۴۳۱.الكافي عن محمّد بن مسلم: أقرَأَني أبو جَعفَرٍ عليهالسلام صَحيفَةَ كِتابِ الفَرائِضِ الَّتي هِيَ إملاءُ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وخَطُّ عَلِيٍّ عليهالسلام بِيَدِهِ.۱
۴۳۲.بصائر الدرجات عن محمّد بن مسلم، قال: سَأَلتُهُ [أيِ الإِمامَ الباقِرَ عليهالسلام] عَن ميراثِ العِلمِ ما بَلَغَ۲ ؛ أجَوامِعُ هُوَ مِنَ العِلمِ أم فيهِ تَفسيرُ كُلِّ شَيءٍ مِن هذِهِ الاُمورِ الَّتي يَتَكَلَّمُ فيهَا النّاسُ مِنَ الطَّلاقِ وَالفَرائِضِ ؟ فَقالَ: إنَّ عَلِيّا عليهالسلام كَتَبَ العِلمَ كُلَّهُ القَضاءَ وَالفَرائِضَ، فَلَو ظَهَرَ أمرُنا فَلَم يَكُن شَيئا إلاّ وفيهِ سُنَّةٌ نُمضيها.۳
۴۳۳.الكافي عن زرارة: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليهالسلام عَنِ الجَدِّ، فَقالَ: ما أجِدُ أحَدا قالَ فيهِ إلاّ بِرَأيِهِ إلاّ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام، قُلتُ: أصلَحَكَ اللّهُ، فَما قالَ فيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام ؟ قالَ: إذا كانَ غدا فَالقَني حَتّى اُقرِئَكَهُ في كِتابٍ، قُلتُ: أصلَحَكَ اللّهُ، حَدِّثني فَإِنَّ حَديثَكَ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن تُقرِئَنيهِ في كِتابٍ، فَقالَ لِيَ الثّانِيَةَ: اِسمَع ما أقولُ لَكَ ؛ إذا كانَ غَدا فَالقَني حَتّى اُقرِئَكَهُ في كِتابٍ.
فَأَتَيتُهُ مِنَ الغَدِ بَعدَ الظُّهرِ، وكانَت ساعَتِيَ الَّتي كُنتُ أخلو بِهِ فيها بَينَ الظُّهرِ وَالعَصرِ، و كُنتُ أكرَهُ أن أسأَلَهُ إلاّ خالِيا خَشيَةَ أن يُفتِيَني مِن أجلِ مَن يَحضُرُهُ بِالتَّقِيَّةِ، فَلَمّا دَخَلتُ عَلَيهِ أقبَلَ عَلَى ابنِهِ جَعفَرٍ عليهالسلام فَقالَ لَهُ: أقرِئ زُرارَةَ صَحيفَةَ الفَرائِضِ، ثُمَّ قامَ لِيَنامَ، فَبَقيتُ أنَا وجَعفَرٌ عليهالسلام فِي البَيتِ، فَقامَ فَأَخرَجَ إلَيَّ صَحيفَةً مِثلَ فَخِذِ البَعيرِ، فَقالَ: لَستُ اُقرِئُكَها حَتّى تَجعَلَ لي عَلَيكَ اللّهَ أن لا تُحَدِّثَ بِما تَقرَأُ فيها أحَدا أبَدا حَتّى آذَنَ لَكَ، ولَم يَقُل: حَتّى يَأذَنَ لَكَ أبي، فَقُلتُ: أصلَحَكَ اللّهُ، ولِمَ تُضَيِّقُ عَلَيَّ ولَم يَأمُركَ أبوكَ بِذلِكَ ؟
فَقالَ لي: ما أنتَ بِناظِرٍ فيها إلاّ عَلى ما قُلتُ لَكَ، فَقُلتُ: فَذاكَ لَكَ.
