159
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

يَنقَطِعُ سُرورُها ، ولا يَظعَنُ مُقيمُها ، ولا يَهرَمُ خالِدُها ، ولا يَبأَسُ ساكِنُها .
أمِنَ سُكّانُها مِنَ المَوتِ فَلا يَخافونَ ، صَفا لَهُمُ العَيشُ ، ودامَت لَهُمُ النِّعمَةُ ، في أنهارٍ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ ۱ وأنهارٍ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ ، وأنهارٍ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ ، وأنهارٍ مِن عَسَلٍ مُصَفّىً ، ولَهُم فيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ ، ومَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم ، عَلى فُرُشٍ مَنضودَةٍ ، وأزواجٌ مُطَهَّرَةٌ ، وحورٌ عينٌ كَأَنَّهُنَّ اللُّؤلُؤُ المَكنونُ ، وفاكِهَةٌ كَثيرَةٌ لا مَقطوعَةٌ ولا مَمنوعَةٌ ، والمَلائِكَةُ يَدخلونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ ، سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ . ۲

۳۳۰. الإمام الباقر عليه ‏السلام : إنَّ أهلَ الجَنَّةِ يَحيَونَ فَلا يَموتونَ أبَدا، ويَستَيقِظونَ فَلا يَنامونَ أبَدا ، ويَستَغنونَ فَلا يَفتَقِرونَ أبَدا ، ويَفرَحونَ فَلا يَحزَنونَ أبَدا ، ويَضحَكونَ ولا يَبكونَ أبَدا ، ويُكرَمونَ فَلا يُهانونَ أبَدا ، ويَفكَهونَ ولا يَقطِبونَ أبَدا ، ويُحبَرونَ وَيُسَرّونَ أبَدا ، ويَأكُلونَ فَلا يَجوعونَ أبَدا ، ويَروَونَ فَلا يَظمَؤونَ أبَدا، وَيُكسَونَ فَلا يَعرَونَ أبَدا، وَيَركَبونَ ويَتَزاوَرونَ أبَدا ، يُسَلِّمُ عَلَيهِمُ الوِلدانُ المُخَلَّدونَ أبَدا، بِأيديهِم أباريقُ الفِضَّةِ وآنِيَةُ الذَّهَبِ أبَدا ، مُتَّكِئينَ عَلى سُرُرٍ أبَدا، عَلَى الأَرائِكِ يَنظُرونَ أبَدا ، تَأتيهِمُ التَّحِيَّةُ وَالتَّسليمُ مِنَ اللّه‏ِ أبَدا ، نَسأَلُ اللّه‏َ الجَنَّةَ بِرَحمَتِهِ ، إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ . ۳

۳۳۱. الإمام المهديّ عليه ‏السلام ـ لَمّا سُئِلَ عَنِ التَّوالُدِ فِي الجَنَّةِ ـ : إنَّ الجَنَّةَ لا حَملَ فيها لِلنِّساءِ وَلا وِلادَةَ ، ولا طَمثَ وَلا نِفاسَ ، وَلا شَقاءَ بِالطُّفُولِيَّةِ ، وفيها ما تَشتَهِي الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعيُنُ ، كَما قالَ سُبحانَهُ . فَإِذَا اشتَهَى المُؤمِنُ وَلَدا خَلَقَهُ اللّه‏ُ بِغَيرِ حَملٍ وَلا وِلادَةٍ عَلَى الصّورَةِ الَّتي يُرِيدُ ، كَما خَلَقَ آدَمَ عِبرَةً . ۴

1.ماءٌ آسِن : إذا تغيّر ريحه تغيّرا مُنكرا (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۷۶ «أسن»).

2.مطالب السؤول : ص ۵۵ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۳۰ ح ۹۷.

3.الاختصاص : ص ۳۵۸ عن جابر ، بحار الأنوار : ج ۸ ص ۲۲۰ ح ۲۱۵.

