397
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

بظِلْف ۱ محترق» . ۲
وبيان الخبر الذي في النهي عن الغيبة في تمامه وهو ما روي أنّه عليه السلام كان على المنبر ، فنادى بأعلى صوته : «يا معشر مَن قد أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه ! لا تؤذوا المسلمين ، ولا تعيّروهم ولا تتبّعوا عوراتهم ؛ فإنّه مَن تتبّع عورة أخيه المسلم تتبّع اللّه عوراته ، ومن يتّبع اللّه عورته يَفضَحه ولو في جوف رحله» . ۳
ثمّ قال : لا تهتك على أحدٍ من المسلمين ستره الذي أخفاه عن الناس حذاراً من هتك سترك .
وروي أنّه عليه السلام ناجى اللّهَ به في شأن [رجلٍ يقال له] حرملة، وقال : «اللّهمَّ اجعل له لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً ، ولا تخرقنّ على أحد ستراً» . ۴
وبيان الخبر الأخير في تمامه : «ولو بشسع النعل ، ولو أن تعطي الحبل ، ولو أن تؤنس الوحشان» ، ۵ وهو أن تلقاه بما يؤنسه من القول الجميل ، والباء متعلّقة بفعل يدلّ عليه المعروف ؛ لأنّه في معنى الصدقة كأنّه قال : «ولو تصدّقت بشسعٍ» ، فنهى عليه السلام عن استحقارك ۶ المعروف معطياً ومُعطىً .

۶۰۸.لَا تُوَاعِدْ أَخَاكَ مَوْعِداً فَتُخْلِفَهُ . ۷

۶۰۹.لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ . ۸

1.الظَّلْف والظِّلْف : ظُفر كل ما اجترّ ، وهو ظلف البقرة والشاة والظبي وما أشبهها ، والجمع : أظلاف . «لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۲۹ (ظلف)» .

2.الكافي ، ج ۴ ، ص ۱۵ ، ح ۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۷۰ ؛ مسند إبن المبارك ، ص ۱۸۶ ، ح ۲۹۶ .

3.سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۵۵ ؛ تفسير إبن كثير ، ج ۴ ، ص ۲۲۹ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۵۸۶ ، ح ۸۰۲۲ .

4.مجمع الزوائد ، ج ۹ ، ص ۴۰۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶۷ ، ص ۲۳ ؛ تفسير إبن كثير ، ج ۲ ، ص ۳۹۹ .

5.الوَحْشان : المغتمّ . «لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۶۸ (وحش)» .

6.في المخطوطة : «استجبارك» بدون أيّة نقطة .

7.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۵ ، ح ۹۳۶ ؛ سبل السلام ، ج ۴ ، ص ۲۹۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۹ ، ص ۲۴۸ . وراجع : جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱۳ ، ص ۵۸۴ .

8.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۶ ، ح ۹۳۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۰۱ و ۱۰۴ و ۱۹۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۶۴ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۲۵ ، ح ۴۲۶۵ . تفسير مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۳۰۹ ؛ تذكرة الفقهاء ، ج ۱ ، ص ۳۳۶ ؛ منتهى المطلب ، ج ۱ ، ص ۴۲۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲ ، ص ۴۴۹ ، ح ۲۶۱۷ ؛ بحارالأنوار ، ج ۷۹ ، ص ۱۷۶ ، ح ۱۶ (وفي الأخيرين عن منتهى المطلب) .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
396

يستريح إليه المُتعب ۱ ويلتجئ إليه المظلوم كمن كان في الشمس فرأى ظلّاً والتجأ إليه فاستراح . ۲
ثمّ نهى عن سبّ الموتى وإن كانوا ظَلَمةً ؛ فهم في موضع الترحُّم والشفقة والدُّعاء ، فربّما يذوق بعضُهم العذاب الأليم ، ولا ينفع في الذين سبّهم غير الأذى في قلوب السامعين . وقيل : إنّه ورد بسبب عكرمة بن أبي جهلٍ .
وقوله : «لا تمسح يدك بثوب من لا تكسوه» له معانٍ :
أحدها : أنّه أراد : لا تستخدم من لم تنعم عليه ، ولا تبتذل ثوب من لم تكسُه بمسح اليد .
والثاني : لا تثق بمن لا تجرّبه .
والثالث : لا تجعل انبساطك عريضاً طويلاً مع من لم يَسبق منك إحسان إليه بنوع من الأنواع .
والرابع : حذّر به عن الطمع .
والخامس : لا تستبدل ۳ أحداً من المؤمنين وإن كان فقيراً ؛ فإنّ اللّه يطعمه ويكسوه ولستَ تكسوه .
ثمّ قال : إن علمت أنّ عرض من أهدى إليك شيئاً هو عمارة الاُخوّة في الدِّين والمودّة فالأولى قبولها ، وإن كان رياءً وسمعةً فالأولى ردّه ، إلّا أن يكون في الردّ اكتساب عداوة ، وتحمُّلُ المنّة أولى من اكتساب الحقد .
ثمّ نهى عن ردّ السائل وحرمانه وإن كان بشيء تافه ۴ ؛ لأنّه ربما كان مضطرّاً إليه ، فيعظم موقعهُ مع خفّة ۵ مؤونته ؛ وشِقُّ الشيء نصفه . وروي : «ولو

1.في المخطوطة : + «إليه» .

2.في المخطوطة : «استراح» .

3.في المخطوطة : «لا يستبدل» .

4.التافه : الحقير اليسير ، وقيل : الخسيس القليل . «لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۸۰ (تفه)» .

5.في المخطوطة : «حقه» ، والظاهر أنه تصحيف من الكاتب .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    قطب الدین ابی الحسین سعید بن هبة الله راوندی، تحقيق: مهدی سليمانی آشتيانی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5942
صفحه از 627
پرینت  ارسال به