55
کنز الدعاء المجلد الاول

يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ لَيسَ بِالعَرَبِيَّةِ ، فَتَوَهَّمنا أنَّهُ بِالسُّريانِيَّةِ ، ثُمَّ بَكى‏ فَبَكَينا لِبُكائِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ إلَينَا الغُلامُ فَأَذِنَ لَنا ، فَدَخَلنا عَلَيهِ .
فَقُلتُ : أصلَحَكَ اللَّهُ ، أتَيناكَ نُريدُ الإِذنَ عَلَيكَ فَسَمِعناكَ تَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ لَيسَ بِالعَرَبِيَّةِ ، فَتَوَهَّمنا أنَّهُ بِالسُّريانِيَّةِ ، ثُمَّ بَكَيتَ فَبَكَينا لِبُكائِكَ !
فَقالَ : نَعَم ، ذَكَرتُ إلياسَ النَّبِيَّ ، وكانَ مِن عُبّادِ أنبِياءِ بَني إسرائيلَ ، فَقُلتُ كَما كانَ يَقولُ في سُجودِهِ . ثُمَّ اندَفَعَ فيهِ بِالسُّريانِيَّةِ ، فَلا وَاللَّهِ ما رَأَينا قَسّاً ولا جاثَليقاً أفصَحَ لَهجَةً مِنهُ بِهِ ! ثُمَّ فَسَّرَهُ لَنا بِالعَرَبِيَّةِ فَقالَ : كانَ يَقولُ في سُجودِهِ :
أتُراكَ مُعَذِّبي وقَد أظمَأتُ لَكَ هَواجِري ۱ ؟ أتُراكَ مُعَذِّبي وقَد عَفَّرتُ لَكَ فِي التُّرابِ وَجهي ؟ أتُراكَ مُعَذِّبي وقَدِ اجتَنَبتُ لَكَ المَعاصِيَ ؟ أتُراكَ مُعَذِّبي وقَد أسهَرتُ لَكَ لَيلي ؟
قالَ : فَأَوحَى اللَّهُ إلَيهِ : أنِ ارفَع رَأسَكَ فَإِنّي غَيرُ مُعَذِّبِكَ .
قالَ : فَقالَ : إن قُلتَ : لا اُعَذِّبُكَ ثُمَّ عَذَّبتَني ماذا ؟ ألَستُ عَبدَكَ وأَنتَ رَبّي ؟
فَأَوحَى اللَّهُ إلَيهِ : أنِ ارفَع رَأسَكَ فَإِنّي غَيرُ مُعَذِّبِكَ ، إنّي إذا وَعَدتُ وَعداً وَفَيتُ بِهِ . ۲

۸۱.قصص الأنبياء للراوندي عن ابن عبّاس : إنَّ يوشَعَ بنَ نونٍ بَوَّأَ ۳ بَني إسرائيلَ الشّامَ بَعدَ موسى‏ عليه السلام وقَسَّمَها بَينَهُم ، فَصارَ مِنهُم سِبطٌ بِبَعلَبَكَّ بِأَرضِها ، وهُوَ السِّبطُ الَّذي مِنهُ إلياسُ النَّبِيِّ عليه السلام ، فَبَعَثَهُ اللَّهُ إلَيهِم وعَلَيهِم يَومَئِذٍ مَلِكٌ فَتَنَهُم بِعِبادَةِ صَنَمٍ يُقالُ لَهُ بَعلٌ ... .
فَنَدَبَ [المَلِكُ‏] خَمسينَ مِن قَومِهِ مِن ذَوِي البَطشِ وأَوصاهُم بِالاِحتِيالِ لَهُ وإطماعِهِ في أنَّهُم آمَنوا بِهِ لِيَغتَرَّ ۴ بِهِم فَيُمَكِّنَهُم مِن نَفسِهِ . فَانطَلَقوا حَتَّى ارتَقَوا ذلِكَ الجَبَلَ الَّذي

1.أي في هواجري ؛ جمع هاجرة ، وهي نصف النهار عند اشتداد الحرّ (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۶۰ «هجر» ) .

2.الكافي : ج ۱ ص ۲۲۷ ح ۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۳۹۲ ح ۱ وراجع : الاختصاص : ص ۲۹۲ ، بصائر الدرجات : ص ۳۴۱ ح ۳ .

3.يقال : بؤّأه اللَّه منزلاً : أي أسكنه إيّاهُ (النهاية : ج ۱ ص ۱۵۹ «بوأ») .

