365
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

قُلتُ : وَ بِما نَزَلَ ؟ قالَ : أَتى جَبرَئِيلُ فِي بَعضِ ما كانَ عَلَيهِ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَبَّكَ يُقرِؤُكَ السَّلامَ وَ يَقُولُ لَكَ : إِنَّ أَصحابَ الكَهفِ أَسَرُّوا الإِيمانَ وَأَظهَرُوا الشِّركَ ، فَآتاهُمُ اللّه‏ُ أَجرَهُم مَرَّتَينِ ، وَإِنَّ أبا طالِبٍ أَسَرَّ الإِيمانَ وَأَظهَرَ الشِّركَ ، فَآتاهُ اللّه‏ُ أَجرَهُ مَرَّتَينِ ، وَ ما خَرَجَ مِن الدُّنيا حَتّى أَتَتهُ البِشارَةُ مِنَ اللّه‏ِ تَعالى بِالجَنَّةِ .
ثُمَّ قالَ عليه ‏السلام : كَيفَ يَصِفُونَهُ بِهذا المَلاعِينُ وَقَد نَزَلَ جَبرَئِيلُ لَيلَةَ ماتَ أَبُو طالِبٍ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، اُخرُج مِن مَكَّةَ فَمالَكَ بِها ناصِرٌ بَعدَ أَبِي طالِبٍ . ۱

۴ . بِلالٌ ۲

۱۰۲۴. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : اِشتاقَتِ الجَنَّةُ إِلى ثَلاثَةٍ : إِلى عَلِيٍّ وَعَمّارٍ وَبِلالٍ . ۳

۱۰۲۵. صحيح البخاري عن أبي هريرة : إِنَّ النَّبِيَّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله قَالَ لِبِلالٍ عِندَ صَلاةِ الفَجرِ : يا بِلالُ ، حَدِّثنِي بِأَرجى عَمَلٍ عَمِلتَهُ فِي الإِسلامِ ، فَإنّي سَمِعتُ دَفَّ نَعلَيكَ بَينَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ .
قَالَ : ما عَمِلتُ عَمَلاً أرجى عِندي : إِنِّي لَم أَتَطَهَّر طُهُورا فِي ساعَةِ لَيلٍ أو نَهارٍ ، إلّا صَلَّيتُ بِذلِكَ الطُّهُورِ ما كُتِبَ لِي أن أُصَلِّيَ . ۴

1.إيمان أبي طالب : ص ۸۳ ، بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۱۱۱ ح ۴۳ و راجع : الكافي : ج ۱ ص ۴۴۸ ح ۲۸ و معاني الأخبار : ص ۲۸۵ ح ۱ والأمالي للصدوق : ص ۷۱۲ ح ۹۸۱ .

2.هُوَ بِلالُ بنُ رَباحٍ مَولَى أَبِي بَكرٍ وَ يُكَنّى أَبا عَبدِ اللّه‏ِ ، وَكانَ مِن مُوَلَّدِي السُّراةِ ، وَاسمُ أُمِّهِ حَمامَةُ . هُوَ مِن الأوائِلِ الذينَ دَخَلُوا في الإسلامِ فَعَذّبَهُ قَومُهُ فَأَمَرَ النَّبيُّ بِشِرائِهِ وأعتَقَهُ ، وعُرِفَ بِمُؤَذِّنِ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله . شَهِدَ حُروبَ صَدرِ الإسلامِ ، وسافَرَ في عَهدِ عُمَرَ إلى الشّامِ وتُوُفِّيَ فيها سَنَةَ ۲۰ ه عَن عُمُرَ يُناهِز ال ۶۳ عامَا .

3.تاريخ دمشق : ج ۱۰ ص ۴۵۱ ح ۲۶۳۶ ، سير أعلام النبلاء : ج ۱ ص ۳۵۵ ، تهذيب الكمال : ج ۳۳ ص ۳۰۷ الرقم ۷۳۵۶ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۰ ص ۱۰۴ كلّها عن أنس ، بحار الأنوار : ج ۳۱ ص ۲۰۲ .

4.صحيح البخاري : ج ۱ ص ۳۸۶ ح ۱۰۹۸ ، مسند ابن حنبل : ج ۳ ص ۲۳۰ ح ۸۴۱۱ ، صحيح ابن حبّان : ج ۱۵ ص ۵۶۰ ح ۷۰۸۵ ، صحيح ابن خزيمة : ج ۲ ص ۲۱۳ ح ۱۲۰۸ ، مسند إسحاق بن راهويه : ج ۱ ص ۲۱۸ ح ۱۷۴ نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۶۵۷ ح ۳۳۱۷۵ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
364

۲ . أَبُو ذَرٍّ الغِفارِيُّ ۱

۱۰۲۲. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : ما أَظَلَّتِ الخَضراءُ وَلا أَقَلَّتِ الغَبراءُ ۲ عَلى ذِي لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرٍّ ، يَعِيشُ وَحدَهُ ، وَيَمُوتُ وَحدَهُ ، وَيُبعَثُ وَحدَهُ ، وَيَدخُلُ الجَنَّةَ وَحدَهُ . ۳

