407
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله بِما سَأَلَ . ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ : ما كانَ عَلى هذا الرَّجُلِ أَن يَسأَلَنِي سُؤالَ عَجُوزِ بَنِي إِسرائِيلَ لِمُوسى عليه ‏السلام ! فَقالُوا : وَما سَأَلَت عَجُوزُ بَنِي إِسرائِيلَ لِمُوسى ؟ فَقالَ :
إِنَّ اللّه‏َ عَزَّ ذِكرُهُ أَوحَى إِلى مُوسى أَنِ احمِل عِظامَ يُوسُفَ مِن مِصرَ قَبلَ أَن تَخرُجَ مِنها إِلى الأَرضِ المُقَدَّسَةِ بِالشّامِ ، فَسَأَلَ مُوسى عَن قَبرِ يُوسُفَ عليه ‏السلام ، فَجاءَهُ شَيخٌ فَقالَ : إِن كانَ أَحَدٌ يَعرِفُ قَبرَهُ فَفُلانَةُ ، فَأَرسَلَ مُوسى عليه ‏السلام إِلَيها ، فَلَمّا جاءَتهُ قالَ : تَعلَمِينَ مَوضِعَ قَبرِ يُوسُفَ عليه ‏السلام ؟ قالَت : نَعَم ، قالَ : فَدُلِّينِي عَلَيهِ وَلَكِ ما سَأَلتِ ، قالَت لا أَدُلُّكَ عَلَيهِ إِلّا بِحُكمِي ، قالَ : فَلَكِ الجَنَّةُ ، قالَت : لا إِلاّ بِحُكمِي عَلَيكَ ، فَأَوحَى اللّه‏ُ عَزَّ وَجَلَّ إِلى مُوسى : لا يَكبُرُ عَلَيكَ أَن تَجعَلَ لَها حُكمَها ، فَقالَ لَها مُوسى : فَلَكِ حُكمُكِ ، قالَت : فَإِنَّ حُكمِي أَن أَكُونَ مَعَكَ فِي دَرَجَتِكَ الَّتِي تَكُونُ فِيها يَومَ القِيامَةِ فِي الجَنَّةِ . فَقالَ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : ما كانَ عَلى هذا لَو سَأَلَنِي ما سَأَلَت عَجُوزُ بَنِي إِسرائِيلَ . ۱

۱۱۰۹. الإمام الصادق عليه ‏السلام : إِنَّ اللّه‏َ تَبارَكَ وَتَعالى أَوحى إِلى مُوسَى بنِ عِمرانَ عليه ‏السلام أَن أَخرِج عِظامَ يُوسُفَ عليه ‏السلام مِن مِصرَ وَ وَعَدَهُ طُلُوعَ القَمَرِ ، فَأَبطَأَ طُلُوعُ القَمَرِ عَلَيهِ ، فَسَأَلَ عَمَّن يَعلَمُ مَوضِعَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : هاهُنا عَجُوزٌ تَعلَمُ عِلمَهُ ، فَبَعَثَ إِلَيها فَأُتِي بِعَجُوزٍ مُقعِدَةٍ عَمياءَ .
فَقالَ : تَعرِفِينَ قَبرَ يُوسُفَ عليه ‏السلام ؟ قالَت نَعَم ، قالَ : فَأَخبِرِينِي بِمَوضِعِهِ . قالَت : لا أَفعَلُ حَتّى تُعطِيَني خِصالاً : تُطلِقُ رِجلِي ، وَتُعِيدُ إِلَيَّ بَصَرِي ، وَتَرُدُّ إِلَيَّ شَبابِي ،

1.الكافي : ج ۸ ص ۱۵۵ ح ۱۴۴ عن يزيد الكناسي ، قرب الإسناد : ص ۵۸ ح ۱۸۸ عن صفوان الجمّال عن الإمام الصادق عليه ‏السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۲۹۲ ح ۱ ؛ المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۴۳۹ ح ۳۵۲۳ و ص ۶۲۴ ح ۴۰۸۸ كلاهما عن أبي موسى الأشعري نحوه .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
406

