311
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

اللّه‏ُ تَبارَكَ وَتَعالى لَهُ : اِذهَب فَادخُلِ الجَنَّةَ ، فَيَأتِيها فَيُخَيَّلُ إِلَيهِ أَنَّها مَلأى ، فَيَرجِعُ فَيَقُولُ : يا رَبِّ وَجَدتُها مَلأى! فَيَقُولُ اللّه‏ُ تَبارَكَ وَتَعالى لَهُ : اِذهَب فَادخُلِ الجَنَّةِ . قالَ : فَيَأتِيها فَيُخَيَّلُ إِلَيهِ أَنَّها مَلأى . فَيَرجِعُ فَيَقُولُ : يا رَبِّ وَجَدتُها مَلأى! فَيَقُولُ اللّه‏ُ لَهُ : اذهَب فَادخُلِ الجَنَّةَ ، فَإِنَّ لَكَ مِثلَ الدُّنيا وَعَشرَةَ أَمثالِها ـ أَو : إِنَّ لَكَ عَشرَةَ أَمثالِ الدُّنيا ـ قالَ : فَيَقُولُ : أَتَسخَرُبِي (أَو : أَتَضحَكُ بِي) ۱ وَأَنتَ المَلِكُ؟
قالَ : لَقَد رَأَيتُ رَسُولَ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ضَحِكَ حَتّى بَدَت نَواجِذُهُ . ۲

۸۶۹. صحيح مسلم عن أبي ذرّ : قالَ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إِنِّي لَأَعلَمُ آخِرَ أَهلِ الجَنَّةِ دُخُولاً الجَنَّةَ وَآخِرَ أَهلِ النّارِ خُرُوجا مِنها ؛ رَجُلٌ يُؤتى بِهِ يَومَ القِيامَةِ فَيُقالُ : اعرِضُوا عَلَيهِ صِغارَ ذُنُوبِهِ وَارفَعُوا عَنهُ كِبارَها ، فَتُعرَضُ عَلَيهِ صِغارُ ذُنُوبِهِ ، فَيُقالُ : عَمِلتَ يَومَ كَذا وَكَذا ، كَذا وَكَذا ، وَعَمِلتَ يَومَ كَذا وَكَذا ، كَذا وَكَذا .
فَيَقُولُ : نَعَم . لا يَستَطِيعُ أَن يُنكِرَ ، وَهُوَ مُشفِقٌ مِن كِبارِ ذُنُوبِهِ أَن تُعرَضَ عَلَيهِ .
فَيُقالُ لَهُ : فَإِنَّ لَكَ مَكانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً .

1.قال النووي : قوله : «أتسخر بي ـ أو : أتضحك بي ـ » شُكٌّ من الراوي . . . وأمّا معنى «أتسخر بي» ففيه أقوال ؛ أحدها ـ قاله المازري ـ : أنّه خرج على المقابلة الموجودة في معنى الحديث دون لفظه ، لأنّه عاهد اللّه‏ مرارا ألّا يسأله غير ما سأل ثمّ غدر ، فحلّ غدره محلّ الإستهزاء والسخرية ، فقدّر الرجل أنّ قول اللّه‏ تعالى له : اُدخل الجنّة ، وتردّده إليها وتخييل كونها مملوءة ضَرْبٌ من الأطماع له والسخرية به جزاء لما تقدّم من غدره وعقوبة له فسمّى الجزاء على السخرية سخريةً فقال : اتَسخَرُ بي ؛ أي تعاقبني بالأطماع . والقول الثاني ـ قاله أبوبكر الصوفي ـ : أنّ معناه نفي السخرية التي لا تجوز على اللّه‏ تعالى ، كأنّه قال : أعلم أنّك لا تهزأ بي لأنّك ربّ العالمين ، وما أعطيتني من جزيل العطاء وأضعاف مثل الدنيا حقّ ، ولكن العجب أنّك أعطيتني هذا وأنا غير أهلٍ له . قال : والهمزة في أتسخر بي همزة نفي . . . والقول الثالث : . . . (شرح صحيح مسلم للنووي : ج ۳ ص ۴۱) .

