545
کنز الدعاء المجلد الاول

سَأَلَكَ فَأَفضَلتَ عَلَيهِ وهُوَ يَستَوجِبُ الحِرمانَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وكُن لِدُعائي مُجيباً ، ومِن نِدائي قَريباً ، ولِتَضَرُّعي راحِماً ، ولِصَوتي سامِعاً ، ولا تَقطَع رَجائي عَنكَ ، ولا تَبُتَّ ۱ سَبَبي مِنكَ ، ولا تُوَجِّهني في حاجَتي هذِهِ وغَيرِها إلى‏ سِواكَ ، وتَوَلَّني بِنُجحِ طَلِبَتي وقَضاءِ حاجَتي ، ونَيلِ سُؤلي قَبلَ زَوالي عَن مَوقِفي هذا ، بِتَيسيرِكَ لِيَ العَسيرَ ، وحُسنِ تَقديرِكَ لي في جَميعِ الاُمورِ .
وصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، صَلاةً دائِمَةً نامِيَةً لَا انقِطاعَ لِأَبَدِها ، ولا مُنتَهى‏ لِأَمَدِها ، وَاجعَل ذلِكَ عَوناً لي ، وسَبَباً لِنَجاحِ طَلِبَتي ، إنَّكَ واسِعٌ كَريمٌ ، ومِن حاجَتي يا رَبِّ : كَذا وكَذا .
وتَذكُرُ حاجَتَكَ ، ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ في سُجودِكَ :
فَضلُكَ آنَسَني ، وإحسانُكَ دَلَّني ، فَأَسأَ لُكَ بِكَ وبِمُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلَواتُكَ عَلَيهِم أن لا تَرُدَّني خائِباً . ۲

۷۳۳.عنه عليه السلام :
اللَّهُمَّ إنَّكَ دَعَوتَني إلَى النَجاةِ فَعَصَيتُكَ ، ودَعاني عَدُوُّكَ إلَى الهَلَكَةِ فَأَجَبتُهُ ، فَكَفى‏ مَقتاً عِندَكَ أن أكونَ لِعَدُوِّكَ أحسَنَ طاعَةً مِنّي لَكَ ، فَوا سَوأَتاه إذ خَلَقتَني لِعِبادَتِكَ ، ووَسَّعتَ عَلَيَّ مِن رِزقِكَ ، فَاستَعَنتُ بِهِ عَلى‏ مَعصِيَتِكَ ، وأَنفَقتُهُ في غَيرِ طاعَتِكَ ، ثُمَّ سَأَلتُكَ الزِّيادَةَ مِن فَضلِكَ ، فَلَم يَمنَعكَ ما كانَ مِنّي أن عُدتَ بِحِلمِكَ عَلَيَّ فَأَوسَعتَ عَلَيَّ مِن رِزقِكَ ، وآتَيتَني أكثَرَ ما سَأَلتُكَ ، ولَم يَنهَني حِلمُكَ عَنّي وعِلمُكَ بي ، وقُدرَتُكَ عَلَيَّ ، وعَفوُكَ عَنّي مِنَ التَّعَرُّضِ لِمَقتِكَ ، وَالتَّمادي فِي الغَيِّ مِنّي ، كَأَنَّ الَّذي تَفعَلُهُ بي أراهُ حَقّاً واجِباً عَلَيكَ ، فَكَأَنَّ الَّذي نَهَيتَني عَنهُ أمَرتَني بِهِ ، ولَو شِئتَ ما تَرَدَّدتَ إلَيَّ بِإِحسانِكَ ، ولا شَكَرتَني

1.البَتُّ : القطع المستأصل (لسان العرب : ج ۲ ص ۶ «بتت») .

2.الصحيفة السجّادية : ص ۵۷ الدعاء ۱۳ ، البلد الأمين : ص ۴۴۹ .


