۲۵۵.وَمَنْ نُوقِشَ فِي ۱ الحِسَابِ عُذِّبَ . ۲
يقول : اسكتوا عمّا لا يَعنيكم ، وداوموا على السكوت عمّا يعنيكم ؛ فإنّ مَن واظب على الصَّمت عمّا يسخط اللّه وعمّا يغرس في القلوب شوك الإحن ۳ نجا من الوقوع في الآفات والمحن ، و«الصَّمتُ» فهو السكوت عن الحكومات وترك الاعتراض ۴ عليها .
ثمّ قال : مَن تواضع واستسلم للحقّ ، وترك التكبّر على الخلق ، رفع اللّه شأنه في الدارين ، وعَظَّمَ ثوابه وخيره في المنزلتين . وقيل : يعني : مَن يزدد للّه عبادةً وتواضعاً ورهبةً وحسنةً يزد اللّه له درجةً يَسمو بها ويتقرّب من ربّه تعالى ، ورهبةُ العبد وتواضعه على قدر علمه بعظمة اللّه وبقدر عمله الصالح ، ورفعةُ اللّه لعبده بقدر جلاله وكبريائه حتّى يُبَلِّغه بمزيد كرمه إلى عليّين ، ثمّ ذكر ما يوصل العبد إلى أسفل السافلين قرينة لذلك ، فقال : ومن تكبّر وتعظّم على الخلائق وعلى خلقِهِ جعله اللّه وضيعا ذليلاً عاجلاً وآجلاً ؛ بما قال اللّه : «نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ» ۵ .
وقيل : من أحدث ۶ معصيةً ولم يصبر منقادا لأوامره بالقيام إلى الطاعات أحدث اللّه له وضعا وبُعدا حتّى يوقعه في أسفل درك لظى ، ويذيقه في الدنيا أنواعا من العذاب الأدنى .
وسبب الخبر الثالث أنّ أبا جهل حلف وقال : «لأقتلنّ محمّدا صلى الله عليه و آله في بطحاء
1.في مسند الشهاب : ـ «في» .
2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۱ ، ح ۳۳۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۱۲۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۹۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۶ ، ح ۳۰۹۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۵۷ . بحارالأنوار ، ج ۷ ، ص ۹۶ و ۱۴۷ ؛ و ج ۳۲ ، ص ۵۰۵ ؛ و ج ۴۲ ، ص ۱۸۳ ؛ و ج ۷۰ ، ص ۲۷ .
3.في صدره عليَّ إحنة، أي حِقد ، ولا تقل حِنَة ، والجمع إحِنَ وإحنات . «لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۸ (أحن)» . وفي المخطوطة : «شوك الإجن» وهو تصحيف ظاهرا .
4.في المخطوطة : «الإعراض» ، والمناسب ما اُثبت .
5.التوبة (۹) : ۶۷ .
6.في المخطوطة : «أخذت» وهو تصحيف .