وكُنتُ رَجُلاً عالِما بِالفَرائِضِ وَالوَصايا، بَصيرا بِها، حاسِبا لَها، ألبَثُ الزَّمانَ أطلُبُ شَيئا يُلقى عَلَيَّ مِنَ الفَرائِضِ وَالوَصايا لا أعلَمُهُ فَلا أقدِرُ عَلَيهِ، فَلَمّا ألقى إلَيَّ طَرَفَ الصَّحيفَةِ إذا كِتابٌ غَليظٌ يُعرَفُ أنَّهُ مِن كُتُبِ الأَوَّلينَ، فَنَظَرتُ فيها فَإِذا فيها خِلافُ ما بِأَيدِي النّاسِ مِنَ الصِّلَةِ وَ الأَمرِ بِالمَعروفِ الَّذي لَيسَ فيهِ اختِلافٌ، وإذا عامَّتُهُ كَذلِكَ، فَقَرَأتُهُ حَتّى أتَيتُ عَلى آخِرِهِ بِخُبثِ نَفسٍ وقِلَّةِ تَحَفُّظٍ وسَقامِ رَأيٍ وقُلتُ ـ وأنَا أقرَؤُهُ ـ: باطِلٌ، حَتّى أتَيتُ عَلى آخِرِهِ، ثُمَّ أدرَجتُها ودَفَعتُها إلَيهِ.
فَلَمّا أصبَحتُ لَقيتُ أبا جَعفَرٍ عليهالسلام فَقالَ لي: أقَرَأتَ صَحيفَةَ الفَرائِضِ ؟ فَقُلتُ: نَعَم، فَقالَ: كَيفَ رَأَيتَ ما قَرَأتَ ؟
قالَ: قُلتَ: باطِلٌ لَيسَ بِشَيءٍ، هُو خِلافُ مَا النّاسُ عَلَيهِ.
قالَ: فَإِنَّ الَّذي رَأَيتَ ـ وَ اللّهِ ـ يا زُرارَةُ ! هُوَ الحَقُّ، الَّذي رَأَيتَ إملاءُ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وخَطُّ عَلِيٍّ عليهالسلام بِيَدِهِ، فَأَتانِي الشَّيطانُ فَوَسوَسَ في صَدري، فَقالَ: وما يُدريهِ أنَّهُ إملاءُ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وخَطُّ عَلِيٍّ عليهالسلام بِيَدِهِ ؟
فَقالَ لي قَبلَ أن أنطِقَ: يا زُرارَةُ ! لا تَشُكَّنَّ، وَدَّ الشَّيطانُ ـ وَاللّهِ ـ إنَّكَ شَكَكتَ، وكَيفَ لا أدري أنَّهُ إملاءُ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله و خَطُّ عَلِيٍّ عليهالسلام بِيَدِهِ وقَد حَدَّثَني أبي عَن جَدّي أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام حَدَّثَهُ ذلِكَ ؟
قالَ: قُلتُ: لا، كَيفَ جَعَلَنِيَ اللّهُ فِداكَ ؟ ! ونَدِمتُ عَلى ما فاتَني مِنَ الكِتابِ، ولَو كُنتُ قَرَأتُهُ وأَنَا أعرِفُهُ لَرَجَوتُ أن لا يَفوتَني مِنهُ حَرفٌ.۴
1.. الكافي : ج ۷ ص ۹۳ ح ۱ ، تهذيب الأحكام : ج ۹ ص ۲۴۷ ح ۹۵۹ و ص ۲۷۰ ح ۹۸۲ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۲۶۳ ح ۵۶۱۴ ، بصائر الدرجات : ص ۱۴۴ ح ۹ عن أبي بصير نحوه ، وسائل الشيعة : ج ۱۷ ص ۴۲۳ ح ۳۲۵۰۳ .
2.. قوله: «ما بلغ» بدل من «ميراث العلم». أي ما بلغ منه إليكم أ جوامع أي ضوابط كليّة يستنبط منها خصوصيات الأحكام أو ورد في كلّ من تلك الخصوصيات نص مخصوص بحار الأنوار: ج ۲ ص ۱۶۹.
3.. بصائر الدرجات : ص ۱۶۴ ح ۱۰ و ص ۵۱۳ ح ۳۰ وليس فيه «القضاء» و ص ۱۴۳ ح ۷ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۱۶۹ ح ۲ .
4.. الكافي : ج ۷ ص ۹۴ ح ۳ ، تهذيب الأحكام : ج ۹ ص ۲۷۱ ح ۹۸۳ ، روضة المتّقين : ج ۱۱ ص ۲۳۵ .