المدخل
تعدّ جهنّم التجسيد الجليّ للغضب الإلهي ، والسجن الأبدي ، والمستقرّ الدائم للمتكبّرين والمجرمين على مرّ التاريخ .
وقد اُعدّت في هذا السجن عقوبات تفوق تصوّر الإنسان ، ولا يمكن وصفها . ومع نظرة إجمالية إلى خصائص هذا السجن وأنواع العذاب الجسمي والروحي ، فإنّ السؤال المهمّ الذي يتبادر إلى الذهن هو : ما هي الحكمة من خلق جهنّم ؟
حكمة خلق جهنّم
السؤال الأوّل هو : ما هي حكمة خلق سجن رهيب بالخصائص التي ذكرت لجهنّم ؟ أوَلم يكن من الأفضل ألّا يخلق اللّه ـ الذي هو أرحم الراحمين ـ هذا السجن ، ويعفو عن جميع المجرمين ، أو يعاقبهم في هذا العالم بأنواع الابتلاءات ، أو يكتفي في عقوبتهم بحرمانهم من نعم الجنّة الخالدة ؟
ثمّ ما هو التناسب بين الجريمة والعقاب ؟ أو ما هو التناسب بين الذنب المحدود مهما كان فادحا ، وبين العقوبة غير المحدودة في هذا السجن الرهيب ؟
وأخيرا ، هل يتناسب خلق مثل هذا السجن المرعب ، مع حكمة الخالق ورحمته ، بل ومع العدل الإلهي ؟