425
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا » ۱ الآية ، وخصوصيّة العالِم لأنّه يبصر فتنة الجهل وعليه ۲ الضلالة ينجو منها لبصيرته ، والجاهلُ يَخفى عليه ذلك فيهلك .
وقيل : إنّ الأموال والأولاد لَيستأصل أكثر العباد إلّا مَن أيّده اللّه بالعلم ، والمال والنعمة فتنة عظيمة ، ولذلك تجنّب كثير من العلماء من أعمال الظَّلمة ولم يخلطوا منهم .
ثمّ دعا اُمّته إلى الاستعاذة من الإصابة بالعين ؛ فإنّ تأثيرها في النفوس وإصابتها في الآدمي والحيوان هو أن يغيّر اللّه تعالى المستحسن من الأشياء عن حاله ؛ اعتباراً للناظر ، وإعلاماً أنّ نعيم الدُّنيا لا يدوم ، وإلّا فالعين لا تفعل شيئاً بمن استعاذ باللّه ، فلا يغيّر تعالى نعمته .

۶۸۳.إِنَّ الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَا يَنْظُرُ اللّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ۳

۶۸۴.إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأمْرِ كُلِّهِ . ۴

۶۸۵.إِنَّ اللّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ . ۵

۶۸۶.إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُلِحِّينَ فِي الدُّعَاءِ . ۶

1.الفرقان (۲۵) : ۶۳ .

2.أي : بناء الضلالة على الجهل .

3.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۱۴۱ و ۱۴۲، ح ۱۰۶۱ و ۱۰۶۲؛ مسند أبي يعلى، ج ۱۰، ص ۸۶ ، ح ۵۷۲۲؛ الإستذكار، ج ۸ ، ص ۳۰۹، ح ۱۶۹۳؛ التمهيد، ج ۱۷، ص ۱۱۷؛ تاريخ مدينة دمشق، ج ۱۸، ص ۲۵۹ .

4.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۱۴۲ و ۱۴۳، ح ۱۰۶۳ - ۱۰۶۶؛ مسند أحمد، ج ۶، ص ۲۷ و ۸۵ و ۱۹۹؛ سنن الدارمي، ج ۲، ص ۳۲۳؛ صحيح البخاري، ج ۷، ص ۸۰ و ۱۳۳ و ۱۶۵؛ و ج ۸ ، ص ۵۱؛ صحيح مسلم، ج ۷، ص ۴؛ سنن إبن ماجة، ج ۲، ص ۱۲۱۶؛ سنن الترمذي، ج ۴، ص ۱۶۲، ح ۲۸۴۴. الانتصار، ص ۴۸۲ .

5.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۱۴۳، ح ۱۰۶۷ و ۱۰۶۸؛ مسند أحمد، ج ۱، ص ۳۹۹، و ج ۴، ص ۱۳۳ و ۱۵۱؛ صحيح مسلم، ج ۱، ص ۶۵؛ المستدرك للحاكم، ج ۱، ص ۲۶. الكافي، ج ۶، ص ۴۳۸، ح ۱؛ دعائم الاسلام، ج ۲، ص ۱۵۵؛ الخصال، ص ۶۱۳، ح ۱۰؛ مكارم الأخلاق، ص ۱۰۳ (وفي الأربعة الأخيرة عن الإمام علي عليه السلام ) .

6.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۱۴۵، ح ۱۰۶۹ و ۱۰۷۰؛ فتح الباري، ج ۱۱، ص ۸۰؛ كتاب الدعاء للطبراني، ص ۲۸، ح ۲۰؛ الجامع الصغير، ج ۱، ص ۲۸۶، ح ۱۸۷۶. الدعوات للراوندي، ص ۲۰، ح ۱۵؛ عوالي اللئالي ، ج ۲، ص ۲۲۳، ح ۳۵؛ بحارالأنوار، ج ۹۰، ص ۳۰۰، ح ۳۷ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
424

حذّر أوّلاً عن الركون إلى الدُّنيا تنبيهاً ، فكلّ ما يُنفقه المؤمن له فيه أجر ، إلّا ما يَبني به القصور ومواضع اللهو .
ثمّ خوّف اُمّته عن فعل الحسد وطاعته والأخذ بتسويله الباطل ؛ لكي يردع المرء عن محائل الحسد ، وإلّا فهو لا يفسد على نفسه ما اكتسب من الحسنات ، وكلّ ذلك مجاز، كما أنّ الأكل منه مجازٌ ، والحسد مأخوذ من قولهم حسد الأطوص ۱ وجه الأرض إذا قَشَرَه ، فكان الحاسد يَقشِر أو يشتري زوال ما عندك . وقوله : «ليأكل» لِيُبْطِل .
ثمّ نهى عن الغيبة والنميمة والكذب وغير ذلك من أكل الحرام .
ونهى عن المباشرة بالفرج حراماً وسفاحاً ، وبيّن أنّ هذين أعظم عقوبةً من الذنوب الاُخرى . ۲
ثمّ جعل الإسلام غريباً في أوّل أمره تشبيهاً بالرجل الغريب الذي قلَّ نصّاره وبعُدت دياره ؛ لأنّ الإسلام كان على هذه الصفة في أوّل ظهوره ، ثمّ استقرّ قواعده ، ويعود إلى مثل الحال الاُولى في قلّة العاملين بشرائعه فينمحي آياته ؛ فيبيِّن أنّ الإسلام حين بدأ كان قليلاً وهو في آخر الزمان قليلٌ .
وقيل : معناه أنّ الدِّين لم يُرغب فيه أوّلاً ، ثمّ بدأ وظهر وعلا على الأديان كلّها ، ثمّ لا يزال يَنقص حتّى يكون غريباً لا يرغب فيه ولا يجتمع عليه ، كذلك المؤمن في آخر الزمان .
ثمّ قال : الفتنة كائنة لا محالة ، فيقلع العباد من اُصولهم ومواضعهم ، ويبير بهم في الآفاق ، وينجو العالم بإخلاصه من تلك الفتن . وإنّما خصّ العباد دون الناس لأنّ أكثر الفتن تصيب من كان عابداً مطيعاً للّه ؛ قال تعالى : « وَ عِبَادُ الرَّحْمَـنِ الَّذِينَ

1.هذه الكلمة غير واضحة، وقد تقرأ كما في المتن، وقد تقرأ: «الأطوس» وغيرهما.

2.في المخطوطة: «الآخرة»، والظاهر أنّه تصحيف في الكتابة .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    قطب الدین ابی الحسین سعید بن هبة الله راوندی، تحقيق: مهدی سليمانی آشتيانی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6030
صفحه از 627
پرینت  ارسال به