4.الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۸۰ ح ۳۵۷ عن محمّد بن عبد اللّه‏ الحميري ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۶۳ ح ۴.


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
158

«وَالمَلائِكَةُ يَدخُلونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ ؛ سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ» ۱ . ۲

۵ / ۱۱

تِلكَ الأَوصافُ

۳۲۶. الإمام عليّ عليه ‏السلام ـ في كِتابِهِ إلى أهلِ مِصرَ ، بَعدَ ذِكرِهِ لِلنّارِ وأوصافِها ـ : اِعلَموا يا عِبادَ اللّه‏ِ ، أنَّ مَعَ هذا رَحمَةَ اللّه‏ِ الَّتي لا تَعجِزُ عَنِ العِبادِ ، «جَنَّةٌ عَرضُها كَعَرضِ السَّماءِ والأَرضِ» ، «أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ» ، خَيرٌ لا يَكونُ مَعَها شَرٌّ أبَدا ، لَذّاتُها لا تُمَلُّ، وَمُجتَمَعُها لا يَتَفَرَّقُ ، سُكّانُها قَد جاوَرُوا الرَّحمنَ ، وقامَ بَينَ أيديهِمُ الغِلمانُ ، بِصِحافٍ مِنَ الذَّهَبِ فيهَا الفاكِهَةُ وَالرَّيحانُ . ۳

۳۲۷. عنه عليه ‏السلام : أمّا أهلُ الطّاعَةِ فَأثابَهُم بِجِوارِهِ ، وَخَلَّدَهُم في دارِهِ ، حَيثُ لا يَظعَنُ النُّزّالُ ، ولا تَتَغَيَّرُ بِهِمُ الحالُ ، ولا تَنوبُهُمُ الأَفزاعُ ، ولا تَنالُهُمُ الأَسقامُ ، ولا تَعرِضُ لَهُمُ الأَخطارُ ، ولا تُشخِصُهُمُ الأَسفارُ . ۴

۳۲۸. عنه عليه ‏السلام ـ في صِفَةِ الجَنَّةِ ـ : دَرَجاتٌ مُتفاضِلاتٌ ، ومَنازِلُ مُتَفاوِتاتٌ ، لا يَنقَطِعُ نَعيمُها ، ولا يَظعَنُ ۵ مُقيمُها ، وَلا يَهرَمُ خالِدُها ، وَلا يَبأَسُ ۶ ساكِنُها . ۷

۳۲۹. عنه عليه ‏السلام : الجَنَّةُ الَّتي أعَدَّهَا اللّه‏ُ تَعالى لِلمُؤمِنينَ خَطّافَةٌ لِأَبصارِ النّاظِرينَ ، فيها دَرَجاتٌ مُتفاضِلاتٌ ، ومَنازِلُ مُتَعالِياتٌ ، لا يَبيدُ نَعيمُها، ولا يَضمَحِلُّ حُبورُها ۸ ، ولا

1.عُقْبى الدار : العاقبة المحمودة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۲۴۰ «عقب»).

2.معاني الأخبار : ص ۱۷۶ ح ۱.

3.الأمالي للمفيد : ص ۲۶۶ ح ۳ ، الأمالي للطوسي : ص ۲۹ ح ۳۱ كلاهما عن أبي إسحاق الهمداني ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۵۴۷ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۹ ، بحار الأنوار : ج ۷ ص ۱۱۴ ح ۴۹.

5.ظَعَن : ذهبَ وسار (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۲۷۰ «ظعن»).

6.بئِسَ يَبأسُ : افتقر واشتدّت حاجته (النهاية : ج ۱ ص ۸۹ «بأس») .

7.نهج البلاغة : الخطبة ۸۵ ، بحار الأنوار : ج ۸ ص ۱۶۲ ح ۱۰۳.

8.الحُبور : النِعمة وَسِعة العيش والسرور (النهاية : ج ۱ ص ۳۲۷ «حبر»).

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10715
صفحه از 904
پرینت  ارسال به