2.صحيح مسلم : ج ۱ ص ۱۷۳ ح ۳۰۸ ، سنن ابن ماجة : ج ۲ ص ۱۴۵۲ ح ۴۳۳۹ ، مسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۱۸۵ ح ۴۳۹۱ نحوه ، صحيح ابن حبّان : ج ۱۶ ص ۵۱۷ ح ۷۴۷۵ ، مسند أبي يعلى : ج ۵ ص ۷۵ ح ۵۱۱۷ ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۵۰۴ ح ۳۹۴۲۲ وراجع : صحيح البخاري : ج ۶ ص ۲۷۲۸ ح ۷۰۷۳ والمعجم الكبير : ج ۱۰ ص ۱۶۵ ح ۱۰۳۳۹ والمصنّف لابن أبي شيبة : ج ۸ ص ۷۸ ح ۶۳ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
310

۱۵ / ۶

مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ سِرّا

۸۶۵. الإمام الصادق عليه ‏السلام : إِذا كانَ يَومُ القِيامَةِ نَظَرَ رِضوانُ خازِنُ الجِنانِ إِلى قَومٍ لَم يَمُرُّوا بِهِ ، فَيَقُولُ : مَن أَنتُم؟ وَمِن أَينَ دَخَلتُم؟ يَقُولُونَ : إِيّاكَ عَنّا ، فَإِنّا قَومٌ عَبَدَنا اللّه‏َ سِرّا فَأَدخَلَنا اللّه‏ُ الجَنَّةَ سِرّا. ۱

۱۵ / ۷

آخِرُ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ مِنَ الأَنبِياءِ عليهم السّلام

۸۶۶. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : يَدخُلُ سُلَيمانُ الجَنَّةَ بَعدَ دُخُولِ الأَنبِياءِ بِأَربَعِينَ عاما ؛ لِلسَّبَبِ الَّذِي أَعطاهُ اللّه‏ُ عز و جل . ۲

۸۶۷. الإمام الصادق عليه ‏السلام : آخِرُ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ مِنَ النَّبِيِّينَ سُلَيمانُ بنُ داوُودَ عليه ‏السلام ؛ وَذَلِكَ لِما أُعطِيَ فِي الدُّنيا . ۳

۱۵ / ۸

ما رُوىَ في آخِرِ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ مِنَ النَّاسِ ۴

۸۶۸. صحيح مسلم عن عبد اللّه‏ بن مسعود : قالَ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إِنِّي لَأَعلَمُ آخِرَ أَهلِ النّارِ خُرُوجا مِنها ، وَآخِرَ أَهلِ الجَنَّةِ دُخُولاً الجَنَّةَ ؛ رَجُلٌ يَخرُجُ مِن النّارِ حَبوا ۵ ، فَيَقُولُ

1.فلاح السائل : ص ۹۲ ح ۲۷ عن صفوان الجمّال ، بحار الأنوار : ج ۷۵ ص ۴۱۱ ح ۶۰ .

2.الفردوس : ج ۵ ص ۵۰۷ ح ۸۹۰۸ و ص ۵۰۸ ح ۸۹۱۴ كلاهما عن أنس.

3.مستطرفات السرائر : ص ۴۱ ح ۷ عن زرارة ، التمحيص : ص ۴۹ ح ۸۰ عن عبد اللّه‏ بن سنان ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۷۴ ح ۱۶.

4.جدير بالذكر أن هذه الروايات و ان وردت في المصادر المعتبرة لأهل السنة إلّا أنّها ـ في نظرنا ـ ضعيفة سندا و متنا و تستحق التأمل .

5.الحَبْو : أن يمشي على يديه وركبتيه أو استه (النهاية : ج ۱ ص ۳۳۶ «حبا»).

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10732
صفحه از 904
پرینت  ارسال به