371
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

۱۰ . سَلمانُ الفارسيُّ ۱

۱۰۳۶. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إِنَّ الجَنَّةَ لَتَشتاقُ إِلى ثَلاثَةٍ : عَلِيٍّ وَعَمّارٍ وَسَلمانَ . ۲

۱۰۳۷. الإمام عليّ عليه ‏السلام ـ لِرَسُولِ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ـ : يا رَسُولَ اللّه‏ِ إِنَّكَ قُلتَ : إِنَّ الجَنَّةَ لَتَشتاقُ إِلى ثَلاثَةٍ ، فَمَن هؤُلاءِ الثَّلاثَةُ ؟
قالَ : أَنتَ مِنهُم وَأَنتَ أَوَّلُهُم . وَسَلمانُ الفارِسِيُّ فَإِنَّهُ قَلِيلُ الكِبْرِ ، وَ هُو لَكَ ناصِحٌ فَاتَّخِذهُ لِنَفسِكَ . وَعَمّارُ بنُ ياسِرٍ شَهِدَ مَعَكَ مَشاهِدَ غَيرَ واحِدَةٍ ، لَيسَ مِنها إِلّا وَهُوَ فِيها ، كَثِيرٌ خَيرُهُ ، ضَوِيٌّ نُورُهُ ، عَظِيمٌ أَجرُهُ . ۳

۱۰۳۸. الإمام الحسين عليه ‏السلام : أَتى جَبرَئِيلُ النَّبِيَّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله فَقالَ : . . . يا مُحَمَّدُ إِنَّ الجَنَّةَ لَتَشتاقُ إِلَى ثَلاثَةٍ مِن أَصحابِكَ . . . فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه ‏السلام : . . . فَمَن هُم يا نَبِيَّ اللّه‏ِ ؟ قالَ : أَنتَ مِنهُم يا عَلِيُّ ، وَعَمّارُ بنُ ياسِرٍ وَ سَيَشهَدُ مَعَكَ مَشاهِدَ بَيِّنٌ فَضلُها عَظِيمٌ خَيرُها ، وَسَلمانُ وَهُوَ مِنّا أَهلَ البَيتِ وَهُوَ ناصِحٌ فَاتَّخِذهُ لِنَفسِكَ . ۴

1.سَلمانُ الفارِسيُّ أَبُو عَبدِ اللّه‏ِ ، هُوَ سَلمانُ المُحَمَّدِيُّ مِن سُلالَةٍ فارسِيَّةٍ ، مَولِدُهُ رامهُرمُز (رامهُرمُز : مدينة مشهورة بنواحي خوزستان ـ في ايران ـ معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۷) . وَأَصلُهُ مِن أَصبَهانَ ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ ، عِندَما دَخَلَ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله المَدِينَةَ حَضَرَ عِندَهُ وَأَسلَمَ ، وَشَهِدَ الخَندَقَ ، وَأَعانَ المُؤمِنِينَ بِفُنُونِ القِتالِ ، وَاقتَرَحَ حَفرَ الخَندَقِ ، كانَ يَعِيشُ فِي غايَةِ الزُّهدِ ، وَكانَ مِن عُشّاقِ عَلِيٍّ وَآلِ البَيتِ عليهم ‏السلام . وَلّاهُ عُمَرُ عَلَى المَدائِنِ ، وَعاشَ قُرابَةَ مِائَتَينِ وَخَمسِينَ سَنَةً ، وَتُوُفِّيَ بِالمَدائِنِ أَيّامَ حُكُومَةِ عُمَرَ أَو عُثمانَ (راجع : الطبقات الكبرى : ج ۴ ص ۷۵ و تاريخ دمشق : ج ۲۱ ص ۳۷۳ الرقم ۲۵۹۹ والمستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۶۹۱ الرقم ۶۵۳۹ إلى ۶۵۴۶ ورجال الكشيّ : ج ۱ ص ۲۶ الرقم ۱۲ إلى ۴۷ و سير أعلام النبلاء : ج ۱ ص ۵۰۵ الرقم ۹۱ و موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه ‏السلام : ج ۷ ص ۳۴۱) .

