249
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

تفكّر المُؤُن ؛ لأنّ كافيها مع التفكّر وغيره هو اللّه تعالى و [هو] أرضى الخلق عنه ، و«المحبّة» : ميلك إلى الشيء بكلّيّتك ، و«ربقة الإسلام» : عقدة الإسلام ، و«الرِّبْق» : الخَيط الذي يُشدّ بها الدابّة ، فإذا خُلعت لا يؤمن عليها الضياع .
وروي : «مَن فارق الجماعة قَيد شبر» ۱ ، و«القيد» : المقدار ، والمعنى : من خرج من بين جماعة الحقّ وفارقهم في الأمر الذي أجمعوا عليه فقد هلَكَ وضلَّ ، وتمام الحديث : «إلّا أن يراجع» ، وهذا دليل على أنّ من رجع من حال البدعة . ۲
ثمّ قال : من فارق الجماعة ، وطاعن في طاعة الإمام العادل ، ونظر إليه وإلى إمارته التي هي من قبل اللّه بعين الحقارة ، ولا يراها أمراً يوجب المتابعة أو مطابقاً للحقّ ، لقي اللّه يوم القيامة ولا قدر له ولا منزلة . ومعنى «لقي اللّه » أي عاين موضع حُكمه وعدله في عرصات الحشر .
وقيل في معنى «لا وجه له» : أي لا ثواب له ولا عذر له ولا مقدار .
وروي : ميتة الجاهليّة الضالّة عن الحقّ والصدق ۳ ، ويُقال : «جاهلية جهلاء» على المبالغة.
ثمّ قال : مَن جذَبَ يده من طاعة الإمام العادل بعد المبايعة له ، وانتهى عن طاعته الواجبة ، لا حجّة له يوم القيامة ؛ فإنّه اختار فساده على صلاحه . ومَن فرح بسكون الجنّة ، وأراد أن يسكنها ، لزم جماعة الحقّ .
وبيانه في تمامه وهو : «فإنّ الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد» .
و«البحبوحة» : الوسط ، وأراد بذلك تفضيل الموضع وشرفه على غيره من الأمكنة .

1.عوالي اللئالي ، ج ۱ ، ص ۲۸۱ ، ح ۱۲۰ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۲۶ ، ح ۳۰۲۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۱۷ .

2.كذا في المخطوطة ، والظاهر أنّ العبارة فيها سقط .

3.لم نعثر على الخبر في موضع .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
248

۳۱۸.مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ وَاسْتَذَلَّ الإمَارَةَ لَقِيَ اللّهَ وَلَا وَجْهَ لَهُ عِنْدَهُ . ۱

۳۱۹.مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةٍ . ۲
[و] مَنْ نَزَعَ يَدَهُ مِنَ الطَّاعَةِ لَمْ يَكُنْ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ حُجَّةٌ . ۳

۳۲۰.مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْكُنَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الجَمَاعَةَ . ۴

يقول : مَن جمع مالاً كثيراً من الحرام عرّض اللّه جميعه للهلاك . «النهاوش» : الحرام ۵ ، ورُوي بالميم وهو الاختلاط ، ورَوى بالتاء «تهاوُش» وضمّ الواو ابنُ دريد ، وذكر أنّه مصدر يُقال : «قومٌ متهاوشون» أي مختلطون ؛ أي : يكسب من هاهنا وهاهنا ولا يُبالي من أين يأخذه ، وأصله ما اُصيب من غير حلّه ، و«النهابر» : المهالك . وقيل : مَن أصاب أموالاً مختلطةً من الحلال والحرام ـ إمّا إرثاً وإمّا كسباً ـ خذله اللّه حتّى ينفقه في مذاهب سوء وعلى غير طريق الحقّ ، و«النهابر» : الحفائر ۶ . وهذا إشارة إلى أنّه يُكرَه متابعةُ ومشاراة مَن أكثر ماله من التخاليط .
ثمّ قال : من اختار محبّة اللّه ورضاه على رضاء الخلق أذهب اللّه عن خاطره

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۷۶ ، ح ۴۴۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۸۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۱۹ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱ ، ص ۲۰۸ ، ح ۱۰۴۱ . الغدير ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۳ .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۷۷ ، ح ۴۵۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۳۳ و ۳۰۶ ؛ و ج ۳ ، ص ۴۴۵ ؛ صحيح البخاري ، ج ۸ ، ص ۸۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۲۱ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۱۹ . كتاب الأربعين للقمّي ، ص ۱۵۹ ؛ بحارالأنوار ، ج ۲۹ ، ص ۲۳۱ (مع اختلاف يسير في كلّ المصادر) .

3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۷۷ ، ح ۴۵۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۹۳ .

4.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۷۷ ، ح ۴۵۱ و ۴۵۲ ؛ كتاب المسند للشافعي ، ص ۲۴۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۱۱۴ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۸ ، ص ۱۴۳ ؛ غريب الحديث لابن سلام ، ج ۲ ، ص ۲۰۵ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ص ۷۳ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱ ، ص ۲۰۷ ، ح ۱۰۳۳ .

5.اُنظر : العين ، ج ۴ ، ص ۶۸ ؛ لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۶۶ (هوش) .

6.اُنظر : العين ، ج ۴ ، ص ۱۲۸ ؛ لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۳۹ (نهبر) .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    قطب الدین ابی الحسین سعید بن هبة الله راوندی، تحقيق: مهدی سليمانی آشتيانی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6133
صفحه از 627
پرینت  ارسال به