313
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

فَإِذا أَدناهُ مِنها، فَيَسمَعُ أَصواتَ أَهلِ الجَنِّةِ ، فَيَقُولُ : أَي رَبِّ! أَدخِلنِيها ، فَيَقُولُ : يَابنَ آدَمَ! ما يَصرِينِي مِنكَ ۱ ؟ أَيُرضِيكَ أَن أُعطِيَكَ الدُّنيا وَمِثلَها مَعَها؟ قالَ : يا رَبِّ! أَتَستَهزِئُ مِنّي وَأَنتَ رَبُّ العالَمِينَ؟! ۲

۸۷۱. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : حَدَّثَنِي جَبرَئِيلُ وَهُوَ يَتَبَسَّمُ ، قالَ : آخِرُ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ يُقالُ لَهُ : مُرَّ عَلَى الصِّراطِ ، فَتَزِلُّ قَدَمُهُ وَيَتَعَلَّقُ بِالأُخرى ، وَتَزِلُّ رُكبَتُهُ وَيَتَعَلَّقُ بِالأُخرى ، وَتَزِلُّ يَدُهُ وَيَتَعَلَّقُ بِالأُخرى ، وَالنّارُ تَرمِيهِ بِشَرَرِها وَتَلدَغُهُ بِلَهَبِها ، كُلَّما أَصابَهُ شَيءٌ مِنها ضَرَبَ بِيَدَيهِ عَلَيهِ وَقالَ : اخسَأ، حَتّى يَخرُجَ مِنها بِرَحمَةِ اللّه‏ِ عز و جل . ۳

۸۷۲. عنه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : آخِرُ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ رَجُلٌ مِن جُهَينَةَ ، فَيَقُولُ أَهلُ الجَنَّةِ : عِندَ جُهَينَةَ الخَبَرُ اليَقِينُ ، سَلُوهُ ، هَل بَقِيَ مِنَ الخَلائِقِ أَحَدٌ يُعَذَّبُ؟ فَيَقُولُ : لا. ۴

۸۷۳. تنبيه الغافلين عن عبد اللّه‏ بن مسعود : يَمُرُّ رَجُلٌ، وَهُوَ آخِرُ أَهلِ الجَنَّةِ دُخُولاً ، فَإِذا جازَ الصِّراطَ رُفِعَ لَه بابٌ مِنَ الجَنَّةِ ، فَلا يَدرِي أَلَهُ فِي الجَنَّةِ مَقعَدٌ! فَإِذا نَظَرَ إِلَيها قالَ : رَبِّ أَنزِلنِي هاهُنا ، فَيَقُولُ لَهُ : فَلَعَلَّكَ إِن أَنزَلتُكَ هُنا تَسأَلُنِى غَيرَهُ؟ فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ! فَيُنزِلُهُ .
ثُمَّ يُرفَعُ لَهُ فِي الجَنَّةِ مَنازِلُ ، فَيَتَحاقَرُ إِلَيهِ ما أُعطِيَ مِمّا يَرى ، فَيَقُولُ : رَبِّ أَنزِلنِي هُناكَ ، فَيَقُولُ : فَلَعَلَّكَ إِن أَنزَلتُكَ هاهُنا أَن تَسأَلَنِي غَيرَهُ؟ فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ! فَيُنزِلُهُ .
ثُمَّ يُرفَعُ لَهُ فِي الجَنَّةِ حَتّى الرّابِعَةِ ، فَإِذا كانَتِ الرّابِعَةُ ، رُفِعَ لَهُ ، فَيَتَحاقَرُ إِلَيهِ كُلُّ شَيءٍ أُعطِيَ ، فَيَسكُتُ ، فَلا يَسأَلُ شَيئا، فَيَقُولُ لَهُ : أَلا تَسأَلُ؟ فَيَقُولُ : سَأَلتُ

1.ما يَصريني منك : أي ما يَقطعُ مَسْألَتك ويمنعك من سؤالي (النهاية : ج ۳ ص ۲۷ «صرا»).

2.صحيح مسلم : ج ۱ ص ۱۷۴ ح ۳۱۰ ، مسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۸۱ ح ۳۸۹۹ ، المعجم الكبير : ج ۱۵ ص ۹ ح ۹۷۷۵ كلاهما نحوه وكلّها عن عبد اللّه‏ بن مسعود ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۵۰۰ ح ۳۹۴۱۸.

3.جامع الأحاديث للقمّي : ص ۲۵۴ عن أنس.

