359
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

هَل تَمَنَّيتَ؟ فَيَقُولُ : نَعَم، فَيَقُولُ لَهُ : فَإِنَّ لَكَ ما تَمَنَّيتَ وَمِثلَهُ مَعَهُ . ۱

۱۰۱۸. عنه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إِنَّ أَدنى أَهلِ الجَنَّةِ مَنزِلَةً ، رَجُلٌ صَرَفَ اللّه‏ُ وَجهَهُ عَنِ النّارِ قِبَلَ الجَنَّةِ ، وَمَثَّلَ لَهُ شَجَرَةً ذاتَ ظِلٍّ ، فَقالَ : أَيْ رَبِّ ، قَدِّمْنِي إِلى هذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَكُونَ فِي ظَلِّها! فَقالَ اللّه‏ُ : هَل عَسَيتَ إِن فَعَلتُ أَن تَسأَلَنِي غَيرَها؟ قالَ : لا وَعِزَّتِكَ! فَقَدَّمَهُ اللّه‏ُ إِلَيها.
وَمَثَّلَ لَهُ شَجَرَةً ذاتَ ظِلٍّ وَثَمَرٍ ، فَقال : أَي رَبِّ ، قَدَّمَنِي إِلَى هذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّها وَآكُلُ مِن ثَمَرِها! فَقالَ اللّه‏ُ لَهُ : هَل عَسَيتَ إِن أَعطَيتُكَ ذلِكَ أَن تَسأَلَنِي غَيرَهُ؟ فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ! فَيُقَدِّمُهُ اللّه‏ُ إِلَيها.
فَتُمَثَّلُ لَهُ شَجَرَةٌ أُخرى ذاتُ ظِلٍّ وَثَمَرٍ وَماءٍ ، فَيَقُولُ : أَي رَبِّ ، قَدِّمنِي إِلى هذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّها وَآكُلُ مِن ثَمَرِها وَأَشرَبُ مِن مائِها! فَيَقُولُ لَهُ : هَل عَسَيتَ إِن فَعَلتُ أَن تَسأَلَنِي غَيرَهُ؟ فَيَقُولُ : لا ، وَعِزَّتِكَ لا أَسأَ لُكَ غَيرَهُ! فَيُقَدِّمُهُ اللّه‏ُ إِلَيها .
فَيَبرُزُ لَهُ بابُ الجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : أَي رَبِّ ، قَدِّمنِي إِلى بابِ الجَنَّةِ فَأَكُونَ تَحتَ نِجافِ ۲ الجَنَّةِ ، وَأَنظُرَ إِلى أَهلِها! فَيُقَدِّمُهُ اللّه‏ُ إِلَيها فَيَرى أَهلَ الجَنَّةِ وَما فِيها، فَيَقُولُ : أَي رَبِّ ، أَدخِلنِي الجَنَّةَ! قال : فَيُدخِلُهُ اللّه‏ُ الجَنَّةَ .
قالَ : فَإِذا أُدخِلَ الجَنَّةَ ، قالَ : هذا لِي ، قالَ : فَيَقُولُ اللّه‏ُ عز و جللَهُ : تَمَنَّ، فَيَتَمَنّى ، وَُيَذكِّرُهُ اللّه‏ُ : سَل مِن كَذا وَكَذا ، حَتّى إِذا انقَطَعَت بِهِ الأَمانِيُّ قالَ اللّه‏ُ عز و جل : هُوَ لَكَ وَعَشرَةُ أَمثالِهِ .
قالَ : ثُمَّ يَدخُلُ الجَنَّةَ ، يَدخُلُ عَلَيهِ زَوجَتاهُ مِنَ الحُورِ العِينِ ، فَيَقُولانِ لَهُ : اَلحَمدُ للّه‏ِِ الَّذِي أَحياكَ لَنا وَأَحيانا لَكَ . فَيَقُولُ : ما أُعطِيَ أَحَدٌ مِثلَ ما أُعطِيتُ . ۳

1.صحيح مسلم : ج ۱ ص ۱۶۷ ح ۳۰۱ ، مسند ابن حنبل : ج ۳ ص ۱۹۲ ح ۸۱۷۴ كلاهما عن أبي هريرة.

2.النِّجاف : العَتَبة وهي اُسْكُفَّة الباب (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۲۹ «نجف»).

3.مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۵۵ ح ۱۱۲۱۶ ، صحيح مسلم : ج ۱ ص ۱۷۵ ح ۳۱۱ نحوه وكلاهما عن أبي سعيد الخدري ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۵۰۲ ح ۳۹۴۱۹.


