469
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

مفينٍ» بالفاء من الفينة، وهي الساعة بعد الساعة . ۱
ومن كان عليه دينٌ فيُحسن قضاءه فهو خيركم .
وروي أنّ رجلاً أتى رسول اللّه يتقاضاه بعيراً له عليه ، فقال عليه السلام : «أعطوهُ» ، ولم يكن عنده إلّا سنّ . ۲
أفضل خيار المؤمنين القانعون ، وشرارهم الطامعون . و«الخيار» و«الشرار» كلاهما جمع ، و«القانع» و«الطامع» يعني بهما الجنس ، فلذلك صحّ ، وقال تعالى : « مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَـمِرًا تَهْجُرُونَ » ۳ ، كقولك : جاء الحاجُّ ؛ يريد الحُجّاج .
ثمّ قال : اُمّتي خيار الناس ، وخيار اُمّتي علماؤهم ، وخيار علمائهم حُلماؤهم .
وقال عيسى عليه السلام : «ما خلق اللّه أحسن من عليم حليم» . ۴
و«أحدّاؤها» من الحدّة ، وهي ما يعتري الإنسان من الخفّة والبرق ، وإنّما كانوا خيار الاُمّة لأنّ سريع الغضب سريع الرضا .
وروي : «إذا غضبوا أسكنوا» ، وسكونهم قبول العذر سواء اعتذروا أو لم يعتذروا . وروي مرفوعاً : «من لم يقبل عذر من رآه مصلّياً خلفه ، فهو ملعون شرّ من إبليس وفرعون» . ۵
وقوله : «أفضل الصدقة اللِّسان» ، ۶ تقديره أفضل الصدقات صدقة اللِّسان ، وهي إغاثة المظلومين وإغاثة الملهوفين ، أو تقديره : أفضل الصدقات صدق اللِّسان ، وهو ذكر اللّه والثناء عليه ، فحذف المضاف واُقيم المضاف إليه مقامه .
وقيل : المراد باللِّسان ذكر اللّه ؛ لأنّه به ، وهو أفضل الصدقات .
وروي : «أفضل الصدقة كفّ اللِّسان» ، وإنّما قال «أفضل الصدقة» ولم يجمعها لأنّ

1.راجع: لسان العرب، ج ۱۳، ص ۳۲۹ (فين) .

2.صحيح البخاري، ج ۳، ص ۸۳؛ عمدة القاري، ج ۱۲، ص ۲۳۱ .

3.المؤمنون (۲۳) : ۶۷ .

4.لم نعثر عليه في موضع .

5.في بعض المصادر: «أفضل الصدقة صدقة اللِّسان». راجع: عدّة الداعي، ص ۶۲؛ عوالي اللئالي، ج ۱، ص ۳۷۶.


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
468

۸۰۱.أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْفِقْهُ ، وَأَفْضَلُ الدِّينِ الْوَرَعُ . ۱

۸۰۲.فَضْلُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنَ الْعِبَادَةِ . ۲

۸۰۳.مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ إِشْبَاعِ كَبِدٍ جَائِعٍ . ۳

وإنّما كان الإتمام أفضل من الابتداء بالمعروف لأنّه إذا لم يُبتدأ به لا ينتظره أحدٌ ، فإذا ابتُدئ أو وُعد ينتظر إتمامه .
ثمّ دعا على ۴ الاقتصار على سنّتهِ من غير إيراد بدعةٍ ؛ لأنّ العمل إذا صدر على ما أمرهُ اللّه به فقليله كثير ، وإذا وقع من المبتدع كثير ممّا جمعه برأيه فذلك معصية وإن كان حلّيتها باسم الطاعة ، ولا يدلّ قوله «خيرٌ من عملٍ كثير في بدعة» على أنّ في البدعة ثواباً وخيراً ، وإنّما هو مثل قوله تعالى : « أَصْحَـبُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلاً » ۵ ، وأصحاب النار لا خير في مقيلهم ومستقرّهم .
وقوله : «خياركم كلّ مفتَّن توّاب» ؛ معناه : خياركم ـ أيّها المؤمنون ـ كلّ من فتّنه وامتحنه الشيطان والشهوات بالذنوب ، ثمّ يتوب ، ثمّ يعود في الأحايين ثمّ يتوب ، وروي «مفتر» بالراء ؛ يعني : يقع به الفترة بين الذنب بالرجوع والندامة . وروي «كلّ

1.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۲۴۹، ح ۱۲۹۰؛ مجمع الزوائد، ج ۱، ص ۱۲۰؛ الجامع الصغير، ج ۱، ص ۶۲۶، ح ۴۰۶۸؛ كنزالعمّال، ج ۳، ص ۳۶، ح ۵۳۵۳؛ كشف الخفاء، ج ۱، ص ۳۹۲، ح ۱۲۴۹. الخصال للصدوق، ص ۳۰؛ وعنه في بحارالأنوار، ج ۱، ص ۱۶۷، ح ۱۱ .

2.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۲۴۹، ح ۱۲۹۲؛ المستدرك للحاكم، ج ۱، ص ۹۲؛ مجمع الزوائد، ج ۱، ص ۱۲۰؛ المصنّف، ج ۶، ص ۱۸۷، ح ۴؛ المعجم الكبير، ج ۱۱، ص ۳۲؛ الجامع الصغير، ج ۳، ص ۲۱۴، ح ۵۸۶۴. الخصال للصدوق، ص ۴، (وفيه «أحّب» بدل «أفضل»)؛ تحف العقول، ص ۴۱؛ بحارالأنوار، ج ۱، ص ۱۶۷، ح ۹ (وفيه عن الخصال) .

3.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۲۵۰، ح ۱۲۹۳؛ كتاب المجروحين، ج ۱، ص ۳۱۲؛ الكامل لابن عدي، ج ۳، ص ۲۴۰؛ كنزالعمّال، ص ۴۲۳، ح ۱۶۳۷۰؛ كشف الخفاء، ج ۲، ص ۱۹۰، ح ۲۲۲۷؛ لسان الميزان، ج ۲، ص ۴۷۲، ح ۱۹۰۱ .

4.كذا، والمناسب: «إلى».

5.الفرقان (۲۵) : ۲۴ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    قطب الدین ابی الحسین سعید بن هبة الله راوندی، تحقيق: مهدی سليمانی آشتيانی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5332
صفحه از 627
پرینت  ارسال به