139
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

رَضِيتُ عَنكُم ، وَلَدَيَ المَزِيدُ . اليَومَ أُكرِمُكُم بِكَرامَةٍ أَعظَمَ مِن ذَلِكَ كُلِّهِ ، فَيُكشَفُ الحِجابُ ، فَيَنظُرُونَ إِلَيهِ ما شاءَ اللّه‏ُ ، فَيَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدا ، فَكانُوا فِي السُّجُودِ ما شاءَ اللّه‏ُ .
ثُمَّ يَقُولُ لَهُم : اِرفَعُوا رُؤُوسَكُم ، لَيسَ هَذا مَوضِعَ عِبادَةٍ ، فَيَنسَونَ كُلَّ نِعمَةٍ كانُوا فِيها ، وَيَكُونُ النَّظَرُ إِلَيهِ أَحَبَّ إِلَيهِم مِن جَمِيعِ النِّعَمِ ، ثُمَّ يَرجِعُونَ ، فَتَهِيجُ رِيحٌ مِن تَحتِ العَرشِ ، عَلَى تَلٍّ مِن مِسكٍ أَبيَضَ ، فَيَنثُرُ ذَلِكَ عَلَى رُؤُوسِهِم ، وَنَواصِي خُيُولِهِم ، فَإِذا رَجَعُوا إِلى أَهلِيهِم تَراهم أَزواجُهُم فِي الحُسنِ وَالبَهاءِ أَفضَلَ مِمّا تَرَكُوهُنَّ ، فَيَقُولُ لَهُم أَزواجُهُم : إِنَّكُم قَد رَجَعتُم عَلَى أَحسَنَ ما كُنتُم . ۱

ب ـ مَحَبَّةُ اللّه‏ِ عز و جل

۲۷۵. الإمام عليّ عليه ‏السلام : إِنَّ أَطيَبَ شَيءٍ فِي الجَنَّةِ وَأَلَذَّهُ حُبُّ اللّه‏ِ ، وَالحُبُّ [فِي] اللّه‏ِ ، وَالحَمدُ للّه‏ِِ . قالَ اللّه‏ُ عز و جل : «وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ » ۲ وَذَلِكَ أَنَّهُم إِذا عايَنُوا ما فِي الجَنَّةِ مِن النَّعِيمِ هاجَتِ المَحَبَّةُ فِي قُلُوبِهِم ، فَيُنادُونَ عِندَ ذَلِكَ : أَنِ الحَمدُ للّه‏ِِ رَبِّ العالَمِينَ . ۳

۲۷۶. تفسير العياشي عن ثوير عن الإمام زين العابدين عليه ‏السلام : إِذا صارَ أَهلُ الجَنَّةِ فِي الجَنَّةِ ، وَدَخَلَ وَلِيُ اللّه‏ِ إِلى جَنّاتِهِ وَمَساكِنِهِ ، وَاتَّكَأَ كُلُّ مُؤمِنٍ مِنهُم عَلى أَرِيكَتِهِ ، حَفَّتهُ خُدّامُهُ ، وَتَهَدَّلَت عَلَيهِ الثِّمارُ ، وَتَفَجَّرَت حَولَهُ العُيُونُ ، وَجَرَت مِن تَحتِهِ الأَنهارُ ، وَبُسِطَت لَهُ الزَّرابِيُ ، وَصُفِّفَت له النَّمارِقُ ، وَأَتَتهُ الخُدّامُ بِما شاءَت شَهوَتُهُ مِن قَبلِ أَن يَسأَلَهُم ذَلِكَ .

1.تنبيه الغافلين : ص ۷۸ ح ۶۵ .

2.يونس : ۱۰.

