47
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

۳۹. عنه عليه ‏السلام ـ لِلجاثَليقِ ۱وقَد سَأَلَهُ عَنِ الجَنَّةِ أ فِي الدُّنيا هِيَ أم فِي الآخِرَةِ؟ وأينَ الآخِرَةُ مِنَ الدُّنيا ؟ ـ : الدُّنيا فِي الآخِرَةِ وَالآخِرَةُ مُحيطَةٌ بِالدُّنيا ، إذ كانَتِ النُّقلَةُ مِنَ الحَياةِ إلَى المَوتِ ظاهِرَةً ، وكانَتِ الآخِرَةُ هِيَ دارُ الحَيَوانِ لَو كانوا يَعلَمونَ ؛ وذلِكَ أنَّ الدُّنيا نُقلَةٌ وَالآخِرَةَ حَياةٌ ومُقامٌ ، مَثَلُ ذلِكَ كَالنّائِمِ ؛ وذلِكَ أنَّ الجِسمَ يَنامُ ، وَالرّوحَ لا تَنامُ ، والبَدَنَ يَموتُ وَالرّوحَ لا تَموتُ ۲ ، قالَ اللّه‏ُ عز و جل : «وَ إِنَّ الدَّارَ الْاخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ» ۳ .
وَالدُّنيا رَسمُ الآخِرَةِ وَالآخِرَةُ رَسمُ الدُّنيا ۴ ، ولَيسَ الدُّنيا الآخِرَةَ ولَا الآخِرَةُ الدُّنيا . إذا فارَقَ الرُّوحُ الجِسمَ يَرجِعُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما إلى ما مِنهُ بَدَأَ وما مِنهُ خُلِقَ ، وكَذلِكَ الجَنَّةُ وَالنّارُ فِي الدُّنيا مَوجودَةٌ وفِي الآخِرَةِ ؛ لِأَنَّ العَبدَ إذا ماتَ صارَ في دارٍ مِنَ الأَرضِ ؛ إمّا رَوضَةٍ مِن رِياضِ الجَنَّةِ ، وإمّا بُقعَةٍ مِن بِقاعِ النّارِ ، وروحُهُ إلى أحَدِ دارَينِ ؛ إمّا في دارِ نَعيمٍ مُقيمٍ لا يَموتُ فيها ، وإمّا في دارِ عَذابٍ أليمٍ لايَموتُ فيها ، وَالرَّسمُ لِمَن عَقَلَ مَوجودٌ واضِحٌ ، وقَد قالَ اللّه‏ُ عز و جل : «كَلَا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينَ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْـئلُنَّ يَوْمَـئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ» ۵ وعَنِ الكافِرينَ ، فَقالَ : إنَّهُم كانوا في شُغُلٍ عَن ذِكري ، وكانوا لا يَستَطيعونَ سَمعا ۶ ، ولَو عَلِمَ الإِنسانُ ما هُوَ فيهِ ماتَ خَوفا مِنَ المَوتِ ، ومَن نَجا فَبِفَضلِ اليَقينِ . ۷

1.الجَاثَلِيق: رئيس النصارى في بلاد الإسلام (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۷۰ «الجاثليق») .

2.في المصدر : «يموت» ، والتصويب من بحار الأنوار .

3.العنكبوت : ۶۴ .

4.الرسم : تمثيل الشيء يطلق على ما يقابل الحقيقة كقول الشاعر : «أرى ودّكم رسما وودّي حقيقة» والظاهر أنّ المراد أنّ الدنيا تمثيل الآخرة والآخرة تمثيل الدنيا ، فيكون مثل قوله سبحانه وتعالى : «وَ أُتُواْ بِهِ مُتَشَـبِهًا»(البقرة : ۲۵) .

5.التكاثر : ۵ ـ ۸ .

6.إشارة إلى الآية : ۱۰۱ من سورة الكهف .

7.إرشاد القلوب : ص ۳۰۹ عن سلمان ، بحار الأنوار : ج ۳۰ ص ۷۲ ح ۱ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
46

۲ / ۳

مَكانُ الجَنَّةِخلق الجنّة

الكتاب

«وَ فِى السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ» . ۱

«وَ لَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى» . ۲

الحديث

۳۵. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إنَّ الجَنَّةَ فِي السَّماءِ ، وإنَّ النّارَ فِي الأَرضِ . ۳

۳۶. عنه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إنَّ أرواحَ المُؤمِنينَ فِي السَّماءِ السّابِعَةِ ، يَنظُرونَ إلى مَنازِلِهِم فِي الجَنَّةِ . ۴

۳۷. بحار الأنوار ـ في ذِكرِ مَسائِلِ عَبدِ اللّه‏ِ بنِ سَلامٍ الَّتي سَأَلَ عَنها رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ـ : ... قالَ : فَأَخبِرني عَنِ الجَنَّةِ ، أينَ هِيَ ؟ قالَ [ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ] : فِي السَّماءِ السّابِعَةِ ، وَالنّارُ في تُخومِ الأَرضِ السُّفلى . قالَ : صَدَقتَ يا مُحَمَّدُ . ۵

۳۸. الإمام عليّ عليه ‏السلام ـ لَمّا قَدِمَ يَهودِيّانِ أخَوانِ وسَأَلاهُ : أينَ تَكونُ الجَنَّةُ ؟ وأينَ تَكونُ النّارُ ؟ ـ : أمَّا الجَنَّةُ فَفِي السَّماءِ ، وأمَّا النّارُ فَفِي الأَرضِ . ۶

1.الذاريات : ۲۲ .

2.النجم : ۱۳ ـ ۱۵ .

3.المستدرك على الصحيحين : ج ۴ ص ۶۱۳ ح ۸۶۹۸ عن عبد اللّه‏ بن سلام ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۴۵۹ ح ۳۹۲۶۰ نقلاً عن الديلمي ؛ التبيان في تفسير القرآن : ج ۸ ص ۴۹۸ عن الحسن من دون إسناد إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم ‏السلام .

4.تاريخ أصبهان : ج ۱ ص ۲۰۳ الرقم ۲۸۱ ، الفردوس : ج ۱ ص ۲۳۷ ح ۹۱۳ كلاهما عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ۱۵ ص ۶۷۶ ح ۴۲۶۸۹ .

5.بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۲۵۷ .

6.الخصال : ص ۵۹۷ ح ۱ ، إرشاد القلوب : ص ۳۱۷ كلاهما عن ابن عباس ، بحار الأنوار : ج ۸ ص ۲۸۶ ح ۱۳ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10133
صفحه از 904
پرینت  ارسال به