تَستَطيعُ حَرَّ نارِكَ ؟! وَالَّتي لا تَستَطيعُ صَوتَ رَعدِكَ ، فَكَيفَ تَستَطيعُ صَوتَ غَضَبِكَ ؟! ۲

۱۲۳۶. عنه عليه ‏السلام : إلهي وسَيِّدي ! وعِزَّتِكَ وجَلالِكَ ، لَئِن طالَبتَني بِذُنوبي لَاُطالِبَنَّكَ بِعَفوِكَ ، ولَئِن طالَبتَني بِلُؤمي لَاُطالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ ، ولَئِن أدخَلتَنِي النّارَ لَاُخبِرَنَّ أهلَ النّارِ بِحُبّي لَكَ .
إلهي وسَيِّدي ! إن كُنتَ لا تَغفِرُ إلّا لِأَولِيائِكَ وأهلِ طاعَتِكَ ، فَإِلى مَن يَفزَعُ المُذنِبونَ ؟! وإن كُنتَ لا تُكرِمُ إلّا أهلَ الوَفاءِ بِكَ ، فَبِمَن يَستَغيثُ المُسيؤونَ ؟!
إلهي ! إن أدخَلتَنِي النّارَ فَفي ذلِكَ سُرورُ عَدُوِّكَ ، وإن أدخَلتَنِي الجَنَّةَ فَفي ذلِكَ سُرورُ نَبِيِّكَ ، وأنا وَاللّه‏ِ أعلَمُ أنَّ سُرورَ نَبِيِّكَ أحَبُّ إلَيكَ مِن سُرورِ عَدُوِّكَ . ۳

۱۲۳۷. عنه عليه ‏السلام ـ في مُناجاةٍ لَهُ ـ : سَيِّدي ! ألِضَربِ المَقامِعِ خَلَقتَ أعضائي ؟! أم لِشُربِ الحَميمِ خَلَقتَ أمعائي! ۴

۱۲۳۸. عنه عليه ‏السلام : إلهي ! أتُحرِقُ بِالنّارِ وَجهي وكانَ لَكَ مُصَلِّيا ؟ إلهي ! أتُحرِقُ بِالنّارِ عَيني

1.مصباح المتهجّد : ص ۸۴۷ ح ۹۱۰ ، الإقبال : ج ۳ ص ۳۳۴ كلاهما عن كميل بن زياد ، المصباح للكفعمي : ص ۷۴۰ ، البلد الأمين : ص ۱۸۹ .

2.الصحيفة السجّاديّة : ص ۲۱۶ الدعاء ۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۸۷ ص ۲۲۹ ح ۴۲ نقلاً عن المحاسن .

3.مصباح المتهجد : ص ۵۹۶ ح ۶۹۱ ، الإقبال : ج ۱ ص ۱۷۲ ، المصباح للكفعمي : ص ۷۹۵ كلّها عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۹۲ ح ۲ .

4.الأمالي للصدوق : ص ۲۸۸ ح ۳۲۱ ، المزار للشهيد الأوّل : ص ۲۶۷ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۹ كلّها عن طاووس اليماني ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۴۶ ح ۷ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
492

الحديث

۱۲۳۱. الإمام عليّ عليه ‏السلام : إلهي ! إن أخَذتَني بِجُرمي أخَذتُكَ بِعَفوِكَ ، وإن أخَذتَني بِذُنوبي أخَذتُكَ بِمَغفِرَتِكَ ، وإن أدخَلتَنِي النّارَ أعلَمتُ أهلَها أنّي اُحِبُّكَ . ۱

۱۲۳۲. عنه عليه ‏السلام : آهٍ مِن نارٍ تُنضِجُ الأَكبادَ وَالكُلى ! آهٍ مِن نارٍ نَزّاعَةٍ لِلشَّوى ! آهٍ مِن غَمرَةٍ مِن مُلهَباتٍ لَظى ! ۲

۱۲۳۳. عنه عليه ‏السلام ـ فِي الدُّعاءِ المَعروفِ بِدُعاءِ كُمَيلٍ ـ : أفَتُراكَ سُبحانَكَ يا إلهي وبِحَمدِكَ ، تَسمَعُ فيها صَوتَ عَبدٍ مُسلِمٍ سُجِنَ فيها بِمُخالَفَتِهِ ، وذاقَ طَعمَ عَذابِها بِمَعصِيَتِهِ ، وحُبِسَ بَينَ أطباقِها بِجُرمِهِ وجَريرَتِهِ ، وهُوَ يَضِجُّ إلَيكَ ضَجيحَ مُؤَمِّلٍ لِرَحمَتِكَ ، ويُناديكَ بِلِسانِ أهلِ تَوحيدِكَ ، ويَتَوَسَّلُ إلَيكَ بِرُبوبِيَّتِكَ ، يا مَولايَ ! فَكَيفَ يَبقى فِي العَذابِ وهُوَ يَرجو ما سَلَفَ مِن حِلمِكَ ؟! أم كَيفَ تُؤلِمُهُ النّارُ وهُوَ يَأمُلُ فَضلَكَ ورَحمَتَكَ ؟! أم كَيفَ يُحرِقُهُ لَهيبُها وأنتَ تَسمَعُ صَوتَهُ وتَرى مَكانَهُ ؟! أم كَيفَ يَشتَمِلُ عَلَيهِ زَفيرُها وأنتَ تَعلَمُ ضَعفَهُ ؟! أم كَيفَ يَتَغَلغَلُ بَينَ أطباقِها وأنتَ تَعلَمُ صِدقَهُ ؟! أم كَيفَ تَزجُرُهُ زَبانِيَتُها وهُوَ يُناديكَ يا رَبَّهُ ؟! أم كَيفَ تُنزِلُهُ فيها وهُوَ يَرجو فَضلَكَ في عِتقِهِ مِنها فَتَترُكُهُ ؟! هَيهاتَ ، ما ذلِكَ الظَّنُّ بِكَ ، ولَا المَعروفُ مِن فَضلِكَ ، ولا مُشبِهٌ لِما عامَلتَ بِهِ المُوَحِّدينَ مِن بِرِّكَ وإحسانِكَ . ۳

۱۲۳۴. عنه عليه ‏السلام ـ أيضا ـ : يا كَريمُ يا رَبِّ ، وأنتَ تَعلَمُ ضَعفي عَن قَليلٍ مِن بَلاءِ الدُّنيا وعُقوباتِها ، وما يَجري فيها مِنَ المَكارِهِ عَلى أهلِها! عَلى أنَّ ذلِكَ بَلاءٌ ومَكروهٌ قَليلٌ

1.الإقبال : ج ۳ ص ۲۹۷ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۹۸ ح ۱۳ .

2.الأمالي للصدوق : ص ۱۳۸ ح ۱۳۶ ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۱۵۷ ، روضة الواعظين : ص ۱۲۶ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۱۲۴ كلّها عن أبي الدرداء ، بحار الأنوار : ج ۸۷ ص ۱۹۶ ح ۲ .

3.مصباح المتهجّد : ص ۸۴۸ ح ۹۱۰ ، الإقبال : ج ۳ ص ۳۳۵ كلاهما عن كميل بن زياد ، المصباح للكفعمي : ص ۷۴۱ ، البلد الأمين : ص ۱۹۰ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10796
صفحه از 904
پرینت  ارسال به