3.مصباح الشريعة (طبعة مؤسّسة الأعلمي ـ بيروت) : ص ۱۹۵ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۵۱ ح ۳۰ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
138

ذَلِكَ؟ قالَ : أُحِلُّ عَلَيكُم رِضوانِي ، فَلا أَسخَطُ عَلَيكُم بَعدَهُ أَبَدا . ۱

۲۷۲. الغارات عن عباية : كَتَبَ عَلِيٌ عليه ‏السلام إِلى مُحَمَّدِ [بنِ أَبِي بَكرٍ] وَأَهلِ مِصرَ : ... إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ يَزُورُونَ الجَبّارَ كُلَّ جُمُعَةٍ ، فَيَكُونُ أَقرَبُهُم مِنهُ عَلى مَنابِرَ مِن نُورٍ ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُم عَلَى مَنابِرَ مِن ياقُوتٍ ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُم عَلَى مَنابِرَ مِن زَبَرجَدٍ ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُم عَلَى مَنابِرَ مِن مِسكٍ ، فَبَينا هُم كَذلِكَ يَنظُرُونَ إِلى نُورِ اللّه‏ِ جَلَّ جَلالُهُ وَيَنظُرُ اللّه‏ُ فِي وُجُوهِهِم ، إِذا أَقبَلَت سَحابَةٌ تَغشاهُم فَتُمطِرُ عَلَيهِم مِنَ النِّعمَةِ وَاللَّذَّةِ وَالسُّرُورِ وَالبَهجَةِ ما لا يَعلَمُهُ إِلَا اللّه‏ُ سُبحانَهُ . ثُمَّ قالَ : بَلى إِنَّ مَعَ هَذا ما هُوَ أَفضَلُ مِنهُ ؛ رِضوانُ اللّه‏ِ الأَكبَرُ . ۲

۲۷۳. الإمام الصادق عليه ‏السلام ـ فِي قَولِهِ عز و جل : «رَبَّنَا ءَاتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الْاخِرَةِ حَسَنَةً » ۳ ـ : رِضوانُ اللّه‏ِ وَالجَنَّةُ فِي الآخِرَةِ ، وَالمَعاشُ وَحُسنُ الخُلُقِ فِي الدُّنيا . ۴

۲۷۴. تنبيه الغافلين : رُوِيَ فِي خَبَرٍ أَنَّ اللّه‏َ تَعالى يَقُولُ لِمَلائِكَتِهِ : أَطعِمُوا أَولِيائِي ، فَيُؤتى بِأَلوانِ الأَطِعِمَةِ ، فَيَجِدُونَ لِكُلِّ لُقمَةٍ لَذَّةً غَيرَ ما يَجِدُونَ لِلأُخرى ، فَإِذا فَرَغُوا مِنَ الطَّعامِ ، يَقُولُ اللّه‏ِ تَعالى : اِسقُوا عِبادِي ، فَيُؤتى بِأَشرِبَةٍ ، فَيَجِدُونَ لِكُلِّ شَربَةٍ لَذَّةً بِخِلافِ الأُخرى ، فَإِذا فَرَغُوا يَقُولُ اللّه‏ِ تَعالى لَهُم : أَنَا رَبُّكُم ، قَد صَدَقتُكُم وَعدِي ، فَاسأَلُونِي أُعطِكُم ، قالُوا : رَبَّنا نَسأَلُكَ رِضوانَكَ ـ مَرَّتَينِ أَو ثَلاثا ـ فَيَقُولُ تَعالى :

1.صحيح البخاري : ج ۵ ص ۲۳۹۸ ح ۶۱۸۳ ، صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۱۷۶ ح ۹ ، سنن الترمذي : ج ۴ ص ۶۸۹ ح ۲۵۵۵ ، مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۱۷۵ ح ۱۱۸۳۵ كلّها عن أبي سعيد الخدري ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۴۶۷ ح ۳۹۲۸۷.

2.الغارات : ج ۱ ص ۲۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۵۴۷ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۶ ص ۷۰ نحوه .

3.البقرة : ۲۰۱.

4.الكافي : ج ۵ ص ۷۱ ح ۲ ، تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۳۲۷ ح ۹۰۰ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۳ ص ۱۵۶ ح ۳۵۶۶ ، معاني الأخبار : ص ۱۷۴ ح ۱ وفيهما بزيادة «والسعة في الرزق» قبل «والمعاش ...» وكلّها عن جميل بن صالح ، بحار الأنوار : ج ۷۱ ص ۳۸۳ ح ۱۸ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10713
صفحه از 904
پرینت  ارسال به