«كَلَا إِنَّ كِتَـبَ الْفُجَّارِ لَفِى سِجِّينٍ * وَ مَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ» . ^۱
وتعني كلمة «الكتاب» في هذه الآية المكتوب ، ولكن لا بمعنى كتابة شيء بالقلم على الورق بل بمعنى القضاء الإلهي المحتوم ، بمعنى أنّ المصير الأكيد والمحتوم للمجرمين هو سجن أبدي لا يمكن وصفه بسبب وجود أنواع المصائب فيه . وبناءً على ذلك فإنّ جملة : «وما أدراك ما سجّين» هو تأكيد على أنّ عذاب سجن جهنّم فوق الإدراك والوصف ^۲ ، كما أشارت بعض الروايات إلى هذا المعنى نفسه . ^۳

آراء في أسماء جهنّم

هناك عدّة آراء أو احتمالات بشأن بيان أسماء جهنّم وتحليلها ، وهي :

۱ . الإشارة إلى خصوصيّات جهنّم

يرى الكثير من علماء اللغة والمفسرين أنّ كلّ اسمٍ من أسماء جهنّم يشير إلى بُعد من أبعاد جهنّم وخصوصيّة من خصائصها ، فتسمّى «جهنّم» ـ على سبيل المثال ـ لأنّ نار جهنّم تهاجم الإنسان بشدّة ، أو تتميّز ببُعد قَعرها ، ^۴ وتسمّى «الجحيم» لشدّة تأجّجها وتوقّدها ، ^۵ وتسمّى «لظى» لأنّها ملتهبة ، ^۶ و«سقر» لأنّها تغيّر الوجوه

المفسّرين ، فسّر هذه الكلمة بوادٍ في جهنّم ، ^۱ وقد روي هذا المعنى عن ابن عمر ، وقتادة ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير أيضا . ^۲ كما اعتبر البعض هذه الكلمة اسما من أسماء جهنّم . ^۳

۱۰ . سجّين

«سجّين» ، الاسم العاشر لجهنّم .

«سجّين» لغةً واصطلاحا

تعدّ هذه الكلمة صيغة مبالغة من مادّة «سجن» بمعنى السجن الأبدي للمجرمين ، وقد يسمّى «سجّين» ، بسبب وجود أنواع العذاب فيه والتي لا يمكن مقارنتها مع أصعب السجون الدنيويّة .
يقول ابن منظور :
سجّين : فِعّيل من السجن . والسجّين : السجن . وسجّين : وادٍ في جهنّم ، نعوذ باللّه‏ منها ، مشتقّ من ذلك . ^۴
كما فسّر الراغب الإصفهاني هذه الكلمة قائلاً :
والسجّين : اسم لجهنّم بإزاء عِلّيين ، وزيد لفظه تنبيها على زيادة معناه . ^۵

«سجّين» في الكتاب والسنّة

استخدمت هذه الكلمة مرّتين في القرآن الكريم :