ثمّ قال : [ليست] كثرة المال بغنىً ، وإنّما الغنى هو القناعة وهي غنى النفس .
وروي أنّ رسول اللّه مرَّ بقومٍ يتصارعون ، فقال : «ما هذا؟» فقال : يُعلَم أيّنا أقوى . فقال عليه السلام : «ليس الشديد ـ أي القويّ ـ من يصرع الناس ، إنّما القويّ من لا يغلبُه الغضب» ۱
، و«الصُّرَعَة» : الذي يَصْرَعُ الناس كالضُّحَكة والهُمَزة ، والهاء في الفُعَلة للمبالغة في الصفة .
ثمّ قال : لا شيء أفضل من الدُّعاء ، وهو أفضل من السكوت ، ولا شيء يكون عقوبته أسرع من بَغي ، وهو الأخذ بالظلم من غير شفقةٍ ، وقيل : أن يتطاول بالظلم وقت الظَّفَر . و«البغي» : تجاوز الحدّ .
ثمّ قال : ليس فرسٌ خيراً من ألف فرسٍ ، ولا بعيرٌ خيراً من ألف بعيرٍ ، ولا حيوانٌ [خيرا] من ألف حيوانٍ من جنسه إلّا المؤمن ؛ فإنّه يكون واحدٌ من المؤمنين خيراً من ألف مؤمنٍ ، وهذا التفاوت لا يكون في جنسٍ آخر ولا يحصل . و«شيء» نكرة ۲ وإنّما جاز كونه اسم «ليس» في الأخبار الثلاثة لشياعه ، وكلّ ما قدّرته فهو المراد .
وهذا آخر المواضع التي يقوم النكرة مقام المعرفة فيها .
ومعنى الخبر الأخير في تمامه : «وما بقي فهو مال الوارث» ؛ يعني : نصيبك من جملة مالك ما أكلتَ ولبستَ أو تصدّقتَ ، وما سوى ذلك فلوارثك .