بَينِي وَبَينَ أَبِي غَضَبٌ وَلا هُجرٌ ثَمَّ ، وَلكِن سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقُولُ لَكَ ثَلاثَ مِرارٍ : يَطلُعُ عَلَيكُم الآنَ رَجُلٌ مِن أَهلِ الجَنَّةِ ، فَطَلَعتَ أَنتَ الثَّلاثَ مِرارٍ ، فَأَرَدتُ أَن آوِيَ إِلَيكَ ، لِأَنظُرَ ما عَمَلُكَ فَأَقتَدِيَ بِهِ ، فَلَم أَرَكَ تَعمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ ، فَما الَّذِي بَلَغَ بِكَ ما قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ فَقالَ : ما هُوَ إِلّا ما رَأَيتَ . قالَ : فَلَمّا وَلِيتُ دَعانِي فَقالَ : ما هُوَ إِلّا ما رَأَيتَ غَيرَ أَنِّي لا أَجِدُ فِي نَفسِي لِأَحَدٍ مِنَ المُسلِمِينَ غِشّا ، وَلا أَحسُدُ أَحَدا عَلى خَيرٍ أَعطاهُ اللّهُ إِيّاهُ . فَقالَ عَبدُ اللّهِ : هذِهِ الَّتِي بَلَغَت بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لا نُطِيقُ . ۱
۱۰۹۷. المستدرك على الصّحيحين عن أنس : إِنَّ رَجُلاً أَسوَدَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسُولَ اللّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ أَسوَدُ ، مُنتِنُ الرِّيحِ ، قَبِيحُ الوَجهِ ، لا مالَ لِي ، فَإِن أَنا قاتَلتُ هؤُلاءِ حَتّى أُقتَلَ فَأَينَ أَنا ؟ قالَ : فِي الجَنَّةِ . فَقاتَلَ حَتّى قُتِلَ ، فَأَتاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَقالَ :
قَد بَيَّضَ اللّهُ وَجهَكَ ، وَطَيَّبَ رِيحَكَ ، وَأَكثَرَ مالَكَ . وَقالَ لِهذا أَو لِغَيرِهِ : لَقَد رَأَيتُ زَوجَتَهُ مِنَ الحُورِالعِينِ نازَعَتهُ جُبَّةً لَهُ مِن صُوفٍ تَدخُلُ بَينَهُ وَبَينَ جُبَّتِهِ . ۲
۱۰۹۸. حلية الأولياء عن أبي هريرة : إِنَّهُ كانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله رَجُلانِ : أَحَدُهما لا يَكادُ يُفارِقُهُ وَلا يعرَفُ لَهُ كَبِيرُ عَمَلٍ ، وَكانَ الآخَرُ لا يَكادُ يُرى وَلا يُعرَفُ لَهُ كَبِيرُ عَمَلٍ .
فَقالَ الَّذِي لا يَكادُ يُفارِقُهُ : يا رَسُولَ اللّهِ ، بِأَبِي وَأُمِّي ذَهَبَ المُصَلُّونَ بِالأَجرِ ـ بِأَجرِ الصَّلاةِ ـ وَالصّائِمُونَ بِأَجرِ الصِّيامِ ، فَذَكَرَ أَعمالَ الخَيرِ . فَقالَ : وَيحَكَ! ماذا عِندَكَ ؟ قالَ : لا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ إِلّا حُبُّ اللّهِ وَرَسُولِهِ . قالَ : لَكَ ما احتَسَبتَ ، وَأَنتَ مَعَ مَن أَحبَبتَ . قالَ : وَأَمّا الآخَرُ فَماتَ .