117
الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)

باب آخر هو من الباب الأوّل

قوله : (لأنّ الكلّ لنا بعض) [ ح ۲ /۳۰۰] أي ذو بعض .

[باب الإرادة أنّها من صفات الفعل وسائر صفات الفعل]

قوله : (باب الإرادة إنّها من صفات الفعل وسائر صفات الفعل) إلخ . يفهم من هذه الروايات أن ليس معنى مسمّى بالعزم في شأنه تعالى سوى الإرادة ، وأنّ معنى الإرادة في شأنه تعالى هو الإيجاد والإحداث والتأثير . سمع منه مدّ ظلّه ۱ . «بخطه».
قوله : (لا يكون إلاّ لمراد معه) [ ح ۱/۳۰۱ ] يمكن حمل المعيّة على المعيّة في ظرف الإرادة ، وحينئذٍ يجوز حمل الإرادة على ما يعمّ أقسامها الثلاثة : أعني إرادته تعالى فعله ، وإرادته تعالى أفعال العباد ، وإرادة العباد أفعالهم.
ويمكن حملها على المعيّة بحسب الوجود الخارجيّ ، وحينئذٍ يتعيّن حمل الإرادة على فرد منها ، وهو إرادته تعالى الحتميّة المتعلّقة بفعله تعالى ، المشار إليها بقوله تعالى : «إِنّما أمْرُه إِذا أَرادَ شَيئا أن يَقُولَ له كُنْ فَيَكُونُ» ۲ «ا م ن».
قوله : (وما يبدو لهم) إلخ [ ح ۳/۳۰۳ ] يعني : فعلهم يكون بعد الإرادة ، بخلاف إرادته تعالى . «ا م ن».
قوله : (فإرادته إحداثه لا غير ذلك) [ ح ۳/۳۰۱] هذه العبارة صريحة في أنّ إرادته تعالى زيدا مثلاً هو عين إيجاده إيّاه وعليه فقس . وقوله تعالى : «إِنّما أمْرُه إِذا أَرادَ شَيئا» ۳ الآية ناظر إلى هذا المعنى ، وما في كلامهم عليهم السلام ۴ من أنّه تعالى خلق الأشياء بالمشيّة وخلق المشيّة بنفسها ناظرٌ إلى هذا المعنى أيضا ، وسيجيء في كلامهم عليهم السلام إطلاق المشيّة والإرادة على معنى آخر . «ا م ن».
قوله : (خلق اللّه المشيّة بنفسها) [ ح ۴ /۳۰۴ ]أقول : الأئمّة عليهم السلام تارة يُطلِقون المشيّة والإرادة على معنى واحد ، وتارة يطلقونهما على معنيين مختلفين كما سيجيء .
والمراد بهذه العبارة الشريفة أنّ اللّه تعالى خلق اللوح المحفوظ ونقوشها من غير سبق سبب آخر من لوح ونقش ، وخلق سائر الأشياء بسببهما . وهذا مناسب لقولهم عليهم السلام : أبى اللّه أن يُجري الأشياء إلّا بأسبابها ۵ . «ا م ن».
قوله : (جملة القول) إلخ من كلام المصنّف رحمه الله ؛ فإنّ أحاديث هذا الباب مذكور في كتاب التوحيد لمحمّد بن عليّ ابن بابويه رحمه الله ، وليس فيه : جملة القول إلخ ، بل فيه : بيان المعيار المميّز بين صفات الذات وصفات الفعل ۶ ، بوجه قريب من كلام المصنّف . «ا م ن».
حاصل الكلام أنّه ذكر معيارين للتميز بين صفات الذات و بين صفات الفعل.
أحدهما : أنّ كلّ صفة من صفاته تعالى توجد هي في حقّه تعالى دون نقيضها فهي من صفات الذات ، وكلّ صفة توجد هي ونقيضها في حقّه تعالى فهي من صفات الفعل.
و ثانيهما : أنّ كلّ صفة يمكن أن تتعلّق بها قدرته تعالى و إرادته فهي من صفات الفعل ، وكلّ صفة ليست كذلك فهي من صفات الذات .
ومعنى قوله ۷ : «كان ما لا يريد ناقضا لتلك الصفة» أنّه كان ما لا يريد مستلزما لاجتماع النقيضين ؛ لأنّ صفات الذات نسبتها إلى جميع المتعلّقات واحدة . «ا م ن».

1. في هامش النسخة : اُستاذه ميرزا محمّد الإستر آباديّ رحمه الله .

2. يس (۳۶) : ۸۲ .

3. يس (۳۶) : ۸۲ .

4. في الحديث التالي من هذا الباب .

5. الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۸۳ ، كتاب الحجة، باب معرفة الإمام والراد ّ إليه ، ح ۷ .

6. كتاب التوحيد ، ص ۱۴۸ .

7. أي قول الكليني .


الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)
116
  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: محمد امين الاسترآبادي؛ تحقیق: علي الفاضلي؛ گردآوری: خليل القزويني
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8981
صفحه از 268
پرینت  ارسال به