فَقالَ الأَعرابِيُّ : أَسأَلُكَ راحِلَةً (وَ) رَحلَها وَزادا . قالَ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : لَكَ ذلِكَ . ثُمَّ قالَ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : كَم بَينَ مَسأَلَةِ الأَعرابِيِّ وَعَجُوزِ بَنِي إِسرائِيلَ! ثُمَّ قالَ : إِنَّ مُوسى عليه ‏السلام لَمّا أُمِرَ أَن يَقطَعَ البَحرَ فَانتَهى إِلَيهِ وَضُرِبَت وُجُوهُ الدَّوابِّ فَرَجَعَت ، فَقالَ مُوسى : يا رَبِّ ما لِي ؟ قالَ : يا مُوسى ، إِنَّكَ عِندَ قَبرِ يُوسُفَ فَاحمِل عِظامَهُ ، وَقَدِ استَوى القَبرُ بِالأَرضِ ، فَسَأَلَ مُوسَى قَومَهُ : هَل يَدرِي أَحَدٌ مِنكُم أَينَ هُوَ ؟ قالُوا : عَجُوزُ بَنِي إِسرائِيلَ لَعَلَّها تَعلَمُ .
فَقالَ لَها : هَل تَعلَمِينَ ؟ قالَت : نَعَم ، قالَ : فَدُلِّينا عَلَيهِ ، قالَت : لا وَاللّه‏ِ حَتّى تُعطِيَنِي ما أَسأَلُكَ .
قالَ : ذلِكَ (لَكِ) ، قالَت : فَإِنِّي أَسأَلُكَ أَن أَكُونَ مَعَكَ فِي الدَّرَجَةِ (الَّتِي تَكُونُ فِي) الجَنَّةِ ، (قالَ : سَلِي الجَنَّةَ) قالَت : لا وَاللّه‏ِ إِلَا أَن أَكُونَ مَعَكَ ، فَجَعَلَ مُوسى (يُرادُّها) ۱ فَأَوحَى اللّه‏ُ (إِلَيهِ) : أَن أَعطِها ذَلِكَ فَإِنَّهُ لا يَنقُصُكَ ، فَأَعطاها ، وَدَلَّتهُ عَلَى القَبرِ ، فَأَخرَجَ العِظامَ وَجاوَزَ البَحرَ . ۲

۱۱۰۸. الإمام الباقر عليه ‏السلام : إِنَّ رَسُولَ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله كانَ نَزَلَ عَلى رَجُلٍ بِالطائِفِ قَبلَ الإِسلامِ ، فَأَكرَمَهُ ، فَلَمّا أَن بَعَثَ اللّه‏ُ مُحَمَّدا صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله إِلَى النّاسِ قِيلَ لِلرَّجُلِ : أَتَدرِي مَنِ الَّذِي أَرسَلَهُ اللّه‏ُ عَزَّ وَجَلَّ إِلى النّاسِ ؟ قالَ : لا ، قالُوا لَهُ : هُوَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّه‏ِ يَتِيمُ أَبِي طالِبٍ ، وَهُوَ الَّذِي كانَ نَزَلَ بِكَ بِالطائِفِ يَومَ كَذا وَكَذا فَأَكرَمتَهُ ، قالَ : فَقَدِمَ الرَّجُلُ عَلى رَسُولِ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله فَسَلَّمَ عَلَيهِ وَأَسلَمَ ، ثُمَّ قالَ لَهُ : أَتَعرِفُنِي يا رَسُولَ اللّه‏ِ ؟ قالَ : وَمَن أَنتَ ؟ قالَ : أَنا رَبُّ المَنزِلِ الَّذِي نَزَلتَ بِهِ بِالطائِفِ فِي الجاهِلِيَّةِ يَومَ كَذا وَكَذا فَأَكرَمتُكَ ، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : مَرحبا بِكَ سَل حاجَتَكَ ، فَقالَ : أَسأَلُكَ مِائَتَي شاةٍ بِرُعاتِها . فَأَمَرَ لَهُ

1.الرَّدّ : صَرْفُ الشيء ورَجعُه (لسان العرب : ج ۳ ص ۱۷۲ «ردد») .

2.الدعوات : ص ۴۰ ح ۱۰۰ ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۲۹۴ ح ۵ ؛ المعجم الأوسط : ج ۷ ص ۳۷۵ ح ۷۷۶۷ عن حبّة العَرنيّ نحوه ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۶۱۶ ح ۴۸۹۵ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10533
صفحه از 904
پرینت  ارسال به