547
کنز الدعاء المجلد الاول

آمينَ رَبَّ العالَمينَ . ۱

۷۳۴.عنه عليه السلام - في مُناجاةٍ له اُخرى‏ - :
إلهي ومَولايَ وغايَةَ رَجائي ! أشرَقتَ مِن عَرشِكَ عَلى‏ أرَضيكَ ومَلائِكَتِكَ وسُكّانِ سَماواتِكَ ، وقَدِ انقَطَعَتِ الأَصواتُ ، وسَكَنَتِ الحَرَكاتُ ، وَالأَحياءُ فِي المَضاجِعِ كَالأَمواتِ ، فَوَجَدتَ عِبادَكَ فِي شَتَّى الحالاتِ : فَمِن ۲ خائِفٍ لَجَأَ إلَيكَ فَآمَنتَهُ ، ومُذنِبٍ دَعاكَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ ، وراقِدٍ استَودَعَكَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ ، وضالٍّ استَرشَدَكَ فَأَرشَدتَهُ ، ومُسافِرٍ لاذَ بِكَنَفِكَ فَآوَيتَهُ ، وذي حاجَةٍ ناداكَ لَها فَلَبَّيتَهُ ، وناسِكٍ أفنى‏ بِذِكرِكَ لَيلَهُ فَأَحظَيتَهُ ، وبِالفَوزِ جازَيتَهُ ، وجاهِلٍ ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ وعَوَّلَ عَلَى الجَلَدِ مِن نَفسِهِ فَخَلَّيتَهُ .
إلهي ! فَبِحَقِّ الاِسمِ الَّذي إذا دُعيتَ بِهِ أجَبتَ ، وَالحَقِّ الَّذي إذا اُقسِمتَ بِهِ أوجَبتَ ، وبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِيَةِ ، وَالمَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني مِمَّن خافَ فَآمَنتَهُ ، ودَعاكَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ ، وَاستَودَعَكَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ ، وَاستَرشَدَكَ فَأَرشَدتَهُ ، ولاذَ بِكَنَفِكَ فَآوَيتَهُ ، وناداكَ لِلحَوائِجِ فَلَبَّيتَهُ ، وأَفنى‏ بِذِكرِكَ لَيلَهُ فَأَحظَيتَهُ ، وبِالفَوزِ جازَيتَهُ ، ولا تَجعَلني مِمَّن ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ ، وعَوَّلَ عَلَى الجَلَدِ مِن نَفسِهِ فَخَلَّيتَهُ .
إلهي ! غَلَّقَتِ المُلوكُ أبوابَها ، ووَكَّلَت بِها حُجّابَها ، وبابُكُ مَفتوحٌ لِقاصِديهِ ، وجودُكَ مَوجودٌ لِطالِبيهِ ، وغُفرانُكُ مَبذولٌ لِمُؤَمِّليهِ ، وسُلطانُكُ دامِغٌ ۳ لِمُستَحِقّيهِ .
إلهي ! خَلَت نَفسي بِأَعمالِها بَينَ يَدَيكَ ، وَانتَصَبَت بِالرَّغبَةِ خاضِعَةً لَدَيكَ ، ومُستَشفِعَةً بِكَرَمِكَ إلَيكَ ، فَبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِيَةِ وَالمَلائِكَةِ المُسَبِّحينَ ، صَلِّ عَلى‏ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ ، وَاقضِ حاجاتِها ، وتَغَمَّد هَفَواتِها ، وتَجاوَز فَرَطاتِها ، فَالوَيلُ لَها إن صادَفَت نَقِمَتَكَ ، وَالفَوزُ لَها إن أدرَكَت رَحمَتَكَ ، فَيا مَن يُخافُ عَدلُهُ

1.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۳۲ ح ۱۹ نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي .

2.في المصدر : «فمنه» ، والصواب ما أثبتناه كما في الصحيفة السجاديّة الجامعة .

3.دامِغٌ : مُهلِكٌ (النهاية : ج ۳ ص ۱۳۳ «دمغ») .