۳ . أَبُو طالبٍ ۴

۱۰۲۳. إيمان أبي طالب عن عبد الرحمن بن كثير : قُلتُ لِأَبِي عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام إِنَّ النَّاسَ يَزعُمُونَ أَنَّ أَبا طالِبٍ فِي ضَحضاحٍ ۵
مِن نارٍ! فَقالَ : كَذَبُوا ، ما بِهذا نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ؛

1.هُوَ جُندَبُ بنُ جُنادَةَ وَهُوَ مَشهُورٌ بِكُنيَتِهِ ، أَحَدُ أَجِلّاءِ الصَّحابَةِ وَالسّابِقِينَ إِلَى الإِيمانِ ، جاءَ إِلى مَكَّةَ قادِما مِن البادِيَةِ ، وَكانَ مُوحِّدا قَبلَ الإِسلامِ ، وَكانَ فَرِيدا فَذّا فِي صِدقِهِ وَصراحَةِ لَهجَتِهِ كما قالَ النَّبِيُّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، كانَ شَدِيدَ الذَّبِّ عَن مَوقِعِ الوَلايَةِ العَلَوِيَّةِ ، وَهُو أَحَدُ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ لَم يُفارِقُوا عَلِيّا قَطُّ . وَصَرَخاتُهُ بِوَجهِ الظُّلمِ مَلَأَتِ الآفاقَ وَاشتَهَرَت فِي التّارِيخِ ، وَلَم يُطِقهُ مُعاوِيةُ فِي الشّامِ فَرُدَّ إِلَى المَدِينَةِ بِأَمرٍ مِن عُثمانَ ، وَلكِن لَم يَتَغَيَّر مَوقِفُ أَبِي ذَرٍّ مِن الخَلِيفَةِ ، وَلَم يُجدِ التَّرغِيبُ وَالتَّرهِيبُ مَعَهُ ، وَأَبعَدَهُ الخَلِيفَةُ ، إِلَى الرَّبَذَةِ حَتّى ماتَ سَنَةَ ۳۲ ه (راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه ‏السلام : ج ۱۲ ص ۲۱ ـ ۲۴ و سير أعلام النبلاء : ج ۲ ص ۴۶ الرقم ۱۰ و الطبقات الكبرى : ج ۴ ص ۲۲۲ و أنساب الأشراف : ج ۶ ص ۱۶۶ والكافي : ج ۸ ص ۲۰۶ ح ۲۵۱ و رجال الكشّي : ج ۱ ص ۹۸ ح ۴۸) .

2.الغَبْراءُ : الأرضُ ، والخضراءُ : السماءُ ؛ لِلَونِهما (النهاية : ج ۳ ص ۳۳۷ «غبر») .

3.رجال الكشيّ : ج ۱ ص ۹۸ ح ۴۸ ، روضة الواعظين : ص ۳۱۱ ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۳۹۸ ح ۴ .

4.اِسمُهُ «عَبدُمَنافٍ» و قالَ بَعضٌ : إنَّ اِسمَهُ «عِمرانُ» وقيلَ ، : «شَيبَةُ» . ولَقَبُهُ «شَيخُ الأَبطَحِ» و «سَيِّدُ البَطحَاءِ» و«رئيسُ مَكَّةَ» . وهُوَ ابنُ عَبدِ المُطَلِّبِ بنِ هاشمٍ ، و عَمُّ النَّبِيِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ووالِدُ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍ عليه ‏السلام . وُلِدَ في مَكَّةُ المُكَرَّمَةِ سَنَةُ ۵۳۵ مِيلادِيَّةَ ، وقَبلَ ۳۵ عامَا مِن وِلادَةِ النَّبِيِّ الأعظَمِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله . كَفِلَ النَّبِيَ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله بَعدَ رَحيلِ أبيهِ عَبدِ المُطَلِّبِ ، وبَذَلَ في رعايَتِهِ والحِفاظِ عَلَيهِ الغالي والنَّفيس . كانَ عَلى دينِ إبراهيمَ الخَليلِ عليه ‏السلام ، فَلَمّا بَزغَتِ شَمسُ النُّبُوَّةِ في نَبِيِّنا الأعظَمِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله آمَنَ بِرِسالَتِهِ المَيمُونَةِ . وقَضى نَحبَهُ قَبلَ الهِجرَةِ بِسَنَةٍ واحِدَةٍ ، فَشَيَّعَهُ النَّبِيٌ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، ودُفِنَ في مَقبَرَةِ الحَجُّون (راجع : أبو طالب تجلي إيمان «بالفارسية»» : ص ۱ و ۲ و ۱۵ و ۱۶ ، وكتاب : إيمان أبي طالب ، وكتاب : أبو طالب مؤمن قريش) .

5.الضَّحْضَاح في الأصل : ما رَقّ من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين ، فاستعاره للنار (النهاية : ج ۳ ص ۷۵ «ضحضح») .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10453
صفحه از 904
پرینت  ارسال به