461
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

جهنّم ، والجدير بالذكر أنّ بعض الروايات تؤيّد هذا المعنى . ۱

۹ . الأثام

«الأثام» ، الاسم التاسع لجهنّم .

«الأثام» لغةً واصطلاحا

اشتُقّت هذه الكلمة من مادّة «إثم» بمعنى الذنب ، و«الأثام» بمعنى عقوبة الذنب . يقول الخليل بن أحمد :
والأثام في جملة التفسير : عقوبة الإثم . ۲
كما كتب ابن منظور قائلاً :
والأثام جزاء الإثم . ۳
ولذلك ، يمكن تسمية جهنّم بـ «الأثام» ؛ لأنّها موضع عقاب المذنبين .

«الأثام» في الكتاب والسنّة

جاءت كلمة «الأثام» مرّة واحدة في القرآن الكريم ، وذلك في قوله تعالى :
«وَ الَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَـهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَا بِالْحَقِّ وَ لَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَ لِكَ يَلْقَ أَثَامًا» . ۴
وقد فسّر المفسّرون غالبا ـ كعلماء اللغة ـ «الأثام» بعقوبة الذنب ، ۵ ولكن أحد

1.راجع : ص ۴۴۴ (الفصل الأوّل : أسماء جهنّم / لظى) .

2.ترتيب كتاب العين : ج ۸ ص ۲۵۰ .

3.لسان العرب : ج ۱۲ ص ۶ .

4.الفرقان : ۶۸ .

5.راجع : التبيان في تفسير القرآن : ج ۷ ص ۵۰۸ ، مجمع البيان : ج ۶ ص ۸۰۳ و ج ۷ ص ۲۷۷ ؛ تفسير الطبري : ج ۱۱ الجزء ۱۹ ص ۴۰ ، تفسير ابن كثير : ج ۶ ص ۱۳۶ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
460

مصروف ، وهي معرفة لا تنوّن ولا تنصرف للعلمية والتأنيث ، وسمّيت بذلك ؛ لأنّها أشدّ النيران . ۱
وبناءً على ذلك ، فإنّ كلمة «لظى» من الناحية اللغوية إذا جاءت منوّنة تكون صفةً للنار ، وإلّا فهي اسمها العامّ ، أو اسمها الخاصّ . ولكن يُستفاد من بعض الأخبار بأنّ «لظى» هي اسمٌ لإحدى دركات جهنّم . ۲

«لظى» في الكتاب والسنّة

جاءت كلمة «لظى» مرّة واحدة فقط في القرآن الكريم ، وذلك في قوله تعالى :
«كَلَا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى» . ۳
إذا كان عائد الضمير في «إنّها» في هذه الآية هو «النار» ۴ ، فستكون «لظى» صفتها ، وبناءً على ذلك فإنّ لظى سوف لا تكون اسم جهنّم بل صفة نار جهنّم ، مثل :
«فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى» . ۵
ولكن نظرا إلى أنّ الضمير في «إنّها» يمكن أن يكون ضميرا مبهما ، أو ضمير الشأن كما قال الكثير من علماء اللغة ۶ والمفسّرين ۷ ، فإنّ «لظى» اسم من أسماء

1.لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۴۸ .

2.راجع : ص ۴۴۵ ح ۱۱۴۲ .

3.المعارج : ۱۵ و ۱۶ .

4.وجاء في تفسير الكشاف : والضمير للنار ، ولم يجرِ لها ذكر لأنّ ذكر العذاب دلّ عليها ، ويجوز أن يكون ضميرا مبهما ترجم عند الخبر ، أو ضمير القصّة (الكشاف : ج ۴ ص ۱۳۹) .

5.الليل : ۱۴ .

6.راجع : ترتيب كتاب العين : ص ۳۳۷ ، الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۸۲ ، النهاية : ج ۴ ص ۲۵۲ ، لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۴۸ ، القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۸۶ ، مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۳۲ .

7.راجع : التبيان في تفسير القرآن : ج ۱۰ ص ۱۱۷ ، تفسير غريب القرآن : ص ۶۵ ، تفسير الطبري : ج ۱۴ الجزء ۲۹ ص ۷۵ ، تفسير السمرقندي : ص ۴۷۲ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10799
صفحه از 904
پرینت  ارسال به