کنز الدعاء المجلد الاول
546

بِنِعمَتِكَ عَلَيَّ ، ولا أخَّرتَ عِقابَكَ عَنّي بِما قَدَّمَت يَدايَ ، ولكِنَّكَ شَكورٌ فَعّالٌ لِما تُريدُ .
فَيا مَن وَسِعَ كُلَّ شَي‏ءٍ رَحمَةً ، اِرحَم عَبدَكَ المُتَعَرِّضَ لِمَقتِكَ ، الدّاخِلَ في سَخَطِكَ ، الجاهِلَ بِكَ ، الجَرِيَّ عَلَيكَ ، رَحمَةً مَنَنتَ بِها إلى‏ مَن أحسنَ طاعَتَكَ ، وأَفضَلَ ۱ عِبادَتَكَ ، إنَّكَ لَطيفٌ لِما تَشاءُ ، عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ .
يا مَن يَحولُ بَينَ المَرءِ وقَلبِهِ ، حُل بَيني وبَينَ التَّعَرُّضِ لِسَخَطِكَ ، وأَقبِل بِقَلبي إلى‏ طاعَتِكَ ، وأَوزِعني ۲ شُكرَ نِعمَتِكَ ، وأَلحِقني بِالصّالِحينَ مِن عِبادِكَ .
اللَّهُمَّ ارزُقني مِن فَضلِكَ مالاً طَيِّباً كَثيراً فاضِلاً لا يُطغيني ، وتِجارَةً نامِيَةً مُبارَكَةً لا تُلهيني ، وقُدرَةً عَلى‏ عِبادَتِكَ ، وصَبراً عَلَى العَمَلِ بِطاعَتِكَ ، وَالقَولَ بِالحَقِّ ، وَالصِّدقَ فِي المَواطِنِ كُلِّها ، وشَنَآنَ ۳ الفاسِقينَ ، وأَعِنّي عَلَى التَّهَجُّدِ لَكَ بِحُسنِ الخُشوعِ فِي الظُّلَمِ ، وَالتَّضَرُّعِ إلَيكَ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ ، وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ ، وَالصَّومِ فِي الهَواجِرِ ۴ ابتِغاءَ وَجهِكَ ، وقَرِّبني إلَيكَ زُلفَةً ، ولا تُعرِض عَنّي لِذَنبٍ رَكِبتُهُ ، ولا لِسَيِّئَةٍ أتَيتُها ، ولا لِفاحِشَةٍ أنَا مُقيمٌ عَلَيها راجٍ لِلتَّوبَةِ عَلَيَّ مِنكَ فيها ، ولا لِخَطَأٍ وعَمدٍ كانَ مِنّي عَمِلتُهُ ، أو أمَرتُ بِهِ ، صَفَحتَ لي عَنهُ أو عاقَبتَني عَلَيهِ ، سَتَرتَهُ عَلَيَّ أو هَتَكتَهُ ، وأَ نَا مُقيمٌ عَلَيهِ أو تائِبٌ إلَيكَ مِنهُ .
أسأَ لُكَ بِحَقِّكَ الواجِبِ عَلى‏ جَميعِ خَلقِكَ ، لَمّا طَهَّرتَني مِنَ الآفاتِ ، وعافَيتَني مِنِ اقتِرافِ الآثامِ ، بِتَوبَةٍ مِنكَ عَلَيَّ ، ونَظرَةٍ مِنكَ إلَيَّ تَرضى‏ بِها عَنّي ، وحُبابَتُكَ ۵ لي بِنِعمَةٍ مَوصولَةٍ بِكَرامَةٍ تَبلُغُ بي شَرَفَ الجَنَّةِ ، ومُرافَقَةَ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَيتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وعَلَيهِم ،

1.أفضَلَ عَلَيهِ : زاد (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۵۲۴ «فضل») .

2.أوزعني : ألهمني ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۳۰ « وزع » ) .

3.شَنآن : بَغضاء (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۷۸ «شنأ») .

4.الهاجرةُ : نصف النهار عند اشتداد الحرّ ، والجمع : هواجر (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۶۰ «هجر») والمراد هنا : الأيام الشديدة الحرارة .

5.كذا في المصدر ، وفي الصحيفة السجادية الجامعة ص ۸۳ : «صيانتك» .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26447
صفحه از 579
پرینت  ارسال به