41
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

«جنّة المأوى» هنا هو جنّة الخلد .
۲ . الآية ۱۳۳ من سورة آل عمران : «وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» .
تدلّ هذه الآية والآية ۳۱ من سورة الحديد بأنّها معدّة بالفعل ثوابا للمتّقين .
۳ . الآية ۱۳۱ من سورة آل عمران : «وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِى أُعِدَّتْ لِلْكَـفِرِينَ» .
تدلّ هذه الآية و الآية ۲۴ من سورة البقرة أيضا على كون النار معدّة بالفعل لعقاب المجرمين . ۱

الروايات الدالّة على الوجود الفعلي للجنّة والنار

بالإضافة إلى الكثير من الروايات التي يدلّ ظاهرها على الوجود الفعلي للجنّة والنار ويسبّب التواتر المعنوي ، فإنّ صدورها الإجمالي مقطوع به ، ۲ وقد صرّحت روايات الفصل الثاني بوجودها الفعلي ، وجاء في رواية نقلت عن الإمام الرضا عليه ‏السلام بسند صحيح أنّ النبيّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله في المعراج قد دخل الجنّة ورأى النار وتمّ التأكيد على أنّ من أنكر خلق الجنّة والنار فقد كذّب النبيّ وكذّبنا . ۳

الرأي الثاني : الجنّة والنار ستخلقان في المستقبل

ليس لهذا الرأي مؤيّدون كثيرون ، وقد روي أنّ هناك جماعة من بين أهل السنّة والمعتزلة والخوارج وطائفة من الزيدية ، تبنّت هذا الرأي .

1.. صرّح الكثير من المفسّرين بهذا المعنى ، راجع : مجمع البيان : ج ۲ ص ۸۳۷ ، الأمثل في تفسير كتاب اللّه‏ المنزل : ج ۱۲ ص ۳۲۰ ، تفسير الفخر الرازي : ج ۲ ص ۱۲۶ وج ۹ ص ۶ ، تفسير البيضاوي : ج ۲ ص ۹۲ ، تفسير الآلوسي : ج ۴ ص ۵۷ .

2.. للاطّلاع على بعض الآيات التي تدلّ على وجود الجنّة والنار ، راجع : بحار الأنوار : ج ۸ ص ۲۰۶ ذيل ح ۲۰۴ ، مستدرك سفينة البحار : ج ۲ ص ۱۰۹ ، تفسير الآلوسي : ج ۴ ص ۵۷ ، تفسير البيضاوي : ج ۵ ص ۳۰۲ .

3.. راجع : ص ۳۶ ح ۳۲ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
40

كما يقول الشيخ المفيد في هذا الصدد :
إنّ الجنّة و النار في هذا الوقت مخلوقتان ، وبذلك جاءت الأخبار وعليه إجماع أهل الشرع والآثار . ۱
ويدلّ هذا القول على أنّ معارضي هذا الرأي قليلون إلى درجة بحيث إنّ معارضتهم لا تؤثّر في دعوى إجماع المسلمين على القول بالوجود الفعلي للجنّة والنار .
ويتمثّل الدليل الذي طرحه الأشخاص المعتقدون بالوجود الفعلي للجنّة والنار في الآيات والروايات التي تدلّ على الوجود الفعلي للجنّة والنار ، حيث نشير إليها بشكل مجمل فيما يلي :

الآيات الدالّة على الوجود الفعلي للجنّة والنار

إنّ الكثير من آيات القرآن تدلّ في ظاهرها على الوجود الفعلي للجنّة والنار ، منها :
۱ . الآيات ۱۲ إلى ۱۵ من سورة النجم : «وَ لَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى» .
فتدلّ هذه الآيات بوضوح على أنّ «جنّة المأوى» موجودة بالفعل وأنّ النبيّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله رأى جبرائيل بالقرب منها خلال المعراج .
والجدير بالذكر أنّ هناك اختلافا في الرأي بشأن الجنّة المشار إليها في هذه الآية وهل هي جنّة البرزخ ، أم جنّة الخلد ، ولكن ـ وكما قال عدد من المحقّقين ۲ ـ بقرينة الآيات الاُخرى التي استخدمت فيها كلمة «جنّة المأوى» ۳ ، فإنّ المراد من

1.. أوائل المقالات : ص ۱۲۴ .

2.. مثل الطبرسي في مجمع البيان (ج ۹ ص ۲۶۵) ، العلّامة الطباطبائي في الميزان في تفسير القرآن (ج ۱۸ ص ۳۷۵) .

3.. كقوله تعالى : «أَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ» (السجدة : ۱۹) ، وقوله تعالى : «وَ أَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى» (النازعات : ۴۰ ـ ۴۱) .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10539
صفحه از 904
پرینت  ارسال به