راجع : ج ۱ ص ۱۴۴ (المحافظة على حدود الصلاة وأوقاتها) و ص ۲۴۰ (ما ينبغى في أداء الصلاة / أداء المكتوبات في أوّل الوقت) وص ۷۰۶ (تأخير الصلاة) .
۱۲ / ۲ - ۳
حالُهُ وَقتَ الصَّلاةِ
۹۴۶.تنبيهُ الغافِلين : عَن عَلِيِّ بن أبي طالِبٍ عليه السلام أنَّهُ كانَ إذا حَضَرَ وَقتُ الصَّلاةِ ارتَعَدَت فَرائِصُهُ ۱ ، وتَغَيَّرَ لَونُهُ ، فَسُئِلَ عَن ذلِكَ فَقالَ : جاءَ وَقتُ الأَمانَةِ الَّتي عَرَضَهَا اللَّهُ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ ، فَأَبَينَ أن يَحمِلنَها وأشفَقنَ مِنها ، وحَمَلَهَا الإِنسانُ ، فَلا أدري أاُحسِنُ أداءَ ما حَمَلتُ أم لا؟! ۲
۱۲ / ۲ - ۴
حُضورُ قَلبِهِ فِي الصَّلاةِ
۹۴۷.المناقب لابن شهرآشوب عن ابن عبّاس : اُهدِيَ إلى رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ناقَتانِ عَظيمَتانِ سَمينَتانِ ، فَقالَ لِلصَّحابَةِ : هَل فيكُم أحَدٌ يُصَلّي رَكعَتَينِ بِقِيامِهِما ورُكوعِهِما وسُجودِهِما ووُضوئِهِما وخُشوعِهِما ، لا يَهتَمُّ فيهِما مِن أمرِ الدُّنيا بِشَيءٍ ، ولا يُحَدِّثُ قَلبَهُ بِفِكرِ الدُّنيا ، أهدي إلَيهِ إحدى هاتَينِ النّاقَتَينِ؟ فَقالَها مَرَّةً ومَرَّتينِ وثَلاثَةً لَم يُجِبهُ أحَدٌ مِن أصحابِهِ .
فَقامَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : أنا يا رَسولَ اللَّهِ اُصَلّي رَكعَتَينِ ، اُكَبِّرُ تَكبيرَةَ الاُولى وإلى أن اُسَلِّمُ مِنهُما لا اُحَدِّثُ نَفسي بِشَيءٍ مِن أمرِ الدُّنيا .
فَقالَ : يا عَلِيُّ ، صَلِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيكَ .
فَكَبَّرَ أميرُ المُؤمِنينَ ودَخَلَ فِي الصَّلاةِ ، فَلَمّا سَلَّمَ مِنَ الرَّكعَتَينِ هَبَطَ جَبرَئيلَُعَلى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللَّهَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ : أعطِهِ إحدَى النّاقَتَينِ .
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ : إني شارَطتُهُ أن يُصَلِّيَ رَكعَتَينِ لا يُحَدِّثُ فيهِما بِشَيءٍ مِنَ الدُّنيا اُعطيهِ إحدَى النّاقَتَينِ إن صَلّاهُما ، وإنَّهُ جَلَسَ فِي التَّشَهُّدِ فَتَفَكَّرَ في نَفسِهِ أيَّهُما يَأخُذُ !
فَقالَ جَبرَئيلُ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللَّهَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ : تَفَكَّرَ أيَّهُما يَأخُذُها أسمَنَهُما وأعظَمَهُما فَيَنحَرَها ويَتَصَدَّقَ بِها لِوَجهِ اللَّهِ ، فَكان تَفَكُّرُهُ للَّهِِ عزّ وجلّ لا لِنَفسِهِ ولا لِلدُّنيا. فَبَكى رَسولُ اللَّهِ وأعطاهُ كِلتَيهِما . ۳
وأنزَلَ اللَّهُ فيهِ : (إِنَّ فِى ذَ لِكَ لَذِكْرَى) لَعِظَةٌ (لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ) عَقلٌ (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ) يَعني يَستَمِعُ أميرُ المُؤمِنينَ بِاُذُنَيهِ إلى مَن تَلاهُ بِلِسانِهِ مِن كَلامِ اللَّهِ (وَ هُوَ شَهِيدٌ)۴ يَعني وأميرُ المُؤمِنينَ شاهِدُ القَلبِ لِلَّهِ في صَلاتِهِ ، لا يَتَفَكَّرُ فيها بِشَيءٍ مِن أمرِ الدُّنيا . ۵
1.فرائص : جمع فريصة ؛ وهي عصب الرقبة وعروقها (النهاية : ج ۳ ص ۴۳۱ «فرص»).
2.تنبيه الغافلين : ص ۵۳۹ ح ۸۷۲، إحياء العلوم : ج ۱ ص ۲۲۹ وليس فيه ذيله، تفسير الآلوسي : ج ۲۲ ص ۹۷ كلاهما نحوه؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۲ ص ۱۲۴، مجمع البحرين : ج ۱ ص ۷۸، عوالي اللآلي : ج ۱ ص ۳۲۴ ح ۶۲ كلّها نحوه، بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۲۸۰.
3.في المصدر : «كليهما» ، والتصويب من بحار الأنوار .
4.ق : ۳۷ .
5.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۲ ص ۲۰، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۱۲ ح ۸، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۱۶۱ ح ۱۴۲؛ شواهد التنزيل : ج ۲ ص ۲۶۷ ح ۹۰۰ نحوه.