79
کنز الدعاء المجلد الاول

أبَداً أبَداً دائِماً سَرمَداً ، يَزيدُ ولا يَبيدُ كَما تُحِبُّ وتَرضى‏ .
إلهي ! إن أخَذتَني بِجُرمي أخَذتُكَ بِعَفوِكَ ، وإن أخَذتَني بِذُنوبي أخَذتُكَ بِمَغفِرَتِكَ ، وإن أدخَلتَنِي النّارَ أعلَمتُ أهلَها أ نّي اُحِبُّكَ .
إلهي ! إن كانَ صَغُرَ في جَنبِ طاعَتِكَ عَمَلي فَقَد كَبُرَ في جَنبِ رَجائِكَ أمَلي .
إلهي ! كَيفَ أنقَلِبُ مِن عِندِكَ بِالخَيبَةِ مَحروماً ، وقَد كانَ حُسنُ ظَنّي بِجودِكَ أن تَقلِبَني بِالنَّجاةِ مَرحوماً ؟ !
إلهي ! وقَد أفنَيتُ عُمُري في شِرَّةِ ۱ السَّهوِ عَنكَ ، وأَبلَيتُ شَبابي في سَكرَةِ التَّباعُدِ مِنكَ .
إلهي ! فَلَم أستَيقِظ أيّامَ اغتِراري بِكَ ، ورُكوني إلى‏ سَبيلِ سَخَطِكَ .
إلهي ! وأَ نَا عَبدُكَ وَابنُ عَبدِكَ ، قائِمٌ بَينَ يَدَيكَ ، مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ إلَيكَ .
إلهي ! أنَا عَبدٌ أتَنَصَّلُ ۲ إلَيكَ مِمّا كُنتُ اُواجِهُكَ بِهِ مِن قِلَّةِ استِحيائي مِن نَظَرِكَ ، وأَطلُبُ العَفوَ مِنكَ إذِ العَفوُ نَعتٌ لِكَرَمِكَ .
إلهي ! لَم يَكُن لي حَولٌ فَأَنتَقِلَ بِهِ عَن مَعصِيَتِكَ إلّا في وَقتٍ أيقَظتَني لِمَحَبَّتِكَ ، وكَما أرَدتَ أن أكونَ كُنتُ ، فَشَكَرتُكَ بِإِدخالي في كَرَمِكَ ، ولِتَطهيرِ قَلبي مِن أوساخِ الغَفلَةِ عَنكَ .
إلهِي ! انظُر إلَيَّ نَظَرَ مَن نادَيتَهُ فَأَجابَكَ ، وَاستَعمَلتَهُ بِمَعونَتِكَ فَأَطاعَكَ ، يا قَريباً لا يَبعُدُ عَنِ المُغتَرِّ بِهِ ، ويا جَواداً لا يَبخَلُ عَمَّن رَجا ثَوابَهُ .
إلهي ! هَب لي قَلباً يُدنيهِ مِنكَ شَوقُهُ ، ولِساناً يُرفَعُ إلَيكَ صِدقُهُ ، ونَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنكَ حَقُّهُ .

1.الشِرَّةُ : النشاط والرغبة ( النهاية : ج ۲ ص ۴۵۸ « شرر » ) .

2.تَنَصَّلَ إليه : أي انتفى من ذنبه واعتذر إليه ( النهاية : ج ۵ ص ۶۷ « نصل » ) .


کنز الدعاء المجلد الاول
78

إلهي ! إن كُنتُ غَيرَ مُستَأهِلٍ لِرَحمَتِكَ فَأَنتَ أهلٌ أن تَجودَ عَلَيَّ بِفَضلِ سَعَتِكَ .
إلهي ! كَأَ نّي بِنَفسي واقِفَةٌ بَينَ يَدَيكَ ، وقَد أظَلَّها حُسنُ تَوَكُّلي عَلَيكَ ، فَفَعَلتَ ۱ ما أنتَ أهلُهُ ، وتَغَمَّدتَني بِعَفوِكَ .
إلهي ! إن عَفَوتَ فَمَن أولى‏ مِنكَ بِذلِكَ ؟ ! وإن كانَ قَد دَنا أجَلي ولَم يُدنِني مِنكَ عَمَلي ، فَقَد جَعَلتُ الإِقرارَ بِالذَّنبِ إلَيكَ وَسيلَتي .
إلهي ! قَد جُرتُ عَلى‏ نَفسي فِي النَّظَرِ لَها ، فَلَهَا الوَيلُ إن لَم تَغفِر لَها !
إلهي ! لَم يَزَل بِرُّكَ عَلَيَّ أيّامَ حَياتي ، فَلا تَقطَع بِرَّكَ عَنّي في مَماتي .
إلهي ! كَيفَ آيَسُ مِن حُسنِ نَظَرِكَ لي بَعدَ مَماتي ، وأَنتَ لَم تُوَلِّني إلَّا الجَميلَ في حَياتي ؟ ! إلهي تَوَلَّ مِن أمري ما أنتَ أهلُهُ ، وعُد عَلَيَّ بِفَضلِكَ عَلى‏ مُذنِبٍ قَد غَمَرَهُ جَهلُهُ .
إلهي ! قَد سَتَرتَ عَلَيَّ ذُنوباً فِي الدُّنيا ، وأَ نَا أحوَجُ إلى سَترِها عَلَيَّ مِنكَ فِي الاُخرى‏ . إلهي قَد أحسَنتَ إلَيَّ إذ لَم تُظهِرها لِأَحَدٍ مِن عِبادِكَ الصّالِحينَ ، فَلا تَفضَحني يَومَ القِيامَةِ عَلى‏ رُؤوسِ الأَشهادِ .
إلهي ! جودُكَ بَسَطَ أمَلي ، وعَفوُكَ أفضَلُ مِن عَمَلي . إلهي فَسُرَّني بِلِقائِكَ يَومَ تَقضي فيهِ بَينَ عِبادِكَ .
إلهِي ! اعتِذاري إلَيكَ اعتِذارُ مَن لَم يَستَغنِ عَن قَبولِ عُذرِهِ ، فَاقبَل عُذري يا أكرَمَ مَنِ اعتَذَرَ إلَيهِ المُسيؤونَ .
إلهي ! لا تَرُدَّ حاجَتي ، ولا تُخَيِّب طَمَعي ، ولا تَقطَعَ مِنكَ رَجائي وأَمَلي .
إلهي ! لَو أرَدتَ هَواني لَم تَهدِني ، ولَو أرَدتَ فَضيحَتي لَم تُعافِني .
إلهي ! ما أظُنُّكَ تَرُدُّني في حاجَةٍ قَد أفنَيتُ عُمُري في طَلَبِها مِنكَ . إلهي فَلَكَ الحَمدُ

1.فَقُلتَ (خ ل) .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26070
صفحه از 579
پرینت  ارسال به