495
کنز الدعاء المجلد الاول

۶۷۶.مُهَج الدعوات عن الإمام الحسين عن الإمام‏عليّ عليه السلام - فيما عَلَّمَهُ‏لِلشّابِّ المَشلولِ المَأخوذَ بِذَنبِهِ ۱ - : ألا اُعَلِّمُكَ دُعاءً عَلَّمَنيهِ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وفيهِ اسمُ اللَّهِ الأَكبَرُ الأَعظَمُ ، العَزيزُ الأَكرَمُ ، الَّذي يُجيبُ بِهِ مَن دَعاهُ ، ويُعطي بِهِ مَن سَأَلَهُ ، ويُفَرِّجُ [بِهِ‏] ۲ الهَمَّ ، ويَكشِفُ بِهِ الكَربَ ، ويُذهِبُ بِهِ الغَمَّ ، ويُبرِئُ بِهِ السُّقمَ ، ويَجبُرُ بِهِ الكَسيرَ ، ويُغني بِهِ الفَقيرَ ، ويَقضي بِهِ الدَّينَ ، ويَرُدُّ بِهِ العَينَ ، ويَغفِرُ بِهِ الذُّنوبَ ، ويَستُرُ بِهِ العُيوبَ ، ويُؤمِنُ بِهِ كُلَّ خائِفٍ مِن شَيطانٍ مَريدٍ ، وجَبّارٍ عَنيدٍ . ولَو دَعا بِهِ طائِعٌ للَّهِ‏ِ عَلى‏ جَبَلٍ لَزالَ مِن مَكانِهِ ، أو عَلى‏ مَيِّتٍ لَأَحياهُ اللَّهُ بَعدَ مَوتِهِ ، ولَو دَعا بِهِ عَلَى الماءِ لَمَشى‏ عَلَيهِ بَعدَ أن لا يَدخُلَهُ العُجبُ .
فَاتَّقِ اللَّهَ أيُّهَا الرَّجُلُ ، فَقَد أدرَكَتنِي الرَّحمَةُ لَكَ ، وَليَعلَمِ اللَّهُ مِنكَ صِدقَ النِّيَّةِ إنَّكَ لا تَدعو بِهِ في مَعصِيَتِهِ ولا تُفيدُهُ إلَّا الثِّقَةَ في دينِكَ ، فَإِن أخلَصتَ النِّيَّةَ استَجابَ اللَّهُ لَكَ ، ورَأَيتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله في مَنامِكَ ، يُبَشِّرُكَ بِالجَنَّةِ وَالإِجابَةِ .
قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهما السلام : فَكانَ سُروري بِفائِدَةِ الدُّعاءِ أشَدَّ مِن سُرورِ الرَّجُلِ بِعافِيَتِهِ وما نَزَلَ بِهِ ؛ لِأَ نَّني لَم أكُن سَمِعتُهُ مِنهُ ، ولا عَرَفتُ هذَا الدُّعاءَ قَبلَ ذلِكَ .
ثُمَّ قالَ : اِيتِني بِدَواةٍ وبَياضٍ ، وَاكتُب ما اُمليهِ عَلَيكَ . فَفَعَلتُ ، وهُوَ :
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِاسمِكَ ، بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا حَيُّ يا قَيّومُ ، يا حَيُّ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا مَن لا يَعلَمُ ما هُوَ ، ولا أينَ هُوَ ، ولا حَيثُ هُوَ ، ولا كَيفَ هُوَ ، إلّا هُوَ ، يا ذَا المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، يا ذَا العِزَّةِ وَالجَبَروتِ ، يا مَلِكُ يا قُدّوسُ ، يا سَلامُ يا مُؤمِنُ يا مُهَيمِنُ ، يا عَزيزُ يا جَبّارُ يا مُتَكَبِّرُ ، يا خالِقُ يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ ، يا مُفيدُ ، [يا مُدَبِّرُ يا شَديدُ ، يا مُبدِئُ يا مُعيدُ يا مُبيدُ خ ل‏] يا وَدودُ يا مَحمودُ يا مَعبودُ ، يا بَعيدُ يا قَريبُ يا مُجيبُ ، يا رَقيبُ يا حَسيبُ ، يا بَديعُ يا رَفيعُ يا مَنيعُ ، يا سَميعُ يا عَليمُ ، يا

1.راجع نهج الدعاء : ص ۳۶۳ (قصص في إجابة الدّعوات / استجابة دعاء الشّابِّ المشلول) .

