۸ . الشواهد التاريخيّة
من الملاحظات المهمّة للغاية في تقييم حديث العشرة المبشّرة هي أنّ من المستبعد جدّا أن يكون سعيد بن زيد قد سمع الحديث المذكور في زمان حياة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ولكنّه لم يروه في عهد الخلفاء الأوّل والثاني والثالث ، ۱ ولذلك فإنّ الخليفة الأوّل لم يستند إليه في قضية السقيفة ، في حين أنّه استند إلى اُمور أقلّ أهمّية من هذا الموضوع !
كما أنّ هذا الحديث لو كان صحيحا ، وكان قد نقل في عهد النبيّ صلى الله عليه و آله ، لاستند إليه عثمان خلال محاصرته ، ولما أقدم الكثير من المهاجرين والأنصار ـ ومن جملتهم طلحة والزبير اللذان كانا من العشرة المبشّرة حسب هذا الحديث ـ على محاصرته وقتله ، أو لاستُند إليه لمنع قتله . في حين أنّنا لا نطالع في أيّ من المصادر التاريخية مثل هذه الاستشهادات .
۹ . تقييم أعمال هؤلاء العشرة المبشّرة
إنّ تقييم أعمال الأشخاص الذين روي أنّهم من أهل الجنّة يعدّ ـ كما قلنا في بداية هذا المقال ـ أوضح قرينة على صحّة الرواية أو بطلانها .
وعليه فلا شكّ في أنّه من غير الممكن تأييد الحديث الذي اعتبر فيه بعض الأشخاص من أهل الجنّة ؛ نظرا إلى أعمالهم .