عَظيمٌ ، لا يَقدِرُ عَلى تَفريجِهِ غَيرُ مُنزِلِهِ ، عَجِّل عَلَى العِبادِ فَرَجَهُ ، فَقَد أشرَفَتِ الأَبدانُ عَلَى الهَلاكِ ، فَإِذا هَلَكَتِ الأَبدانُ هَلَكَ الدّينُ !
يا دَيّانَ العِبادِ ، ومُقَدِّرَ اُمورِهِم بِمَقاديرِ أرزاقِهِم ، لا تَحُل بَينَنا وبَينَ رِزقِكَ ، وهَبنا ما أصبَحنا فيهِ مِن كَرامَتِكَ مُعتَرِفينَ ، قَد اُصيبَ مَن لا ذَنبَ لَهُ مِن خَلقِكَ بِذُنوبِنَا ، ارحَمنا بِمَن جَعَلتَهُ أهلاً بِاستِجابَةِ دُعائِهِ حينَ نَسأَ لُكَ .
يا رَحيمُ ، لا تَحبِس عَنّا ما فِي السَّماءِ ، وَانشُر عَلَينا كَنَفَكَ ۱ ، وعُد عَلَينا رَحمَتَكَ ، وَابسُط عَلَينا كَنَفَكَ ، وعُد عَلَينا بِقَبولِكَ ، وَاسقِنَا الغَيثَ ولا تَجعَلنا مِنَ القانِطينَ ، ولا تُهلِكنا بِالسِّنينَ ، ولا تُؤاخِذنا بِما فَعَلَ المُبطِلونَ ، وعافِنا يا رَبِّ مِنَ النَّقِمَةِ فِي الدّينِ ، وشَماتَةِ القَومِ الكافِرينَ ، يا ذَا النَّفعِ وَالنَّصرِ ۲ ، إنَّكَ إن أجَبتَنا فَبِجودِكَ وكَرَمِكَ ، ولِإِتمامِ ما بِنا مِن نَعمائِكَ ، وإن رَدَدتَنا فَبِلا ذَنبٍ مِنكَ لَنا ، ولكِن بِجِنايَتِنا عَلى أنفُسِنا، فَاعفُ عَنّا قَبلَ أن تَصرِفَنا، وأَقِلنا وَاقلِبنا ۳ بِإِنجاحِ الحاجَةِ، يا اللَّهُ . ۴
۵۹۷.دستور معالم الحكم عن حَوثَرَة بن الهِرماس عن الإمام عليّ عليه السلام - في حَديثِ الاِستِسقاءِ وقَد جاءَهُ بَنو دارِمٍ يَشكونَ إلَيهِ البَلاءَ ، فَقالَ - : الحَمدُ للَّهِِ ، وَالصَّلاةُ عَلى خَيرِ خَلقِ اللَّهِ ، وسَلامٌ عَلَى المُصطَفَينَ مِن عِبادِ اللَّهِ . يا قَنبَرُ ! نادِ : الصَّلاةَ جامِعَةً .
ثُمَّ نَهَضَ مُضجِراً بِنَصيفٍ مُزَبرَقٍ ۵ كَأَنَّما غُرَّتُهُ البَدرُ لِتِمِّهِ ۶ يَكادُ يُعشِي النّاظِرينَ ، يَؤُمُّ المَسجِدَ ، فَصَلّى ، ثُمَّ دَنا مِنَ القَبرِ فَهَينَمَ ۷ بِكَلِماتٍ لَم اُوجِسهُنَّ ، ثُمَّ قامَ قانِتاً ، فَقالَ
1.في بحار الأنوار: «نعمك» بدل «كنفك» . والكَنَف : الجانِب والناحِية ، هذا تمثيل لجعله تحت ظِلّ رحمته يوم القيامة (النهاية ، ج ۴ ص ۲۰۵ «كنف») .
2.كذا في الأصل ، ولعلّ الصواب : «والضرّ» .
3.وفي نسخة : «واقبلنا» .
4.فقه الرضا : ۱۵۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۳۳۴ ح ۱۸ .
5.مُزبرقَ : زبرق ثوبه ، إذا صَبَغه (تاج العروس : ج ۱۳ ص ۱۸۷ «زبرق») .
6.تَمّاً وتُمّاً وتِمّاً - ثلاث لغات - : أي تَماماً (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۶۹ «تمم») .
7.الهينَمةُ : الكلام الخفيّ (النهاية : ج ۵ ص ۲۹۰ «هينم») .