157
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

قالَ : ثُمَّ يُنادي مُنادٍ : لا مَوتَ أبَدا ، أيقِنُوا بِالخُلودِ ، قالَ : فَيَفرَحُ أهلُ الجَنَّةِ فَرَحا لَو كانَ أحَدٌ يَومَئِذٍ يَموتُ مِن فَرَحٍ لَماتوا . قالَ : ثُمَّ قَرَأَ هذِهِ الآيَةَ : «أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلَا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْلِ هَـذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَـمِلُونَ » ۱ ، قالَ : ويَشهَقُ أهلُ النّارِ شَهقَةً لَو كانَ أحَدٌ يَموتُ مِن شَهيقٍ لَماتوا ، وهُوَ قَولُ اللّه‏ِ عز و جل : «وَ أَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِىَ الْأَمْرُ» ۲ . ۳

۳۲۴. تفسير القمّي عن أبي ولّاد الحنّاط عن الإمام الصّادق عليه ‏السلام ، قال : سُئِلَ عَن قَولِهِ : «وَ أَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ» قالَ : يُنادي مُنادٍ مِن عِندِ اللّه‏ِ ـ وذلِكَ بَعدَما صارَ أهلُ الجَنَّةِ فِي الجَنَّةِ وَأهلُ النّارِ فِي النّارِ ـ : يا أهلَ الجَنَّةِ ويا أهلَ النّارِ! هَل تَعرِفونَ المَوتَ في صورَةٍ مِنَ الصُّوَرِ؟ فَيَقولونَ : لا، فَيُؤتى بِالمَوتِ في صورَةِ كَبشٍ أملَحَ ، فَيوقَفُ بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، ثُمَّ يُنادَونَ جَميعا : أشرِفوا وَانظُروا إلَى المَوتِ ، فَيُشرِفونَ ، ثُمَّ يَأمُرُ اللّه‏ُ بِهِ فَيُذبَحُ، ثُمَّ يُقالُ : يا أهلَ الجَنَّةِ! خُلودٌ فَلا مَوتَ أبَدا ، ويا أهلَ النّارِ! خُلودٌ فَلا مَوتَ أبَدا . ۴

۳۲۵. معاني الأخبار عن ابن عبّاس : دارُ السَّلامِ الجَنَّةُ ، وأهلُها لَهُمُ السَّلامَةُ مِن جَميعِ الآفاتِ وَالعاهاتِ وَالأمراضِ وَالأسقامِ ، وَلَهُمُ السَّلامَةُ مِنَ الهَرَمِ وَالمَوتِ وَتَغَيُّرِ الأَحوالِ عَلَيهِم ، وهُمُ المُكرَمونَ الَّذينَ لا يُهانونَ أبَدا ، وَهُمُ الأَعِزّاءُ الَّذينَ لا يَذِلّونَ أبدا ، وهُمُ الأَغنِياءُ الَّذينَ لا يَفتَقِرونَ أبَدا، وهُمُ السُّعَداءُ الَّذينَ لا يَشقَونَ أبَدا ، وهُمُ الفَرِحونَ المُستَبشِرونَ الَّذينَ لا يَغتَمّونَ ولا يَهتَمّونَ أبَدا ، وهُمُ الأَحياءُ الَّذينَ لا يَموتونَ أبَدا، فَهُم في قُصورِ الدُّرِّ وَالمَرجانِ ، أبوابُها مُشرَعَةٌ إلى عَرشِ الرَّحمنِ ،

1.الصافّات : ۵۸ ـ ۶۱ .

2.مريم : ۳۹ .

3.الزهد للحسين بن سعيد: ص ۱۰۰ ح ۲۷۳ ، بحار الأنوار : ج ۸ ص ۳۴۵ ح ۲ .

4.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۸ ص ۳۴۶ ح ۴ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
156

فَيُقالُ لِأَهلِ الجَنَّةِ : يا أولِياءَ اللّه‏ِ هذَا المَوتُ ، أَتَعرِفونَهُ؟ فَيَقولونَ : نَعَم ، فَيَقولونَ لَهُم : نَذبَحُهُ؟ فَيَقولونَ : نَعَم يا مَلائِكَةَ رَبِّنا ، اِذبَحوهُ حَتّى لا يَكونَ مَوتٌ أبَدا . فَيَقولونَ لِأَهلِ النّارِ : يا أعداءَ اللّه‏ِ! هذَا المَوتُ هَل تَعرِفُونَهُ؟ فَيَقولونَ : نَعَم ، فَتَقولُ المَلائِكَةُ : نَذبَحُهُ؟ فَيَقولونَ : يا مَلائِكَةَ رَبِّنا لا تَذبَحوهُ وَدَعوهُ لَعَلَّ اللّه‏َ يَقضي عَلَينا بِالمَوتِ فَنَستَريحَ .
قالَ النَّبِيُ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : وَيُذبَحُ المَوتُ بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ؛ فَيَيأَسُ أهلُ النّارِ مِنَ الخُروجِ مِنها ، وَتَطمَئِنُّ قُلوبُ أهلِ الجَنَّةِ لِلخُلودِ فيها . فَعِندي لَكَ أن تُسلِمَ ! قالَ : صَدَقتَ يا مُحَمَّدُ . ۱

۳۲۲. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ أُتِيَ بِالمَوتِ كَالكَبشِ الأَملَحِ ، فَيوقَفُ بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ فَيُذبَحُ وَهُم يَنظُرونَ ، فَلَو أنَّ أحَدا ماتَ فَرَحا لَماتَ أهلُ الجَنَّةِ ، ولَو أنَّ أحَدا ماتَ حُزنا لَماتَ أهلُ النّارِ . ۲

۳۲۳. الزّهد للحسين بن سعيد عن أبي بصير ـ لا أعلَمُهُ ذَكَرَهُ إلّا عَن أبي جَعفَرٍ عليه ‏السلام ـ : قالَ : إذا أدخَلَ اللّه‏ُ أهلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وأهلَ النّارِ النّارَ ، جيءَ بِالمَوتِ في صورَةِ كَبشٍ حَتّى يوقَفَ بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، قالَ : ثُمَّ يُنادي مُنادٍ يُسمِعُ أهلَ الدّارَينِ جَميعا : يا أهلَ الجَنَّةِ يا أهلَ النّارِ ، فَإذا سَمِعُوا الصَّوتَ أقبَلوا ، قالَ : فَيُقالُ لَهُم : أتَدرونَ ما هذا؟ هذا هُوَ المَوتُ الَّذي كُنتُم تَخافونَ مِنهُ فِي الدُّنيا ، قالَ : فَيَقولُ أهلُ الجَنَّةِ : اللّهُمَّ لا تُدخِلِ المَوتَ عَلَينا ، قالَ : ويَقولُ أهلُ النّارِ : اللّهُمَّ أدخِلِ المَوتَ عَلَينا . قالَ : ثُمَّ يُذبَحُ كَما تُذبَحُ الشّاةُ .

1.بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۲۶۱ نقلاً عن بعض الكتب القديمة.

2.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۶۹۳ ح ۲۵۵۸ ، حلية الأولياء : ج ۸ ص ۱۸۴ ، مسند ابن المبارك : ص ۱۶ ح ۱۳۲ كلاهما نحوه وكلّها عن أبي سعيد ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۵۱۵ ح ۳۹۴۵۱ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10848
صفحه از 904
پرینت  ارسال به