کنز الدعاء المجلد الاول
544

اللَّهُمَّ يا مُنتَهى‏ مَطلَبِ الحاجاتِ ، ويا مَن عِندَهُ نَيلُ الطَّلِباتِ ، ويا مَن لا يَبيعُ نِعَمَهُ بِالأَثمانِ ، ويا مَن لا يُكَدِّرُ عَطاياهُ بِالاِمتِنانِ ، ويا مَن يُستَغنى‏ بِهِ ولا يُستَغنى‏ عَنهُ ، ويا مَن يُرغَبُ إلَيهِ ولا يُرغَبُ عَنهُ ، ويا مَن لا تُفني خَزائِنَهُ المَسائِلُ ، ويا مَن لا تُبَدِّلُ حِكمَتَهُ الوَسائِلُ ، ويا مَن لا تَنقَطِعُ عَنهُ حَوائِجُ المُحتاجينَ ، ويا مَن لا يُعَنّيهِ ۱ دُعاءُ الدّاعينَ .
تَمَدَّحتَ بِالغَناءِ عَن خَلقِكَ وأَنتَ أهلُ الغِنى‏ عَنهُم ، ونَسَبتَهُم إلَى الفَقرِ وهُم أهلُ الفَقرِ إلَيكَ ، فَمَن حاوَلَ سَدَّ خَلَّتِهِ مِن عِندِكَ ، ورامَ صَرفَ الفَقرِ عَن نَفسِهِ بِكَ ، فَقَد طَلَبَ حاجَتَهُ في مَظانِّها ۲ ، وأَتى‏ طَلِبَتَهُ مِن وَجهِها ، ومَن تَوَجَّهَ بِحاجَتِهِ إلى‏ أحَدٍ مِن خَلقِكَ ، أو جَعَلَهُ سَبَبَ نُجحِها دونَكَ فَقَد تَعَرَّضَ لِلحِرمانِ ، وَاستَحَقَّ مِن عِندِكَ فَوتَ الإِحسانِ .
اللَّهُمَّ ولي إلَيكَ حاجَةٌ قَد قَصَّرَ عَنها جُهدي ، وتَقَطَّعَت دونَها حِيَلي ، وسَوَّلَت لي نَفسي رَفعَها إلى‏ مَن يَرفَعُ حَوائِجَهُ إلَيكَ ، ولا يَستَغني في طَلِباتِهِ عَنكَ ، وهِيَ زَلَّةٌ مِن زَلَلِ الخاطِئينَ ، وعَثرَةٌ مِن عَثَراتِ المُذنِبينَ ، ثُمَّ انتَبَهتُ بِتَذكيرِكَ لي مِن غَفلَتي ، ونَهَضتُ بِتَوفيقِكَ مِن زَلَّتي ، ورَجَعتُ ونَكَصتُ ۳ بِتَسديدِكَ عَن عَثرَتي ، وقُلتُ : سُبحانَ رَبّي كَيفَ يَسأَلُ مُحتاجٌ مُحتاجاً ؟ ! وأَنّى‏ يَرغَبُ مُعدِمٌ إلى‏ مُعدِمٍ ؟ !
فَقَصَدتُكَ يا إلهي بِالرَّغبَةِ ، وأَوفَدتُ عَلَيكَ رَجائي بِالثِّقَةِ بِكَ ، وعَلِمتُ أنَّ كَثيرَ ما أسأَ لُكَ يَسيرٌ في وُجدِكَ ۴ ، وأَنَّ خَطيرَ ما أستَوهِبُكَ حَقيرٌ في وُسعِكَ ، وأَنَّ كَرَمَكَ لايَضيقُ عَن سُؤالِ أحَدٍ ، وأَنَّ يَدَكَ بِالعَطايا أعلى‏ مِن كُلِّ يَدٍ .
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاحمِلني بِكَرَمِكَ عَلَى التَّفَضُّلِ ، ولا تَحمِلني بِعَدلِكَ عَلَى الاِستِحقاقِ ، فَما أنَا بِأَوَّلِ راغِبٍ رَغِبَ إلَيكَ فَأَعطَيتَهُ وهُوَ يَستَحِقُّ المَنعَ ، ولا بِأَوَّلِ سائِلٍ

1.تَعنّى‏ : نصب أي تعب (تاج العروس : ج ۱۹ ص ۷۱۱ «عنى‏») .

2.مظنّةُ الشي‏ء : مَوضَعُهُ والجمع : مَظانّ ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۴۴ « ظن » ) .

3.نَكصَ : أي رجع القهقرى‏ (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۳۳ «نكص») .

4.الوجدُ : السِّعةُ (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۰۹ «وجد») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26443
صفحه از 579
پرینت  ارسال به