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
358

قالَ : عَبدٌ يَبقى فِي الدِّمنَةِ ۱ بَعدَما يَدخُلُ أَهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ ، وَأَهلُ النّارِ النّارَ ، فَيَقُولُ لَهُ رَبُّهُ : اُنظُر أَربَعَةَ مُلُوكٍ مِن مُلُوكِ الدُّنيا فَسَمِّ مِن مُلكِهِم ما اشتَهَت نَفسُكَ ، فَيَقُولُ : يا رَبِّ أَشتَهِي كَذا ، وَأَشتَهِي كَذا ، وَأَشتَهِي كَذا ، قالَ : فَسَمِّ مِن مُلكِهِم ما لَذَّت عَينُكَ ، فَيَقُول : يَلَذُّ عَينِي كَذا ، يَلَذُّ عَينِي كَذا ، قالَ : أَرَضِيتَ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : وَهُوَ لَكَ وَعَشرَةُ أَمثالِهِ .
قالَ مُوسى عليه ‏السلام : رَبِّ هذا لِأَدنى مَن فِي الجَنَّةِ ، فَما لأهلِ صَفوَتِكَ؟
قالَ : هذِهِ الَّتِي أَرَدتُ ، يا مُوسى! خَلَقتُ كَرامَتَهُم بِيَدِي ، وَعَمِلتُها وَخَتَمتُ عَلى خَزائِنِها ، وَفِيها ما لَم تَرَ عَينٌ وَلَم يَسمَع أُذُنٌ ، وَلَم يَخطُر عَلى قَلبِ أَحَدٍ مِن الخَلقِ . ۲

۱۰۱۶. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : سَأَلَ مُوسى رَبَّهُ : ما أَدنى أَهلِ الجَنَّةِ مَنزِلَةً؟ قالَ : هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعدَما أُدخِلَ أَهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ ، فَيُقالُ لَه : اُدخِلُ الجَنَّةَ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ! كَيفَ وَقَد نَزَلَ النّاسُ مَنازِلَهُم وَأَخَذُوا أَخذاتِهِم؟ فَيُقالُ لَهُ : أَتَرضى أَن يَكُونَ لَكَ مِثلُ مُلكِ مَلِكٍ مِن مُلُوكِ الدُّنيا؟ فَيَقُولُ : رَضِيتُ ، رَبِّ! فَيَقُولُ : لَكَ ذَلِكَ وَمِثلُهُ وَمِثلُهُ وَمِثلُهُ وَمِثلُهُ . فَقالَ فِي الخامِسَةِ : رَضِيتُ ، رَبِّ! فَيَقُولُ : هذا لَكَ وَعَشرَةُ أَمثالِهِ ، وَلَكَ مَا اشتَهَت نَفسُكَ وَلَذَّت عَينُكَ . فَيَقُولُ : رَضِيتُ ، رَبِّ!
قالَ : رَبِّ! فَأَعلاهُم مَنزِلَةً؟ قالَ : أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدتُ ، غَرَستُ كَرَامَتَهُم بِيَدِي ، وَخَتَمتُ عَلَيها ، فَلَم تَرَ عَينٌ وَلَم تَسمَع أُذُنٌ وَلَم يَخطُر عَلى قَلبِ بَشَرٍ. ۳

۱۰۱۷. عنه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إِنَّ أَدنى مَقعَدِ أَحَدِكُم مِنَ الجَنَّةِ أَن يَقُولَ لَهُ : تَمَنَّ ! فَيَتَمَنّى وَيَتَمَنّى ، فَيَقُولُ لَهُ :

1.الدِمْنَة : الموضع الذي يلتبد فيه السرقين، وكذلك ما اختلط من البعر والطين (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۱۵۸ «دمن»).

2.الزهد لابن المبارك (الملحقات) : ص ۶۶ ح ۲۲۷.

3.صحيح مسلم : ج ۱ ص ۱۷۶ ح ۳۱۲ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص ۳۴۷ ح ۳۱۹۸ ، صحيح ابن حبّان : ج ۱۶ ص ۴۴۶ ح ۷۴۲۶ وفيهما صدره إلى «ولذّت عينك» ، مسند الحميدي : ج ۲ ص ۳۳۵ ح ۷۶۱ ، تفسير الطبري : ج ۱۱ الجزء ۲۱ ص ۱۰۴ كلّها عن المغيرة بن شعبة ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۵۰۴ ح ۳۹۴۲۳.

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11183
صفحه از 904
پرینت  ارسال به