طَحَنَهُ وَعَجَنَهُ فِي نَقِيرٍ ۱ لَهُ ، ثُمَّ أَجَّجَ نارا وَأَوقَدَها ، ثُمَّ جَعَلَ العَجِينَ فِي تِلكَ النّارِ وَجَلَسَ مَعَهُما يَتَحَدَّثُ .
ثُمَّ قالَ وَقَد نَضِجَت خَبِيزَتُهُ فَوَضَعَها فِي النَّقِيرِ فَلَفَّها وَذَرَّ عَلَيها مِلحا ووَضَعَ إِلى جَنبِهِ مِطهَرَةَ مَلِئٍ ماءً ، وَجَلَسَ عَلى رُكبَتَيهِ فَأَخَذَ لُقمَةً ، فَلَمّا رَفَعَها إِلى فِيهِ قالَ : بِسمِ اللّهِ ، فَلَمّا ازدَرَدَها ۲ قالَ : الحَمدُ للّهِِ ، ثُمَّ فَعَلَ ذلِكَ بِأُخرى وَأُخرى ، ثُمَّ أَخَذَ الماءَ فَشَرِبَ مِنهُ ، فَذَكَرَ اسمَ اللّهِ ، فَلَمّا وَضَعَهُ قالَ : الحَمدُ للّهِِ يا رَبِّ ، مَن ذَا الَّذِي أَنعَمتَ عَلَيهِ وَأَولَيتَهُ مِثلَ ما أَولَيتَنِي ، قَد صَحَّحتَ بَصَرِي وَسَمعِي وَبَدَنِي وَقَوَّيتَنِي حَتّى ذَهَبتُ إِلى شَجَرٍ لَم أَغرِسهُ وَلَم أَهتَمَّ لِحِفظِهِ ، جَعَلتَهُ لِي رِزقا ، وَسُقتَ لِي مَن اشتَراهُ مِنِّي ، فَاشتَرَيتُ بِثَمَنِهِ طَعاما لَم أَزرَعْهُ ، وَسَخَّرتَ لِيَ النّارَ فَأَنضَجَتْهُ ، وَجَعَلْتَنِي آكِلَهُ بِشَهوَةٍ أَقوى بِها عَلى طاعَتِكَ ؛ فَلَكَ الحَمدُ ، قالَ : ثُمَّ بَكى ، فَقالَ داوودُ لِسُلَيمانَ : يا بُنَيَّ قُم فَانصَرِف بِنا ، فَإِنِّي لَم أَرَ عَبدا قَطُّ أَشكَرَ للّهِِ مِن هذا . صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَعَلَيهِما . ۳
۱۱۰۰. الكافي عن الحكم بن عتيبة : بَينا أَنا مَعَ أَبِي جَعفَرٍ عليه السلام وَالبَيتُ غاصٌّ بِأَهلِهِ ، إِذ أَقبَلَ شَيخٌ يَتَوَكَّأُ عَلى عَنَزَةٍ ۴ لَهُ حَتّى وَقَفَ عَلى بابِ البَيتِ ، فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ يابنَ رَسُولِ اللّهِ وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، ثُمَّ سَكَتَ ، فَقالَ أَبُو جَعفَرٍ عليه السلام : وَعَلَيكَ السَّلامُ وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، ثُمَّ أَقبَلَ الشَّيخُ بِوَجهِهِ عَلى أَهلِ البَيتِ وَ قالَ : السَّلامُ عَلَيكُم ، ثُمَّ سَكَتَ ، حَتّى أَجابَهُ القَومُ جَمِيعا وَرَدُّوا عَلَيهِ السَّلامَ ، ثُمَّ أَقبَلَ بِوَجهِهِ عَلى أَبِي جَعفَرٍ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ :
1.النَّقِيْرُ : أصلُ النَخْلةِ يُنقر وسطه (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۲۸ «نقر») .
2.ازْدَرَدَهُ : ابتَلَعَهُ (لسان العرب : ج ۳ ص ۱۹۴ «زرد») .
3.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۸ ، إرشاد القلوب : ص ۱۱۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۴۰۲ ح ۱۶ .
4.العَنَزَةُ : عصا في قدر نصف الرمح أو أكثر فيها سنان مثل سنان الرمح (لسان العرب : ج ۵ ص ۳۸۴ «عنز») .