۵۵۲.لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ ، وَلَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ ، وَلَا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ ، وَلَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ ، وَلَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ ، وَلَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ ، وَلَا وَرَعَ كَالْكَفِّ عَنْ مَحَارِمِ اللّهِ ، وَلَا عِبادَةَ كَالتَّفَكُّرِ ، وَلَا إِيمَانَ كَالْحَيَاءِ وَالصَّبْرِ . ۱
۵۵۳.لَا يُتْمَ بَعْدَ حُلُمٍ . ۲
يقول أوّلاً : لا ينبغي لأحدٍ إذ انكبَّ مِن وجهٍ أن يعود لمثله ؛ أي : إنّه إذا أصابه ضرر أو مضرّة في أمرٍ من الاُمور في دينه أو دنياه لم يرجع إلى مثله ، وروي : «لا يُلسَع» .
وقيل : هذا كناية عمّا يؤثمه ؛ يعني : إنّ الشرع يمنع المؤمن من الإصرار ، فلا يأتي ما يستوجب به تضاعف العقوبة .
وسبب الخبر أنّ أبا غرّة الشاعر أسَرَه رسول اللّه يوم بدر ، ثمّ منَّ عليه ، وأتاه يوم اُحد فأسره ، فقال عليّ عليه السلام هذا القول ۳ ؛ أي : لو كنتَ مؤمناً لم تُعاود لقتالنا . وقيل : ليس لرجلٍ لُدغ من جُحرٍ مرّتين عذر .
ومعنى الخبر الثاني : أنّ اللّه أمر بشكر النعمة فقال : « اشْكُرْ لِى وَ لِوَ لِدَيْكَ » ۴ ، وشكر المُنعم من قضايا العقول ، فمن لم يشكر الناس في نعمهم إليه فقد ترك أمر اللّه في القليل ، فكيف في الكثير ، ومَن ترك أمر اللّه فما شكره .
وقيل : من تناسى نعمة آدمي ولم يشكره عليها فلم يشكر اللّه ؛ لأنّ الشكر وجب
1.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۸ و ۳۹ ، ح ۸۳۶ ـ ۸۳۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۸۳ ؛ العجم الكبير ، ج ۳ ، ص ۶۹ ، ح ۲۶۸۸ ؛ تخريج الأحاديث والآثار ، ج ۱ ، ص ۲۶۳ . الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۵ ، ح ۲۵ (وفيه إلى قوله: «من العقل») ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۱۷ ، ح ۴۷ ؛ التوحيد ، ص ۳۷۶ ، ح ۲۰ ؛ تحف العقول ، ص ۶ (وفي الكلِّ مع إختلافٍ يسير) .
2.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۹ ، ح ۸۳۹ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۲۲۶ ؛ المصنّف ، ج ۷ ، ص ۴۶۴ ، ح ۱۳۸۹۹ ؛ و ج ۸ ، ص ۴۶۵ ، ح ۱۵۹۱۹ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۳۳۷ ؛ و ج ۷ ، ص ۲۲۲ ؛ المعجم الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۸ . النوادر للراوندي ، ص ۲۲۳ .
3.راجع : شرح مسلم ، ج ۱۸ ، ص ۱۲۵ ؛ عون المعبود ، ج ۱۳ ، ص ۱۴۵ .
4.لقمان (۳۱) : ۱۴ .