2.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۶۷ ح ۳۷۹۷ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۱۴۸ ح ۴۶۶۶ ، مسند أبي يعلى : ج ۳ ص ۱۸۶ ح ۲۷۷۲ كلّها عن أنس ، كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۶۳۹ ح ۳۳۱۱۲ ؛ وقعة صفّين : ص ۳۲۳ عن الحسن ، شرح الأخبار : ج ۲ ص ۴۶۵ ح ۸۱۶ عن أنس ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۲۵ ح ۳۸۰ .

3.رجال الكشيّ : ج ۱ ص ۱۳۷ ح ۵۸ عن بريدة الأسلمي ، روضة الواعظين : ص ۳۱۴ .

4.مسند أبي يعلى : ج ۶ ص ۱۷۷ ح ۶۷۳۹ ، تاريخ دمشق : ج ۲۱ ص ۴۱۲ ح ۴۸۳۹ كلاهما عن سعد الاسكاف عن الإمام الباقر عن أبيه عليهماالسلام ، كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۷۵۴ ح ۳۳۶۷۱ ؛ المناقب للكوفي : ج ۱ ص ۴۸۲ ح ۳۸۹ عن أنس نحوه .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
370

بِمُؤتَةَ جَلَسَ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله عَلَى المِنبَرِ وَكُشِفَ لَهُ ما بَينَهُ وَبَينَ الشّامِ ، فَهُوَ يَنظُرُ إِلى مُعتَرَكِهِم ، فَقالَ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : أَخَذَ الرّايَةَ زَيدُ بنُ حارِثَةَ ، فَجاءَهُ الشَّيطانُ فَحَبَّبَ إِلَيهِ الحَياةَ وَكَرَّهَ إِلَيهِ المَوتَ وَحَبَّبَ إِلَيهِ الدُّنيا! فَقالَ : اَلآنَ حِينَ استَحكَمَ الإِيمانُ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ تُحَبِّبُ إِلَيَّ الدُّنيا؟! فَمَضى قُدُما حَتَّى استُشهِدَ . فَصَلّى عَلَيهِ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، وَقالَ : استَغفِرُوا لَهُ فَقَد دَخَلَ الجَنَّةَ وَهُوَ يَسعى .
ثُمَّ أَخَذَ الرّايَةَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طالِبٍ ، فَجاءَهُ الشَّيطانُ فَمَنّاهُ الحَياةَ وَكَرَّهَ إِلَيهِ المَوتَ وَمَنّاهُ الدُّنيا! فَقالَ : الآنَ حِينَ استَحكَمَ الإِيمانُ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ تُمَنِّينِي الدُّنيا ؟! ثُمَّ مَضى قُدُما حَتَّى استُشهِدَ . فَصَلّى عَلَيهِ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله وَدَعا لَهُ ، ثُمَّ قالَ : استَغفِرُوا لِأَخِيكُم فَإِنَّهُ شَهِيدٌ ، دَخَلَ الجَنَّةَ فَهُوَ يَطِيرُ فِي الجَنَّةِ بِجَناحَينِ مِن ياقُوتٍ حَيثُ يَشاءُ مِنَ الجَنَّةِ .
ثُمَّ أَخَذَ الرّايَةَ بَعدَهُ عَبدُ اللّه‏ِ بنُ رَواحَةَ ، فَاستُشهِدَ وَدَخَلَ الجَنَّةَ مُعتَرِضا . فَشَقَّ ذلِكَ عَلَى الأَنصارِ ، فَقالَ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : أَصابَهُ الجِراحُ . قِيلَ : يا رَسُولَ اللّه‏ِ ما اعتِراضُهُ ؟ قالَ : لَمَّا أَصابَتهُ الجِراحُ نَكَلَ ۱ ، فَعاتَبَ نَفسَهُ فَشَجُعَ ، فَاستُشهِدَ فَدَخَلَ الجَنَّةَ . فَسُرِّيَ عَن قَومِهِ . ۲

1.نَكَلَ : امتَنَعَ ، وترك الإقدام (النهاية : ج ۵ ص ۱۱۶ «نكل») .

2.المغازي : ج ۲ ص ۷۶۱ ، البداية والنهاية : ج ۴ ص ۲۴۶ ؛ الثاقب في المناقب : ص ۱۰۱ ح ۹۴ عن ابن شهاب ، الدرجات الرفيعة : ص ۷۵ وراجع : الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۱۶۶ ح ۲۵۶ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10740
صفحه از 904
پرینت  ارسال به