4.كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۵۰۹ ح ۳۹۴۳۳ و ص ۵۰۷ ح ۳۹۴۳۰ كلاهما نقلاً عن الخطيب ، فتح الباري : ج ۱۱ ص ۴۵۹ كلّها عن ابن عمرو وفي الأخيرين صدره إلى «الخبر اليقين» .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
312

فَيَقُولُ : رَبِّ ! قَد عَمِلتُ أَشياءَ لا أَراها ها هُنا!!
فَلَقَد رَأَيتُ رَسُولَ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ضَحِكَ حَتّى بَدَت نَواجِذُهُ . ۱

۸۷۰. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : آخِرُ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ رَجُلٌ ، فَهُوَ يَمشِي مَرَّةً وَيَكبُو مَرَّةً وَتَسفَعُهُ ۲ النّارُ مَرَّةً ، فَإِذا ما جاوَزَها التَفَتَ إِلَيها ، فَقالَ : تَبارَكَ الَّذِي نَجّانِي مِنكِ ، لَقَد أَعطانِيَ اللّه‏ُ شَيئا ما أَعطاهُ أَحدا مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ . فَتُرفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ ، فَيَقُولُ : أَي رَبِّ! أَدنِنِي مِن هذِهِ الشَّجَرَةِ فَلِأَستَظِلَّ بِظِلِّها وَأَشرَبَ مِن مائِها ، فَيَقُولُ اللّه‏ُ عز و جل : يابنَ آدَمَ! لَعَلِّي إِن أَعطَيتُكَها سَأَلتَنِي غَيرَها؟ فَيَقُولُ : لا يا رَبِّ! وَيُعاهِدُهُ أَن لا يَسأَلَهُ غَيرَها ، وَرَبُّهُ يُعذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرى ما لا صَبرَ لَهُ عَلَيهِ ، فَيُدنِيهِ مِنها، فَيَستَظِلُّ بِظِلِّها وَيَشرَبُ مِن مائِها .
ثُمَّ تُرفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحسَنُ مِنَ الأُولى ، فَيَقُولُ : أَي رَبِّ! أَدنِنِي مِن هذِهِ لِأَشرَبَ مِن مائِها وَأَستَظِلَّ بِظِلِّها، لا أَسأَلُكَ غَيرَها ، فَيَقُولُ : يَابنَ آدَمَ! أَلَم تُعاهِدنِي أَن لا تَسأَلَنِي غَيرَها؟ فَيَقُولُ : لَعَلِّي إِن أَدنَيتُكَ مِنها تَسأَلُنِي غَيرَها؟ فَيُعاهِدُهُ أَن لا يَسأَلَهُ غَيرَها ، وَرَبُّهُ يُعذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرى ما لا صَبرَ لَهُ عَلَيهِ ، فَيُدنِيهِ مِنها ، فَيَستَظِلُّ بِظِلِّها وَيَشرَبُ مِن مائِها .
ثُمَّ تُرفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِندَ بابِ الجَنَّةِ هِيَ أَحسَنُ مِنَ الأُولَيَينِ ، فَيَقُولُ : أَي رَبِّ! أَدنِنِي مِن هذِهِ لِأَستَظِلَّ بِظِلِّها وَأَشرَبَ مِن مائِها ، لا أَسأَلُكَ غَيرَها ، فَيَقُولُ : يَابنَ آدَمَ! أَلَم تُعاهِدنِي أَن لا تَسأَلِني غَيرَها؟ قالَ : بَلى يا رَبِّ! هذِهِ لا أَسأَلُكَ غَيرَها ، وَرَبُّهُ يُعذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرى ما لا صَبرَ لَهُ عَلَيها ، فَيُدنِيهِ مِنها .

1.صحيح مسلم : ج ۱ ص ۱۷۷ ح ۳۱۴ ، سنن الترمذي : ج ۴ ص ۷۱۳ ح ۲۵۹۶ ، مسند ابن حنبل : ج ۸ ص ۱۱۵ ح ۲۱۵۴۸ ، صحيح ابن حبّان : ج ۱۶ ص ۳۷۵ ح ۷۳۷۵ كلّها نحوه ، السنن الكبرى : ج ۱۰ ص ۳۲۰ ح ۲۰۷۷۲ وراجع : عوالي اللآلي : ج ۱ ص ۱۲۴ ح ۵۶ .

2.سَفَعَتْه النار : لَفَحته لفحا يسيرا فغيّرت لون بشرته وسوّدته (لسان العرب : ج ۸ ص ۱۵۷ «سفع»).

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10953
صفحه از 904
پرینت  ارسال به