237
ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار

طلبه الموعودة في عاجله وآجله .
وروي : «من لم ينفعه فقهه ، ضرّه جهله» ۱
؛ ومعناه على العموم الذي قدّمناه : أنّ من لم يعمل بعلمه ولم يعلِّمه غيرَه ، صار علمه نسياً منسيّاً ، ويعود جاهلاً بعد كونه عالماً فيضرّه جهله ، والجهل على الأحوال مضرّ .
وقيل : معناه : مَن لم يتعلّم العلم ليصل إليه خيره ، أو يَعلم ولم ينتفع به . وهو إذا علم ولم يعمل به ، يُصبه لا محالة ضرر الجهل وخذلانه وعدم الانتفاع به . وقيل : إنّ لكلّ إنسانٍ علماً وجهلاً ، فإذا لم ينفعه ذلك يضرّه هذا .

۲۸۹.مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ . ۲

۲۹۰.مَنْ جُعِلَ قَاضِياً فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ . ۳

۲۹۱.مَنْ حَمَلَ سَلْعَتَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الكِبْرِ . ۴

۲۹۲.مَنْ يُشَادَّ هذَا الدِّينِ يَغْلِبْهُ . ۵

1.مسند الشاميّين ، ج ۲ ، ص ۲۸۲ ، ح ۱۳۴۵ ؛ جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البرّ ، ج ۱ ، ص ۴۲ .

2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ و ۲۴۶ ، ح ۳۹۳ و ۳۹۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۵۲ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۹۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۷۱ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۱ ، ص ۸۲ ، ح ۲۲۵ . المجازات النبويّة ، ص ۴۰۱ ، ح ۳۱۷ ؛ عيون الحكم ، ص ۴۵۴ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۳ ، ص ۳۶۳ ، ح ۳۷۸۸ .

3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۶ و ۲۴۷ ، ح ۳۹۵ و ۳۹۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۳۰ و ۳۶۵ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۷۷۴ ، ح ۲۳۰۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۵۸ ، ح ۳۵۷۱ ؛ سنن الترمذي، ج ۲ ، ص ۳۹۳ ، ح ۱۳۴۰ . المقنعة ، ص ۷۲۱ ؛ المبسوط للطوسي ، ج ۸ ، ص ۸۲ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۲ ، ص ۳۴۲ ، ح ۳ ؛ و ج ۳ . ص ۵۱۶ ، ح ۶ و ۸ . وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۱۹ ، ح ۳۳۰۹۷ .

4.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۷ ، ح ۳۹۷ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۱ ، ص ۱۶۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۹۷ ، ح ۸۶۵۰ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۵۲۶ ، ح ۷۷۳۷ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۴۹ ، ح ۲۴۷۷ . أعلام الدين ، ص ۲۰۳ .

5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۷ ، ح ۳۹۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۵۰ و ۳۶۱ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۱۵ ؛ السنن الكبرى ، ج ۳ ، ص ۱۸ ؛ صحيح إبن خزيمة ، ج ۲ ، ص ۱۹۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۷۶ ، ح ۵۵۸۴ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۲۹ ، ح ۵۵۳۰۵ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۸۵ ، ح ۲۶۴۹ . المجازات النبويّة ، ص ۳ ، ح ۹ .


ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
236

فإنّه انتقام ، والانتقام جائز في الشرع ؛ قال اللّه تعالى : « لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَا مَن ظُـلِمَ » ۱ .
والثاني : أنّه ورَدَ كلام بكراهة أن يدعو المظلوم على ظالمه ؛ يقول : من دعا على الظالم بسوءٍ فقد أخذ حظّ نفسه من النصرة عليه ؛ وذلك لأنّ دعاءه له بسوء مثل التشفّي ودرك الغيظ ، وتلك اُمنيَّة النفس وهواها .
وروي : «أنّ الرجُل لَيُظْلَم بالمظلمة ، فلا يزال يدعو على الظالم حتّى يستوفي حقّه ، فيكون للظالم على المظلوم حقّ» ۲ . ثمّ استَعظم أمر الظالم فقال : المشي معه جرمٌ وإن كان قَدَماً . وقيل : المشي هاهنا حسنُ الاهتمام في اُمور الظالم أو الميل الصادق إلى هواه ورأيه على غير الحقّ وطريق السداد والصواب والآداب ، فمَن فعل ذلك فقد دخل في الجرم وهو الإثم العظيم .
ثمّ نهى عنه بعبارة اُخرى عن مثل ذلك فكأنّه قال : لا تشبّهوا بالظَّلَمة والفَسَقة أن تتلبّسوا لباسهم ؛ فإنّه يَحكم كلّ من لقيكم أنّكم منهم .
وللشَّبَه في الشرع حكم ؛ ألا ترى أنّ عند الفقهاء فيمن شبّه ثيابه بثياب المجوس أن يُحكم بكفره ويُعامَل بمعاملتهم ؟ والأشبه أن يكون هذا أمراً للصالح أن يكون بزيّ الصالحين ويتزيّا بهيئتهم في اللِّباس والمعاش ؛ لئلّا يتشوّش حاله على غيره .
وقوله : «مَن طلب العلم تكفّل اللّه برزقه» ؛ له معنيان :
أحدهما : أنّ طالب العلم يكون في الأحوال مكفيّ المؤونة ، يأتيه ما يحتاج إليه من الرزق عفواً لأنّ اللّه قد ضمنه .
والوجه الثاني : ترغيب لطلّاب العلم بأنّ اللّه ضامنٌ مِن أن يرزقهم جميع ما يطلبون من العلم .
والحديث دالّ على حُسن مراعاة طلبه وما يجب على الطالب من الكدّ والجهد البليغ في الطلب ، والمبالغة في حسن الأدب والحرمة حالة التعلّم ؛ ليجتبي ثمرة

1.النساء (۴) : ۱۴۸ .

2.راجع : حلية الأولياء لعمر بن عبد العزيز ، ص ۲۷۷ .

  • نام منبع :
    ضياء الشّهاب في شرح شِهاب الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    قطب الدین ابی الحسین سعید بن هبة الله راوندی، تحقيق: مهدی سليمانی آشتيانی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6182
صفحه از 627
پرینت  ارسال به