4.في المصدر : «ليفترّ» ، والتصويب من بحار الأنوار .


کنز الدعاء المجلد الاول
54

۷۸.كنز العمّال عن ابن عمر : كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله كَثيراً ما يَقولُ لَنا : مَعاشِرَ أصحابي ، ما يَمنَعُكُم أن تُكَفِّروا ذُنوبَكُم بِكَلِماتٍ يَسيرَةٍ ؟ قالوا : يا رَسولَ اللَّهِ ، وما هِيَ ؟ قالَ : تَقولونَ مَقالَةَ أخِيَ الخِضرِ ، قُلنا : يا رَسولَ اللَّهِ ، ما كانَ يَقولُ ؟ قالَ : كانَ يَقولُ :
اللَّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ لِما تُبتُ إلَيكَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فيهِ ، وأَستَغفِرُكَ لِما أعطَيتُكَ مِن نَفسي ثُمَّ لَم اُوفِ لَكَ بِهِ ، وأَستَغفِرُكَ لِلنِّعَمِ الَّتي أنعَمتَ بِها عَلَيَّ فَتَقَوَّيتُ بِها عَلى‏ مَعاصيكَ ، وأَستَغفِرُكَ لِكُلِّ خَيرٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَكَ فَخالَطَني فيهِ ما لَيسَ لَكَ ، اللَّهُمَّ لا تُخزِني فَإِنَّكَ بي عالِمٌ ، ولا تُعَذِّبني فَإِنَّكَ عَلَيَّ قادِرٌ . ۱

۷۹.مهج الدعوات : ومِن ذلِكَ دُعاءٌ آخَرُ لِلخِضرِ عليه السلام :
يا شامِخاً في عُلُوِّهِ ، يا قَريباً في دُنُوِّهِ ، يا مُدانِياً في بُعدِهِ ، يا رَؤوفاً في رَحمَتِهِ ، يا مُخرِجَ النَّباتِ ، يا دائِمَ الثَّباتِ ، يا مُحيِيَ الأَمواتِ ، يا ظَهرَ اللّاجينَ ، يا جارَ المُستَجيرينَ ، يا أسمَعَ السّامِعينَ ، يا أبصَرَ النّاظِرينَ ، يا صَريخَ المُستَصرِخينَ ، يا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ ، يا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ ، يا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ ، يا حِرزَ ۲ مَن لا حِرزَ لَهُ ، يا كَنزَ الضُّعَفاءِ ، يا عَظيمَ الرَّجاءِ ، يا مُنقِذَ الغَرقى‏ ، يا مُنجِيَ الهَلكى‏ ، يا مُحيِيَ المَوتى‏ ، يا أمانَ الخائِفينَ ، يا إلهَ العالَمينَ ، يا صانِعَ كُلِّ مَصنوعٍ ، يا جابِرَ كُلِّ كَسيرٍ ، يا صاحِبَ كُلِّ غَريبٍ ، يا مونِسَ كُلِّ وَحيدٍ ، يا قَريباً غَيرَ بَعيدٍ ، يا شاهِداً غَيرَ غائِبٍ ، يا غالِباً غَيرَ مَغلوبٍ ، يا حَيُّ حينَ لا حَيَّ ، يا مُحيِيَ المَوتى‏ ، يا حَيُّ لا إلهَ إلّا أنتَ .
مَن قالَهُ قَولاً أو سَمِعَهُ سَمعاً أمِنَ مِنَ الوَسوَسَةِ أربَعينَ سَنَةً . ۳

۸۰.الكافي عن مفضّل بن عمر : أتَينا بابَ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام ونَحنُ نُريدُ الإِذنَ عَلَيهِ ، فَسَمِعناهُ

1.كنز العمال : ج ۲ ص ۷۰۰ ح ۵۱۲۶ نقلاً عن الديلمي .

2.الحِرزُ : المَوضِعُ الحَصينُ (لسان العرب : ج ۵ ص ۳۳۳ «حرز» ) .

3.مهج الدعوات : ص ۳۱۰ ، المصباح للكفعمي : ص ۳۹۷ وفيه «يا حرز الضعفاء» بدل «يا كنز الضعفاء» وليس فيه «يا منجي الهلكى‏» ، بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۱۷۴ ح ۲۲ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26123
صفحه از 579
پرینت  ارسال به