وذَلِّلهُ بِالرَّغبَةِ فيما عِندَكَ أيّامَ حَياتي كُلِّها ، وَاجعَل تَقواكَ مِنَ الدُّنيا زادي ، وإلى رَحمَتِكَ رِحلَتي ، وفي مَرضاتِكَ مَدخَلي ، وَاجعَل في جَنَّتِكَ مَثوايَ ، وهَب لي قُوَّةً أحتَمِلُ بِها جَميعَ مَرضاتِكَ ، وَاجعَل فِراري إلَيكَ ، ورَغبَتي فيما عِندَكَ ، وأَلبِس قَلبِيَ الوَحشَةَ مِن شِرارِ خَلقِكَ ، وهَب لِيَ الاُنسَ بِكَ وبِأَولِيائِكَ وأَهلِ طاعَتِكَ ، ولا تَجعَل لِفاجِرٍ ولا كافِرٍ عَلَيَّ مِنَّةً ، ولا لَهُ عِندي يَداً ، ولا بي إلَيهِم حاجَةً ، بَلِ اجعَل سُكونَ قَلبي ، واُنسَ نَفسي ، وَاستِغنائي وكِفايَتي بِكَ وبِخِيارِ خَلقِكَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَلني لَهُم قَريناً ، وَاجعَلني لَهُم نَصيراً ، وَامنُن عَلَيَّ بِشَوقٍ إلَيكَ ، وبِالعَمَلِ لَكَ بِما تُحِبُّ وتَرضى ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، وذلِكَ عَلَيكَ يَسيرٌ . ۱
۶۸۲.عنه عليه السلام - مِن دُعائِهِ عِندَ الشِّدَّةِ وَالجَهدِ وتَعَسُّرِ الاُمورِ - :
اللَّهُمَّ إنَّكَ كَلَّفتَني مِن نَفسي ما أنتَ أملَكُ بِه مِنّي ، وقُدرَتُكَ عَلَيهِ وعَلَيَّ أغلَبُ مِن قُدرَتي ، فَأَعطِني مِن نَفسي ما يُرضيكَ عَنّي ، وخُذ لِنَفسِكَ رِضاها مِن نَفسي في عافِيَةٍ .
اللَّهُمَّ لا طاقَةَ لي بِالجَهدِ ، ولا صَبرَ لي عَلَى البَلاءِ ، ولا قُوَّةَ لي عَلَى الفَقرِ ، فَلا تَحظُر ۲ عَلَيَّ رِزقي ، ولا تَكِلني إلى خَلقِكَ ، بَل تَفَرَّد بِحاجتي ، وتَوَلَّ كِفايَتي ، وَانظُر إلَيَّ ، وَانظُر لي في جَميعِ اُموري ، فَإِنَّكَ إن وَكَلتَني إلى نَفسي عَجَزتُ عَنها ولَم اُقِم ما فيهِ مَصلَحَتُها ، وإن وَكَلتَني إلى خَلقِكَ تَجَهَّموني ۳ ، وإن ألجَأتَني إلى قَرابَتي حَرَموني ، وإن أعطَوا أعطَوا قَليلاً نَكِداً ۴ ومَنّوا عَلَيَّ طَويلاً ، وذَمّوا كَثيراً ، فَبِفَضلِكَ اللَّهُمَّ فَأَغنِني ، وبِعَظَمَتِكَ فَانعَشني ، وبِسَعَتِكَ فَابسُط يَدي ، وبِما عِندَكَ فَاكفِني .
1.الصحيفة السجادية : ص ۸۹ الدعاء ۲۱ .
2.حَظَرتُهُ : أي منعتُه (المصباح المنير : ص ۱۴۱ «حظر») .
3.يتجهّمني : أي يلقاني بالغلظة والوجه الكريه (النهاية : ج ۱ ص ۳۲۳ «جهم») .
4.نَكِدٌ : أي قليلٌ عَسِرٌ (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۳۱ «نكد») .