101
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

خَلَقتُكَ مِن غَيرِ فَحلٍ ، وَجَعَلتُكَ وَأُمَّكَ آيةً لِلعالَمِينَ ، فَإِيّايَ فَاعبُد ، وَعَلَيَ فَتَوَكَّل ، وَخُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ .
قالَ عِيسى عليه ‏السلام : أَي رَبِّ ، أَيَّ كِتابٍ آخُذُ بِقُوَّةٍ ؟ قالَ: خُذ كِتابَ الإِنجِيلِ بِقُوَّةٍ ، فَفَسِّرهُ لِأَهلِ السريانِيَّةِ ، وَأَخبِرهُم إِنِّي أَنا اللّه‏ُ لا إِله إِلّا أَنَا ، الحَيُ القَيُّومُ ، البَديِعُ الدّائِمُ ، الَّذِي لا زَوالَ لَهُ ، فَآمِنُوا بِاللّه‏ِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِ الَّذِي يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمانِ ، فَصَدِّقُوهُ وَاتَّبِعُوهُ ، صاحِبِ الجَمَلِ وَالمِدرَعَةِ وَالهِراوَةِ وَالتّاجِ ، الأَنجَلِ ۱ العَينِ ، المَقرُونِ الحاجِبَينِ ، صاحِبِ الكِساءِ ، الَّذِي إِنَّما نَسلُهُ مِنَ المُبارَكَةِ ـ يَعنِي خَدِيجَةَ ـ .
يا عِيسَى ، لَها بَيتٌ مِن لُؤلُؤٍ مِن قَصَبٍ مُوصَلٍ بِالذَّهَبِ ، لا يُسمَعُ فِيهِ أَذًى وَلا نَصَبٌ ، لَها ابنَةٌ ـ يَعنِي فاطِمَةَ ـ وَلَها ابنانِ فَيُستَشهَدانِ ـ يَعنِي الحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام ـ طُوبى لِمَن سَمِعَ كَلامَهُ ، وَأَدرَكَ زَمانَهُ ، وَشَهِدَ أَيّامَهُ .
قالَ عِيسَى عليه ‏السلام : يا رَبِّ وَما طُوبى؟
قالَ : شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ ، أَنا غَرَستُها بِيَدِي ، وَأَسكَنتُها مَلائِكَتِي ، أَصلُها مِن رِضوانَ ، وَماؤُها مِن تَسنِيمٍ . ۲

۴ / ۱۱

ظِلالُ الجَنَّةِ

الكتاب

«إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِى شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَ أَزْوَاجُهُمْ فِى ظِـلَـلٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُنَ * لَهُمْ

1.عَيْنٌ نَجْلاء : أي واسعة (النهاية : ج ۵ ص ۲۳ «نجل»).

2.الدرّ المنثور : ج ۴ ص ۶۴۴ نقلاً عن ابن أبي حاتم ، البداية والنهاية : ج ۲ ص ۷۸ و ص ۷۹ عن أبي هريرة نحوه ؛ كمال الدين : ج ۱ ص ۱۵۹ ح ۱۸ عن حمّاد بن عبد اللّه‏ بن سليمان ، الأمالي للصدوق : ص ۳۴۵ ح ۴۱۸ عن عبد اللّه‏ بن سليمان ، إعلام الورى : ص ۲۱ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۱۴۴ ح ۱.


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
100

۱۶۱. الخصال عن عامر بن واثلة : كُنتُ فِي البَيتِ يَومَ الشُّورى ، فَسَمِعتُ عَلِيّا عليه ‏السلام وَهُوَ يَقُولُ : ... نَشَدتُّكُم بِاللّه‏ِ هَل فِيكُم أَحَدٌ قالَ لَهُ رَسُولُ اللّه‏ِ كَما قالَ لِي : «إِنَّ طُوبى شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ ، أَصلُها فِي دارِ عَلِيٍ ، لَيسَ مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَفِي مَنزِلِهِ غُصنٌ مِن أَغصانِها» غَيرِي؟ قالُوا : اَللَّهُمَّ لا . ۱

۱۶۲. كمال الدّين عن أبي بصير : قالَ الصَّادِقُ عليه ‏السلام : طُوبى لِمَن تَمَسَّكَ بِأَمرِنا فِي غَيبَةِ قائِمِنا ، فَلَم يَزِغْ قَلبُهُ بَعدَ الهِدايَةِ .
فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ وَما طُوبى؟
قالَ : شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ ، أَصلُها فِي دارِ عَلِيِ بنِ أَبِي طالِبٍ عليه ‏السلام ، وَلَيسَ مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَفِي دارِهِ غُصنٌ مِن أَغصانِها ، وَذَلِكَ قَولُ اللّه‏ِ عز و جل : «طُوبَى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَـئابٍ » . ۲

۱۶۳. الإمام الصادق عليه ‏السلام : إِنَّ المُؤمِنَ إِذا لَقِيَ أَخاهُ وَتَصافَحا ۳ لَم تَزَلِ الذُّنُوبُ تَتَحاتُّ ۴ عَنهُما ماداما مُتَصافِحَينِ كَتَحاتِّ الوَرَقِ عَنِ الشَّجَرِ ، فَإِذا افتَرَقا قالَ مَلَكاهُما : جَزاكُما اللّه‏ُ خَيرا عَن أَنفُسِكُما ، فَإِنِ التَزَمَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما صاحِبَهُ ناداهُما مُنادٍ : طُوبى لَكُما وَحُسنُ مَآبٍ . وَطُوبى شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ ، أَصلُها فِي دارِ أَميرِ المُؤمِنِينَ ، وَفَرعُها فِي مَنازِلِ أَهلِ الجَنَّةِ ، فَإِذا افتَرَقا ناداهُما مَلَكانِ كَرِيمانِ : أَبشِرا يا وَلِيَّيِ اللّه‏ِ بِكَرامَةِ اللّه‏ِ وَالجَنَّةُ مِن وَرائِكُما. ۵

۱۶۴. الدرّ المنثور عن فرقد السّبخيِ : أَوحَى اللّه‏ُ إِلى عِيسَى بنِ مَريَمَ عليه ‏السلام فِي الإِنجِيلِ : يا عِيسَى ، جِدَّ فِي أَمرِي وَلا تَهزُل ، وَاسمَع قَولِي وَأَطِع أَمرِي . يَابنَ البِكرِ البَتُولِ ، إِنِّي

1.الخصال : ص ۵۵۸ ح ۳۱ ، بحار الأنوار : ج ۳۱ ص ۳۲۰ ح ۱ .

2.كمال الدين : ص ۳۵۸ ح ۵۵ ، معاني الأخبار : ص ۱۱۲ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۱۲۳ ح ۶ .

3.في المصدر : «فصافحا» والتصويب من بحار الأنوار .

4.تحاتَّت : أي تساقطت (النهاية : ج ۱ ص ۳۳۷ «حتَّ»).

5.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۱۲ ح ۴۹ عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج ۷۶ ص ۴۱ ح ۴۱.

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10930
صفحه از 904
پرینت  ارسال به