حدّ الشرع ، والثانية : آفة الفقر فإنّها تُنسي الأوامر اللازمة لشدّته ، والثالثة : فساد المرض الذي يُقعِد المرءَ عن القيام بحقوق الواجبات ، والرابعة : ضعف الهرم الذي يفنّد العقل أي يزيله بحيث يُخرِج صاحبه عن درجة التمييز ، والخامسة : عجلة الموت الذي يجهز ويهيّئ للغمرات والشدائد . وتمام الحديث : «[أو الدجّال فشرّ غائبٍ ينتظر أو] ۱ الساعة موعدهم ، والساعة أدهى وأمرّ» .
و«الفَنَد» في الأصل : الكذب ، ثمّ قالوا للشيخ إذا أنكر عقله من الهَرم : قد أفند ؛ لأنّه يتكلّم بالمحرَّف من الكلام عن سنن الصحّة ، فسنّه بالكاذب في تحريفه ، و«الهَرَم المفند» من أخوات قولهم : نهاره صائم ، جَعَلَ الفند إلى الهرم وهو للهرم ، ويُقال أيضاً : أفنده الهرم . وفي كتاب العين : «شيخ مفنَّد» يعني منسوب إلى الفند . ۲
وأجهزتُ على الجريح ؛ إذا أسرعتَ قتله . نبّه على [أنّ] الإنسان إذا سلم من آفات الغنى والفقر والمرض والهرم ، فلابدّ من أن يذوق الموت .
ثمّ سَلّى عليه السلام المُصاب والمُبتلى بأنّ اللّه يكفّر عن سيّئات من ابتلى بأحد هذه الأشياء ، ويجعلها كفّارةً لذنوبه وخطاياه . والوَصَبُ : داءُ القلب ، والنَّصَب : تعبُ البدن ، والسقم : المرض ، و«الأذى» : ما يضنى ۳ به الإنسان من كلّ شيء ، والحزن : غمّ الظاهر والباطن ، والهمّ : غمّ الباطن من غير أن يطّلع عليه أحدٌ ، ويَهُمُّه يُذيبه ۴ ، ويُهِمُّه يَحزنه ؛ يُقال : هَمُّك ما أهمّك .
ومفهوم الخبر الأخير نهي عن السؤال ، ومعناه : أنّ مَن يسأل الناس أموالهم تكثّراً
1.في المخطوطة : «إنّ» بدل ما بين المعقوفتين الذي أضفناه من المصادر .
2.العين ، ج ۸ ، ص ۴۹ (فند) .
3.ضَنيَ الرجل ـ بالكسر ـ يَضني ضَنىً شديدا ؛ إذا كان به مرض مخامر ، ظُنَّ أنّه قد بَرَأ نُكِسَ . وأضناه المرض ؛ أي أثقله . أضنى أي أصابه الضَّنى ، وهو شدة المرض ، حتّى نَحَلَ جسمُه . «لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۸۶ (ضنو)» .
4.في المخطوطة : «يذنبه» .
هَمَّه السقمُ يَهُمّه هَمّا أذابه وأذهب لحمَه . «لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۲۰ (همم)» .