2.الزيادة من بحار الأنوار .


کنز الدعاء المجلد الاول
494

۶۷۵.بحار الأنوار عن عديّ بن حاتم الطائيّ : دَخَلتُ عَلى‏ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام فَوَجَدتُهُ قائِماً يُصَلّي مُتَغَيِّراً لَونُهُ ، فَلَم أرَ مُصَلِّياً بَعدَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أتَمَّ رُكوعاً ولا سُجوداً مِنهُ ، فَسَعَيتُ نَحوَهُ ، فَلَمّا سَمِعَ بِحِسّي أشارَ بِيَدِهِ ، فَوَقَفتُ حَتّى‏ صَلّى‏ رَكعَتَينِ أوجَزَهُما وأَكمَلَهُما ثُمَّ سَلَّمَ ، ثُمَّ سَجَدَ سَجدَةً أطالَها ، فَقُلتُ في نَفسي : نامَ وَاللَّهِ ! فَرَفَعَ رَأسَهُ ، ثُمَّ قالَ :
لا إلهَ إلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً ، لا إلهَ إلَّا اللَّهُ إيماناً وتَصديقاً ، لا إلهَ إلَّا اللَّهُ تَعَبُّداً ورِقّاً ، يا مُعِزَّ المُؤمِنينَ بِسُلطانِهِ ، يا مُذِلَّ الجَبّارينَ بِعَظَمَتِهِ ، أنتَ كَهفي حينَ تُعيينِي المَذاهِبُ عِندَ حُلولِ النَّوائِبِ ، فَتَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ بِرُحبِها ، أنتَ خَلَقتَني يا سَيِّدي رَحمَةً مِنكَ لي ، ولَولا رَحمَتُكَ لَكُنتُ مِنَ الهالِكينَ ، وأَنتَ مُؤَيِّدي بِالنَّصرِ مِن أعدائي ، ولَولا نَصرُكَ لَكُنتُ مِنَ المَغلوبينَ ، يا مُنشِئَ البَرَكاتِ مِن مَواضِعِها ، ومُرسِلَ الرَّحمَةِ مِن مَعادِنِها ، ويا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِالعِزِّ وَالرِّفعَةِ فَأَولِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَعتَزّونَ ، ويا مَن وَضَعَ لَهُ المُلوكُ نيرَ ۱ المَذَلَّةِ عَلى‏ أعنَاقِهِم فَهُم مِن سَطَواتِهِ خائِفونَ ، أسأَ لُكَ بِكِبرِيائِكَ الَّتي شَقَقتَها مِن عَظَمَتِكَ ، وبِعَظَمَتِكَ الَّتِي استَوَيتَ بِها عَلى‏ عَرشِكَ ، وعَلَوتَ بِها عَلى‏ خَلقِكَ ، وكُلُّهُم خاضِعٌ ذَليلٌ لِعِزَّتِكَ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَافعَل بي أولَى الأَمرَينِ ، تَبارَكتَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
قالَ عَدِيُّ بنُ حاتِمٍ الطّائِيُّ : ثُمَّ التَفَتَ إلَيَّ أميرُ المُؤمِنينَ بِكُلِّهِ فَقالَ : يا عَدِيُّ ، أ سَمِعتَ ما قُلتُ أنَا ؟ قُلتُ : نَعَم يا أميرَ المُؤمِنينَ . قالَ : وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ! ما دَعا بِهِ مَكروبٌ ، ولا تَوَسَّلَ إلَى اللَّهِ بِهِ مَكروبٌ ولا مَسلوبٌ ، إلّا نَفَّسَ اللَّهُ خِناقَهُ ، وحَلَّ وَثاقَهُ ، وفَرَّجَ هَمَّهُ ، ويَسَّرَ غَمَّهُ ، وحَقيقٌ عَلى‏ مَن بَلَغَهُ أن يَتَحَفَّظَهُ .
قالَ عَدِيٌّ : فَما تَرَكتُ الدُّعاءَ مُنذُ سَمِعتُهُ عَن أميرِ المُؤمِنينَ حَتَّى الآنَ . ۲

1.نِيرُ الفَدّانِ : الخَشَبَةُ المُعتَرِضَةُ في عُنُق الثورين ؛ وقد يستعار للإذلال (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۵۳ «نير») .

2.بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۲۲۵ ح ۴۵ نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26566
صفحه از 579
پرینت  ارسال به