19
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

جنّة ، وعلى ذلك حُمل قول الشاعر : مِن النّواضِحِ تَسقي جنّةً سُحقا . وسُمّيت الجنّة إمّا تشبيها بالجنّة في الأرض ـ وإن كان بينهما بَونٌ ـ وإمّا لستره نعمها عنّا المشار إليها بقوله تعالى : «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ» ۱ . ۲
ولكنّ جفري يرى أنّ كلمة «الجنّة» آرامية أو سريانية ، وقد تخصّصت دلالتها في هاتين اللغتين واستخدمت بمعنى ثواب المحسنين . وأرجع هوروفيتس أصل هذه الكلمة إلى الثقافة والديانة اليهوديّتين ، واعتبره متّحد المعنى مع التركيب gan eden(الجنّة السماوية) التي استخدمت في التوراة (سفر التكوين ۲ : ۱۰۹) . ۳

كلمة «الجنّة» في الكتاب والسنّة

استخدمت كلمة «الجنّة» ومشتقّاتها ۱۴۷ مرّة في القرآن الكريم ، وذلك في أربعة معان :
۱ . جنّة آدم أبي البشر ، وهو الموضع الذي كان يعيش فيه هو وزوجته حوّاء ، قبل الانتقال إلى الدنيا ، وكانا يتمتّعان فيها بالنعيم الكامل . ۴
۲ . جنّة الدنيا ، أي الحدائق والبساتين التي توجد في عالم ما قبل الموت .
۳ . جنّة البرزخ ، أي الموضع الذي تكون فيه أرواح المحسنين في عالم ما بعد الموت .

1.السجدة : ۱۷ .

2.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۲۰۴ .

3.دانش‏نامه جهان اسلام (بالفارسيّة) : ج ۱۱ ص ۱ .

4.راجع : الآيات ۱۱۷ ـ ۱۱۹ من سورة طه . والجدير بالذكر أنّ هناك ثلاثة أقوال حول هذه الجنّة : الأوّل : إنّ جنّة آدم هي جنة الدنيا نفسها . الثاني : إنّ جنّة آدم هي الجنّة الموعودة في الآخرة . الثالث : إنّ جنّة آدم ، هي جنّة في السماء وهي غير الجنّة الموعودة في الآخرة . ويبدو أنّ القول الثالث أقرب إلى الصواب ، والتقسيم في المتن يستقيم مع هذا القول .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
18

بن أحمد الفراهيدي فسّر الجنّة بمطلق الحديقة بقوله :
الجَنّة : الحديقة ، وهي بستان ذات شجر ونزهة . ۱
ويرى بعض علماء اللغة أنّ سبب تسمية موضع المحسنين في الآخرة ب «الجنّة» هو كثرة الأشجار وظلالها . ۲ فيما اعتبر البعض أنّ ستر نعمها في هذا العالم عنّا ، سبب تسميتها ب «الجنّة ۳ » .
والجدير بالذكر هو أنّ الوجه الثاني المذكور جاء أيضا في رواية عن النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله أجاب بها عن سؤال يزيد بن سلام ، حيث قال له :
فلِم سُمّيت الجنّة جنّة ؟
فقال :
لِأَنَّها جُنَينَةٌ خِيَرَةٌ نَقِيَّةٌ ، وعِندَ اللّه‏ِ ـ تَعالى ذِكرُهُ ـ مَرضِيَّةٌ . ۴
وصرّح العلّامة المجلسي في بيان عبارة «لأنّها جُنَينة» قائلاً :
أي مستورة عن الخلق ، ولا يُستَر إلّا ما كان خيرة . ۵
وأشار الراغب الإصفهاني إلى كلا الوجهين قائلاً :
والجَنّة كلّ بستان ذي شجر يستر بأشجاره الأرض ، قال عز و جل : «لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِى مَسْكَنِهِمْ ءَايَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَ شِمَالٍ» ۶ ، «وَ بَدَّلْنَـهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ» ۷ ، «وَ لَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ» ۸ . قيل : وقد تُسمّى الأشجار الساترة

1.ترتيب كتاب العين : ص ۱۵۴ .

2.راجع : لسان العرب : ج ۱۳ ص ۱۰۰ ، النهاية : ج ۱ ص ۳۰۷ ، مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۲۶ .

3.راجع : معجم مقاييس اللغة : ج ۱ ص ۴۲۱ .

4.علل الشرائع : ص ۴۷۲ ح ۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۸ ص ۱۸۸ ح ۱۵۷ .

5.بحار الأنوار : ج ۹ ص ۳۰۷ .

6.سبأ : ۱۵ .

7.سبأ : ۱۶ .

8.الكهف : ۳۹ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10779
صفحه از 904
پرینت  ارسال به