387
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

ثمّ جعل استكمال خصال كلّ عبدٍ في ثلاثة أشياء :
الأوّل : النفقة من «الإقتار» ، وهو القلّة وضيق العيش ؛ يعني : لا يَترك الواجب عليه من النفقة على المستحقّين مع سوء الحال .
والثاني : الإنصاف ، وهو أن يُنصف قولاً وفعلاً ؛ سواء كان له أو عليه .
والثالث : نشر السلام على من عرف وعلى من لم يعرف من المسلمين .
ويجوز أن يريد به كلمة «السلام عليكم» التي هي تحيّة الإسلام ، ويجوز أن يعني به السلامة .
ثمّ جعل في خبر آخر حقيقة استكمال حقيقة الإيمان للعبد خَزْن اللِّسان وحفظه وإمساكه عمّا نُهي عنه واُوعد عليه وجعل الفمّ للِّسان خزانة ؛ لأنّ اللّه خلقه وراء حجابين لحفظ ۱
المرء جدّاً واجتهاداً إلّا من ذكر اللّه أو ممّا لابدّ له من قضاء الحوائج ؛ وإنّما يَرحم اللّه الرحيم على عباده .

۵۸۵.لَا يَشْبَعُ الْمُؤْمِنُ دُونَ جَارِهِ . ۲

۵۸۶.لَا يَشْبَعُ عَالِمٌ مِنْ عِلْمٍ حَتّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةَ . ۳

۵۸۷.لَا يَزْدَادُ الْأمْرُ إِلَا شِدَّةً ، وَلَا الدُّنْيَا إِلَا إِدْبَاراً ، وَلَا النّاسُ إِلَا شُحّاً ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَا عَلى شِرارِ النَّاسِ ، وَلَا مَهْدِيٌّ إِلَا عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ . ۴

۵۸۸.لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ إِلَا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ . ۵

1.في المخطوطة : «للحفظة» ، والظاهر أنّه تصحيف .

2.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۷ ، ح ۸۹۵ و ۸۹۶ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۶۷ ؛ علل الدارقطني ، ج ۲ ، ص ۱۳۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۵ ، ص ۲۸۰ ؛ كنزالعمّال ، ج ۵ ، ص ۷۶۹ ، ح ۱۴۳۳۱ .

3.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۸ ، ح ۸۹۷ ؛ تذكرة الموضوعات ، ص ۲۱ ، كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ ، ح ۳۰۹ .

4.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۸ ـ ۷۱ ، ح ۸۹۸ ـ ۹۰۲ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۴۱ ، ح ۴۰۳۹ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۴۴۰ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۷ ، ص ۲۸۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۸ ، ص ۱۸۲ ؛ و ج ۱۹ ، ص ۳۵۷ .

5.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۱ ، ح ۹۰۳ ؛ صحيح إبن حبّان ، ج ۱۳ ، ص ۲۸۲ ؛ فتح الباري ، ج ۱۳ ، ص ۱۳ ؛ عمدة القاري ، ج ۲۴ ، ص ۱۸۴ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۸ ، ص ۱۶۹ ؛ البداية والنهاية ، ج ۹ ، ص ۱۵۵ ؛ فيض القدير ، ج ۲ ، ص ۵۶۴ ، ح ۲۲۵۷ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ ، ح ۱۹۷۹ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
386

ويجوز أن يكون معناه: لن يهلكوا حتّى يُعذروا أنفسهم بذنوبهم، و«مِن» للتبعيض؛ أي: يعذرون بعض جنايات أنفسهم ، وإمّا زيادة ، وما حسن أن يعذر المرء نفسه.
وروي بضمّ الياء وكسر الذال ، و «أعذر» : اجتهد في العذر ، وقرئ : « وَجَآءَ الْمُعَذِّرُونَ » أي الذين يجتهدون في العذر ويبالغون به ؛ أي : لا يهلكون حتى يعذروا من أنفسهم لاستيجابهم العقوبة ، ونحو ۱ قوله تعالى : « وَ مَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا » ۲ .
وجعل عليه السلام في الخبر الثاني شرائط استقامة أسباب وأحوال إيمان كلّ عبدٍ باستقامة قلبه وسكونه وطمأنينته بالرِّضا على ما يَجري عليه من الأحكام والقضايا ، وجَعَلَ استقامة القلب باستقامة اللِّسان وقلّة خوضه فيما لا يعنيه ، و«الاستقامة» درجة بها كمال الاُمور وتمامها ، وبوجودها حصول الخيرات ونظامها ، ومن لم يكن مستقيماً في سكون قلبه مع الإيمان لم يعدّ عمله عملاً يرجع إلى الاحماد ۳ والرضا .
وبيان ذلك فيما قال عليه السلام في خبر آخر : «إذا أصبح ابن آدم أصبحَت الأعضاء كلّها تقول للِّسان : اتّق اللّه فينا ؛ فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا» . ۴
ثمّ قال : لا ينال عبدٌ الدرجة العظمى من درجات الإيمان حتّى أتى بهذه الخصلة الحميدة ، وهي أن يحبّ لأخيه المؤمن ما يحبّ لنفسه من كلّ خيرٍ .
ثمّ قال : و لا يَصِلُ عبد حقيقة التصدّق ۵ حتى يتحقّق أنّ ما أصابه من الصحّة والمرض والفقر والغنى والحياة والموت كلّه من اللّه لا يدافعه أحدٌ ، لا أنّ الكافر لا يمكنه أن يؤمن ولا العاصي أن يطيع ؛ فإنّه تعالى يقول : « وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْاءِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ » ۶ .

1.في المخطوطة : + «إلّا» .

2.الإسراء (۱۷) : ۱۵ .

3.كذا يقرأ في المخطوطة .

4.التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۱ ، ص ۴۰ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۶ .

5.كذا في المخطوطة ، والظاهر أنّ الشارح أراد : «التصديق» .

6.الذاريات (۵۱) : ۵۶ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    قطب الدین ابی الحسین سعید بن هبة الله راوندی، تحقيق: مهدی سليمانی آشتيانی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6024
صفحه از 627
پرینت  ارسال به