وَخَدِّهِ ، ثُمَّ حَسَرَ عَن بَطنِهِ وَصَدرِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى بَطنِهِ وَصَدرِهِ ، ثُمَّ قامَ فَقالَ : اَلسَّلامُ عَلَيكُم .
وَأَقبَلَ أَبُو جَعفَرٍ عليه السلام يَنظُرُ فِي قَفاهُ وَهُوَ مُدبِرٌ ، ثُمَّ أَقبَلَ بِوَجهِهِ عَلى القَومِ ، فَقالَ : مَن أَحَبَّ أَن يَنظُرَ إِلى رَجُلٍ مِن أَهلِ الجَنَّةِ فَليَنظُر إِلى هذا .
فَقالَ الحَكَمُ بنُ عُتَيبَةَ : لَم أَرَ مَأتما قَطُّ يُشبِهُ ذلِكَ المَجلِسَ . ۱
۱۱۰۱. الكافي عن أبي بصير : كانَ لِي جارٌ يَتبَعُ السُّلطانَ فَأَصابَ مالاً ، فَأَعَدَّ قِيانا ۲ وَكانَ يَجمَعُ الجَمِيعَ إِلَيهِ وَيَشرَبُ المُسكِرَ وَيُؤذِينِي فَشَكَوتُهُ إِلى نَفسِهِ غَيرَ مَرَّةٍ ، فَلَم يَنَتهِ ، فَلَمّا أَن أَلحَحتُ عَلَيهِ فَقالَ لِي : يا هذا ، أَنا رَجُلٌ مُبتَلىً وَأَنتَ رَجُلٌ مُعافًى ، فَلَو عَرَضتَنِي لِصاحِبِكَ رَجَوتُ أَن يُنقِذَنِيَ اللّهُ بِكَ ، فَوَقَعَ ذَلِكَ لَهُ فِي قَلبِي ، فَلَمّا صِرتُ إِلى أَبِي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ذَكَرتُ لَهُ حالَهُ ، فَقالَ لِي : إِذا رَجَعتَ إِلَى الكُوفَةِ سَيَأتِيكَ ، فَقُل لَهُ : يَقُولُ لَكَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ : دَع ما أَنتَ عَلَيهِ وَأَضمَنُ لَكَ عَلَى اللّهِ الجَنَّةَ .
فَلَمّا رَجَعتُ إِلى الكُوفَةِ أَتانِي فِيمَن أَتى ، فَاحتَبَستُهُ عِندِي حَتّى خَلا مَنزِلِي ، ثُمَّ قُلتُ لَهُ يا هذا ، إِنِّي ، ذَكَرتُكَ لِأَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ عليهماالسلام فَقالَ لِي : إِذا رَجَعتَ إِلَى الكُوفَةِ سَيَأتِيكَ فَقُل لَهُ : يَقُولُ لَكَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ : دَع ما أَنتَ عَلَيهِ وَأَضمَنُ لَكَ عَلى اللّهِ الجَنَّةِ .
قال : فَبَكى ثُمَّ قالَ لِي : اللّهَ لَقَد قالَ لَكَ أَبُو عَبدِ اللّهِ هذا ؟ قالَ : فَحَلَفتُ لَهُ أَنَّهُ قَد قالَ لِي ما قُلتُ ، فَقالَ لِي : حَسبُكَ ، وَمَضى .
فَلَمّا كانَ بَعدَ أَيّامٍ بَعَثَ إِلَيَّ فَدَعانِي ، وَإِذا هُو خَلفَ دارِهِ عُريانٌ ، فَقالَ لِي : يا أَبا بَصِيرٍ ، لا وَاللّهِ ما بَقِيَ فِي مَنزِلِي شَيءٌ إِلّا وَقَد أَخرَجتُهُ وَأَنا كَما تَرى . قالَ : فَمَضَيتُ